علق رئيس الوزراء الإثيوبي، هيل ماريام دسالين، على ما تتناقله تقارير إعلامية بشأن حصول إثيوبيا على تمويل قطري لبناء سدّ النهضة، قائلًا إن بلاده لديها القدرة على استكمال بناء السدّ على طول نهر النيل دون مساعدة خارجية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إينا".
وأضاف هيل ماريام أن "بلاده لا تريد الحصول على أي مساعدات من مصادر أجنبية لهذا المشروع بالذات، وإن هذا المشروع هو ملك للمواطن الاثيوبي وهو من يموّل المشروع".
وأكد أن "موقف إثيوبيا فيما يتعلق بتمويل المشروع الضخم، واستكماله بمصادر محلية، لن يتعرض للخطر".
وفي الوقت نفسه، تحدث رئيس الوزراء الإثيوبي عن زيارته إلى الدوحة وعلاقتها بالحصول تمويل قطر لبناء السد، مُبينًا أن زيارته لا تتصل بسد النهضة الإثيوبي العظيم، بل المقصود منها "مناقشة مجالات التعاون الأخرى وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات، واستفادة إثيوبيا من الخبرات القطرية"، مشيرًا إلى وجود اتجاهات بين بعض وسائل الإعلام لربط العلاقات الدبلوماسية الإثيوبية والزيارات مع سد النهضة.
وقال هيل ماريام، إن إثيوبيا ستواصل تنمية مواردها لتحفيز تنميتها، مشددًا على أنها لا تنوى الأذى بالغير، "إننا لن نفعل أي شيء يضر بدول المصب، كما دحض صحة الشائعات التي تتناقلها وسائل الإعلام الأجنبية بشأن عدم إكمال بناء السد بنفسها، قائلًا "إنني واثق أنه سيتم الانتهاء من بناء السد دون مساعدة خارجية".
وأشاد هيل ماريام، الأسبوع الماضي، بدور الجالية الإثيوبية في قطر في بناء سد النهضة المُثير للجدل، الذي يُثير خلافًا واسعًا بين مصر والسودان وإثيوبيا، وسط الأزمة الخليجية المُستعرة منذ أكثر من 3 أشهر، ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الإثيوبية، أقرّ رئيس الوزراء بالمساهمة التي قدّمها المغتربون لبناء سد النهضة، داعيًا إيّاهم إلى مواصلة دعم السد، خلال زيارة رسمية أجراها هيل ماريام، على مدى يومين، الأسبوع الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة.
ولفت هيل ماريام، في مناقشة مع الجالية الإثيوبية في قطر، الثلاثاء الماضي، "على الرغم من قلة عدد الإثيوبيين في قطر بيد أنهم أسهموا إسهامًا كبيرًا في دعم بناء سد النهضة الإثيوبي العظيم"، وفق وكالة الأنباء الرسمية (إينا)، مُشيرًا إلى أن حكومته ستقدم كل الدعم اللازم للمجتمع الإثيوبي في قطر.
وتزامنت زيارة المسؤول الإثيوبي للدوحة، الإثنين الماضي، مع إعلان وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبدالعاطي، تعثرًا جديدًا في مفاوضات إنشاء سد النهضة الإثيوبي، ولم يتوصل وزراء الري في الدول الثلاث إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات التي يجريها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان -الذي تم الانتهاء منه في مايو الماضي- حيث رفضت السودان وإثيوبيا الموافقة على التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات "سد النهضة"، فيما وافقت مصر على التقرير، حسبما أكد الوزير في بيان رسمي مساء الأحد.
وأكد الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، أن عدم التوصل لاتفاق يثير القلق على مستقبل التعاون ومدى قدرة الدول الثلاث على التوصل للتوافق المطلوب بشأن سد النهضة، وكيفية درء الأضرار التي يمكن أن تنجم عنه بما يحفظ أمن مصر المائي.
وربطت وسائل إعلام خليجية ومصرية زيارات المسؤولين الإثيوبيين إلى الدوحة بالتزامن مع فشل المفاوضات بين الدول الثلاث بما وصفوه "بدور قطر في أزمة مياه النيل وسد النهضة".
وكشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، في تقرير نشرته في 25 يوليو الماضي، دور الدوحة في دعم وبناء سد النهضة الإثيوبي، مؤكّدة أنها تعمل على ضرب مصالح مصر في منابع نهر النيل، ومساعدة إثيوبيا لتسريع وتيرة العمل في بناء السدّ الذي قد يؤثر في حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، ووصفت قطر بأنها "اللاعب الخفي ومايسترو الأحداث" في خطة بناء السدّ.
وذكرت الصحيفة إن "خطتها تُدار عبر استئناف العلاقات بين الدوحة وأديس أبابا بعد قطيعة دامت 6 أعوام، وضخ استثمارات قطرية لتمويل سد النهضة، وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات اقتصادية بين البلدين، وزراعة مليون و200 ألف فدان في منطقة السد بأموال قطرية، إضافة إلى ضخ 8.5 مليارات دولار استثمارات رجال أعمال قطريين، بعد أن نجحت مصر في ايقاف تمويل صيني وإيطالي للسد بالمليارات. وتقوم الدوحة بدور مكمل لدور إسرائيل في القارة السمراء، لضرب مصر واستقرارها".
أرسل تعليقك