القاهرة ـ علي السيد
دان مجلس جامعة الدول العربية الإجراءات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى بإغلاقه أمام المصلين وإخلائه ومصادرة مفاتيحه والعبث بمحتوياته ومنع إقامة صلاة الجمعة ورفع الأذان فيه، فضلًا عن محاولات تغيير الواقع التاريخي في الحرم القدسي الشريف وتركيب بوابات إلكترونية وصولًا إلى فرض أمر واقع جديد في سابقة خطيرة لم تحدث منذ قرابة نصف قرن.
جاء ذلك في بيان صدر اليوم الإثنين عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية بشأن التطورات والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والحرم القدسي الشريف.
وحذر مجلس الجامعة العربية من أن الإجراءات الإسرائيلية ستؤدي إلى تصعيد بالغ الخطورة وعواقب وخيمة في إشعال الحرب الدينية في المنطقة، وذلك في إطار المحاولات الإسرائيلية السريعة المدعومة بالقوة العسكرية لتنفيذ مخططات معدة سلفا لتهويد مدينة القدس المحتلة، ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في الحرم القدسي الشريف المستهدف بصورة متصاعدة بمضاعفة الحفريات والاقتحامات والتدنيس.
وأكد المجلس أن مثل هذه الإجراءات الإسرائيلية تشكل "عدوانًا صارخًا على حقوق ومقدسات الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، كما تشكل انتهاكًا جسيمًا لكل المواثيق والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، بما فيها قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن واليونسكو ومجلس حقوق الإنسان، والتي أكدت مرارًا على أن مدينة القدس مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتأكيدها على أن الحرم القدسي الشريف هو مكان مقدس للمسلمين دون سواهم".
وأعرب المجلس عن رفضه لأي تغيير للوضع القائم في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، مؤكدًا ضرورة وقف وإلغاء جميع الإجراءات الإسرائيلية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه بما يشمل إزالة البوابات الإلكترونية، واحترام حرية العبادة وحق أبناء الشعب الفلسطيني الراسخ في ممارسة شعائرهم الدينية، وجدد المجلس مطالبته المجتمع الدولي ومنظماته لتحمل مسئولياتهم نحو هذا "العدوان الإسرائيلي غير المسبوق والتدخل الفوري، وإنفاذ قراراته خاصة في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في أراضه ومقدساته".
وحذر من الخطورة البالغة لهذا "العدوان الجديد واستمرار إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) وتماديها في ارتكاب هذه الانتهاكات الجسيمة، وهذا التحدي والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي ومقرراته ومضاعفاته على الأوضاع في المنطقة، وعلى فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل لتحقيق حل الدولتين".
أرسل تعليقك