أكّد ايفان سوركوش سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، أن الاتحاد الأوروبي يعدّ شريكًا حقيقيًا لمصر باعتبارها أحد أهم الدول في المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر وأوروبا انتهيا من الاتفاق على أولويات الشراكة بين الجانبين .وقال سوركوش - في كلمته التي ألقاها في حفل افطار الصحافيين السنوي- أن الاتحاد قد خصص أكثر من 500 مليون يورو للتنمية المستدامة وبرامج الحماية الاجتماعية والتركيز على النمو والاستقرار وحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون في مصر .
وأضاف أن الأموال المخصصة لتحسين البنية الأساسية في قطاعات المياه والصرف الصحي وصلت إلى 500 مليون يورو وساهمت فى خلق 16 الف فرصة عمل. وأكد السفير إيفان سوركوش رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في كلمته على أن الصحافة الحرة وإمكانية الإطلاع على المعلومات أمران في غاية الأهمية للديمقراطية.
وأشار إلى أنه لا يمكن تطبيق المساءلة في ظل انعدام الشفافية، كما أن صياغة السياسات الحكومية وتنفيذها بنجاح تتطلب إتاحة الإطلاع على المعلومات والإعلام الحر الذي يقدم تقارير للمجتمع عن مختلف القضايا. ووجه السفير حديثه للمشاركين من الصحافيين في حفل الافطار قائلا "هنا يأتي دوركم الهام في المجتمع كإعلاميين لإخبار الشعب بالقضايا ذات الأهمية دون قيود".
وقال إن مصر دولة شريكة هامة للاتحاد الأوروبي، فهي أهم دولة من دول الجوار في منطقة جنوب المتوسط, مشيرا إلى أن إجمالي التعاون الإنمائي بين الاتحاد الأوروبي ومصر يزيد عن 1,3 مليار يورو في شكل منح، بما يعبر بشكل واضح عن ثراء التعاون بين الجانبين, كما تبلغ إجمالي الالتزامات للمساعدات الجارية المقدمة من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الأوروبية ما يقدر ب` 11 مليار يورو.
وأضاف أن مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر كان قد عقد في يوليو/تموز من العام الماضي، حيث ناقش الجانبان أهم القضايا السياسية وتلك التي تتعلق بالأمن وحقوق الإنسان والهجرة والتنمية المستدامة والأبحاث والابتكار والعديد من القضايا الأخرى; كما أقر الجانبان أولويات الشراكة للأعوام من 2017 إلى 2020 بهدف المساهمة في الرفاهية وتحسين ظروف المعيشة والاستقرار في كل من مصر والاتحاد الأوروبي.
ونوه سوركوش إلى أن أهم العناصر لتحقيق هذه الأهداف تتمثل في التنمية المستدامة التي ترتكز على النمو الذي يشمل الجميع وعلى الابتكار، إضافة إلى الحوكمة الفعالة والتشاركية والتي تعتمد على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وأوضح السفير أن حماية ودعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون هي المبادئ التي توجه العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي, مضيفا أن الاتحاد يدعم هذه المبادئ ويدافع عنها في إطار الشراكة مع مصر, كما يفعل مع كافة دول الجوار والشركاء حول العالم. وشدد على أهمية المجتمع المدني والذي يعد مساهما رئيسيا في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية; حيث يجب السماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل في بيئة تمكنها من أداء دورها.
وقال السفير الأوروبي "اننا نعتقد أن المجتمع المدني هو شريك رئيسي في الدفع بتنفيذ خطط الإصلاح والتنمية المستدامة في مصر, وهذه الآراء مبنية على قيم عالمية, ونحن نناقشها دوما مع نظرائنا المصريين في إطار أولويات الشراكة التي اتفقنا عليها سويا والتي تم إقرارها عام 2017.". وأكد سفير سوركوش مجددا على دعم الاتحاد الأوروبي لمصر في معالجة أي تحديات.. مشيرا في هذا الإطار إلى التعاون المكثف بين الجانبين في قطاع المياه والذي يظهر جليا في تنظيم وفد الاتحاد الأوروبي يوما لعرض مختلف أوجه التعاون في قطاع المياه خلال فعاليات أسبوع القاهرة للمياه والذي يعقد في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري.
ولفت إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ والطاقة ميجيل آرياس كانيتي لمصر في شهر إبريل/نيسان حيث تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين في الطاقة. كما عقد المفوض لقاءات رفيعة المستوى على رأسها لقائه برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
ونوه رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر إلى التعاون في مجال الهجرة, منوها إلى الحوار رفيع المستوى بشأن الهجرة والذي أطلقه وزير الخارجية سامح شكري ومفوض الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة ديميتريس أفراموبولوس في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2017. وقال إن الجانبين يعملان معا على منهج شامل للهجرة لدعم مصر في مواجهة الهجرة غير النظامية والتهريب والإتجار بالبشر, وللترويج لقنوات قانونية للحركة والتنقل, ولضمان الحماية الدولية وتيسير العودة وبرامج إعادة الاندماج.
وفيما يتعلق بالأمن, أكد السفير سوركوش على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم مصر في الحرب ضد الإرهاب. وأضاف أن "الحرب على الإرهاب يتعين أن تتم في إطار سيادة القانون; حيث إننا نؤمن بأن احترام حريات الأفراد والإدماج الاجتماعي والاقتصادي يمكنه أن يجلب تنمية واستقرار على الأمد الطويل".
وأعرب السفير إيفان سوركوش عن تمنياته لمنتخب مصر بالتوفيق في نهائيات كأس العالم, ولمحمد صلاح بالشفاء العاجل كي يتمكن من الانضمام لمنتخب بلاده . وفيما يخص الأزمة السورية، استعرض السفير جهود الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة السورية من خلال الشركاء الدوليين حيث خصص الاتحاد 3,5 مليار يورو لدعم الشعب السوري . وقال إن الاتحاد الأوروبي يدعم حل الدولتين في عملية السلام في الشرق الأوسط وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أرسل تعليقك