عقد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جلسة مباحثات مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو في مستهل زيارته الحالية للعاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في منتدى الحوار المتوسطي، وفِي تصريح للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، أشار إلى أن الوزير شكري عبر في بداية اللقاء عن ترحيب مصر، باستعادة العلاقات الثنائية لمسارها الطبيعي، بعد عودة السفراء إلى كل من القاهرة وروما، مثمنا الدور الذي قام به الوزير ألفانو في هذا الصدد.
وكذا الزيارة التي قام بها سكرتير الدولة الإيطالي للشؤون الخارجية إلى مصر في أكتوبر 2017 وعقده مشاورات سياسية لأول مرة بعد فترة طويلة من انقطاعها. كما أعرب شكري عن تطلع مصر لأن تشهد المرحلة المقبلة، قوة دفع جديدة للعلاقات المصرية الإيطالية، وزيادة في وتيرة الزيارات المتبادلة بين الجانبين، بالإضافة إلى المزيد من الدعم والتفهم الإيطالي للمواقف المصرية، لاسيما فيما يتعلق بعلاقة مصر مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن الوزير شكري أعرب خلال المباحثات أيضا عن تطلع مصر للارتقاء بالتعاون الثنائي، مع تركيز الجهود على تطوير العلاقات الاقتصادية وتنشيط مجلس الأعمال المشترك، حيث اطلع شكري نظيره الإيطالي على الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لاسيما في مشروع تنمية محور قناة السويس، خاصة وأن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر أوروبيًا والثالث عالميًا.
ونوه أبو زيد، أن وزير الخارجية تطرق إلى اعتزام مصر استكمال عملية الإصلاح الاقتصادي، منوها إلى أن الفترة المقبلة ستشهد جهودًا مكثفة، لجذب الاستثمارات الأجنبية، المباشرة خاصة في قطاع التصنيع بهدف زيادة الصادرات، عبر دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهي المجالات التي تتطلع مصر للاستفادة، من الخبرة الإيطالية الواسعة بها.
ومن ناحية أخرى، أوضح المتحدث باسم الخارجية أن محادثات وزيري خارجية مصر وإيطاليا تناولت العديد من التطورات المرتبطة بالأوضاع الإقليمية، لاسيما الأوضاع في ليبيا والجهود التي تقوم بها مصر للمساعدة في توحيد واعادة هيكلة الجيش الوطني الليبي، وجهود دول جوار ليبيا الثلاث لدعم بناء التوافق الوطني الليبي.
وأكد الطرفان على دعمهما للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة تحت قيادة المبعوث الأممي غسان سلامة، وتبادلا التقييم ووجهات النظر بشأن مسار العملية السياسية في ليبيا. كما تطرقت المناقشات للأزمة السورية والجهود المبذولة لدعم مفاوضات جنيف فضلا عن محادثات الآستانة وجهود تثبيت اتفاقيات المناطق منخفضة التوتر.
بالإضافة إلى تطورات الأزمة اليمنية والوضع في كل من العراق ولبنان، كما استحوذت قضية مكافحة الإرهاب على حيّز كبير من المناقشات، وأكد وزير الخارجية على أن العالم المتقدم مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوفير الدعم للدول التي تواجه الإرهاب، وفى مقدمتها مصر باعتبارها تقف في الصفوف الأولى في هذه المعركة الدولية، مشيرا إلى أن دعم القدرات الفنية لدول المواجهة من شأنه يعزز من قدرة المجتمع الدولي على دحر هذه الظاهرة الخبيثة.
وحرص وزير الخارجية على إثارة موضوع سد النهضة خلال مباحثاته مع وزير خارجية إيطاليا على ضوء خصوصية العلاقات المصرية الإيطالية، ولكون الشركة الإيطالية سالينى هي التي تضطلع بالأعمال الإنشائية في السد، حيث استعرض بالتفصيل مسار المفاوضات الفنية وما يعتريه من صعوبات، مشيرًا إلى أن مصر تعاملت مع هذا الملف من البداية باعتباره يمكن أن يقدم نموذجا للتعاون بين دولة المنبع ودول المصب بما يعود بالمنافع المشتركة على الجميع وتجنب الأضرار بأي طرف، إلا أن ما نشهده حاليا من تعثر في المسار الخاص بالدراسات لا يعكس الإدراك الكامل لأهمية عامل الوقت، لاسيما وان اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث يؤكد على محورية إعداد الدراسات باعتبارها ستحدد حجم الضرر المتوقع وكيفية تجنبه خلال مراحل ملء السد وتشغيله.
وفيما يتعلق بقضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، أكد شكري اهتمام مصر بهذه القضية وبضرورة دعم مسار التعاون القضائي بين البلدين لاستجلاء الحقيقة بشأن مقتل الباحث الإيطالي، بما يحول دون تسييس هذه القضية وضمان عدم وقوفها عائقا أمام تطوير العلاقات بين البلدين.
من جانبه، عبر الوزير الإيطالي عن أحرّ تعازيه وصادق مواساته للحكومة والشعب المصريين في ضحايا حادث مسجد الروضة، معبرًا عن ثقة بلاده في قدرة مصر على تجاوز هذه الموجة الإرهابية الغاشمة، ومؤكدًا على تضامن إيطاليا الكامل مع مصر في مواجهة الإرهاب.
وأضاف الوزير الإيطالي أن بلاده تقدر كثيرًا المواقف المصرية المتوازنة، إزاء الأزمات المتفاقمة في المنطقة، مشيرًا إلى تطابق وجهات نظر البلدين، تجاه الكثير من الموضوعات الإقليمية المهمة.
أرسل تعليقك