القاهرة - علي السيد
أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، الإثنين محادثات سياسية موسعة مع نظيره الروسي " سيرجي لافروف" خلال زيارته إلى موسكو، حيث سلم خلال لقائه مع وزير خارجية روسيا رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للتأكيد على اعتزاز مصر بخصوصية العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وتطلعها إلى الاستمرار في الارتقاء بها وتطويرها إلى أفاق أرحب.
وأعرب شكري خلال المحادثات عن تقديره لمستوى الشراكة والحوار الاستراتيجي بين مصر وروسيا القائم، وفق صيغة (2-+2) عبر وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين، خاصة وأن مصر تعد من بين ست دول فقط على مستوى العالم التي ترتبط بحوار إستراتيجي مع روسيا وفقا لهذه الصيغة، الأمر الذي يعكس التنامي الملحوظ في العلاقات الثنائية والتقارب المتزايد بين البلدين على كافة المستويات السياسية والإستراتيجية.
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد إن اللقاء تناول بشكل مستفيض مختلف القضايا والتطورات الإقليمية في المنطقة، وسبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في شقيه الأمني والفكري، فضلاً عن التنسيق داخل مجلس الأمن ومختلف المحافل الدولية. وأشار وزير خارجية روسيا إلى أن ديناميكية الوضع في الشرق الأوسط تتطلب التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين، منوها إلى أن مصر وروسيا تنطلقان من نفس الأهداف والرغبة في تسوية النزاعات فى الشرق الاوسط ، وأن بلاده حريصة على الاستماع إلى وجهة النظر المصرية إزاء التطورات المتسارعة في المنطقة.
وذكر أبو زيد أنه قد تم التأكيد خلال اللقاء على محورية الدور المصري في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، وإنهاء حالة الانقسام وترسيخ المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين، والجهود التي تبذلها اللجنة المصرية المعنية بليبيا تحت رئاسة الفريق/ محمود حجازي في هذا الشأن، كما أكد الوزيران على أهمية الاستمرار في التواصل والتنسيق لدفع جهود الحل السلمي من خلال اتفاق الصخيرات، والتنسيق سويا مع الشركاء الدوليين من أجل إعادة بناء وتعزيز المؤسسات الوطنية للدولة الليبية، فضلاً عن مكافحة جماعات التطرف والإرهاب.
واضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزيرين بحثا كذلك التطورات الراهنة على صعيد الأزمة في سوريا، وأهمية استمرار التعاون والتنسيق المصري الروسي في هذا الملف، والذي أثمر مؤخرا عن التوصل إلى اتفاق للهدنة في كل من حمص والغوطة الشرقية. وقد أكد وزير الخارجية على ضرورة العمل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين من أجل تثبيت اتفاقات خفض التوتر والعنف والعمل على توسيعها لتشمل كافة الأراضي السورية، فضلاً عن ضرورة استئناف المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف من أجل التوصل إلى الحل السلمي المنشود، وبما يحافظ على مستقبل سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها.
وتناول شكري ترشيح الوزيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو خلال الانتخابات المقررة في أكتوبر 2017، معربا عن تطلع مصر لتأييد روسيا لهذا الترشح، ومستعرضا المسيرة السياسية والدبلوماسية الحافلة للمرشحة المصرية وأدائها الرفيع خلال جلسات الاستماع التي عقدت بالمجلس التنفيذي للمنظمة في إبريل الماضي، بما يعكس إمكانياتها الرفيعة وقدرتها على إحداث نقلة نوعية في أداء المنظمة، وأضاف شكري أن إرث مصر الحضاري والتاريخي يعطي لهذا الترشح بعدا هاما وقيمة إضافية، منوها إلى الدعم الإفريقي لهذا الترشح، وإلى أهمية العمل على احترام مبدأ التناوب الجغرافي في اختيار مدير عام المنظمة، والذي يقضي بتولي شخصية عربية لهذا المنصب هذه المرة.
وبحث اللقاء سبل دعم مجالات التعاون المختلفة بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث أشار شكري إلى أن مصر تنطلق إلى مرحلة جديدة من أجل تلبية تطلعات شعبها بعد أن استعادت استقرارها وعافيتها، وأن دعم الأصدقاء خلال هذه المرحلة الهامة سيكون له مردوده الإيجابي على مسار التنمية والتقدم في مصر.
وأكد لافروف على اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، مشيرا إلى ما تمثله الزيارات المتبادلة من فرصة هامة لدفع مسار العلاقات الثنائية التي تكتسب أهمية متزايدة، فضلاً عن متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على المستوى الرئاسي بشأن برامج التعاون المختلفة، وذلك بالإضافة إلى مناقشة ملف استئناف الطيران الروسي إلى القاهرة والمنتجعات السياحية في البحر الأحمر، حيث اتفق الوزيران على أهمية استمرار التعاون في مجال أمن الملاحة الجوية، بما فى ذلك إتمام التوقيع على البروتوكولات اللازمة في هذا المجال. وقد أعرب الوزير شكرى عن تطلع مصر لاستئناف الطيران الروسي المباشر وحركة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية في أقرب فرصة.
أرسل تعليقك