كشف عضوالجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسنين، والذي يوافق أول أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، عن العلاقة بين عنصر الماغنسيوم وشيخوخة الخلايا.
وأوضح بدران، في حديث خاص لـ"مصر اليوم": "أنه لا يحظ بالاهتمام مع أن بحوث الماغنيسيوم آخذه في الازدياد بسبب أهمية هذا الأيون في العديد من العمليات البيولوجية الهامة، وما يرتبط بها من فهمنا لأليات حدوث الأمراض، وغالبًا ما يكون العامل الأساسي في أمراض العصر، فالماغنيسيوم قل في وجبات الإنسان الحديث، إذ أن تناول السكر والكحول يزيد من إفراز الماغنيسيوم في البول"، مؤكدًا على وجود علاقة عكسية بين تدخين التبغ والتوتر ونقص الماغنيسيوم.
وأشار بدران، إلى أن للماغنيسيوم 300 وظيفة في الجسم، حيث يلعب دورًا هامًا في مجموعة واسعة من العمليات البيوكيميائية، ويعتبر عاملًا مساعدًا لـ300 وظيفة في الجسم، إذ نحتاج الماغنيسيوم لنظل أحياء, ولتستمر أجهزة أجسادنا قادرة على العمل، حيث يستخدم الماغنيسيوم من قبل كل عضو في الجسم، خاصة القلب والعضلات والكلى، وهو موجود في كل نوع من الخلايا في كل كائن حي، وأعلى تركيزات له وجدت في الهيكل العظمي60%، في خلايا العضلات 39%، و1%خارج الخلية".
وأضاف بدران، أنه دون الماغنيسيوم لن تستطيع العضلات أن تنقبض, أو القلب أن يدق, أو يستقبل أي إشارة أو معلومة، فكل من الكالسيوم والمغنيسيوم من المكونات الهيكلية الهامة جدًا فس الأسنان والعظام، ومحتوى الماغنيسيوم في مينا الأسنان هام للوقاية من تسوسها، كما أنه يرفع المناعة، وهو ضروري لكافة أجهزة الجسم، ومنها الجهاز المناعي، ويزيد من قلوية الدم.
وأكد بدران أن الماغنسيوم يزيد من مضادات الأكسدة، ويقلل من الإجهاد والتوتر، ويحمي الميتوكوندريا وهي عضيات شبه مستقلة داخل كل خلية، بسبب وجود الحمض النووي والريبوسومات الخاصة بها، ويمكن أن تتضاعف من تلقاء نفسها, بدون الحاجة لنواة الخلية, وتشكل أيضًا البروتينات المطلوبة دون تدخل النواة، ويعتبر محطة توليد الطاقة داخل الخلية، والميتوكوندريا موجودة في كل من الخلايا النباتية والحيوانية، وهي المسؤولة عن حرق الأكسيجين والجلوكوز لإنتاج الطاقة، ولن تتمكن أي خلية من البقاء على قيد الحياة وإنتاج الطاقة اللازمة لها للحفاظ على الحياة في غياب الميتوكوندريا.
وأبرز بدران أن الماغنيسيوم أساسي للحياة، فهو ضروري لإنتاج الطاقة في الميتوكوندريا, وبالتالي هام للحفاظ على الخلايا وصيانة الوظائف الخلوية وسلامة الأنسجة، والإدينوسين ثلاثي الفوسفات هوالمصدر الرئيسي للطاقة في الخلايا، ويجب أن يتحد مع أيون الماغنيسيوم ليصبح نشطًا بيولوجيًا، كما يلعب الماغنيسيوم دورًا في استقرار جميع المركبات متعددة الفوسفات في الخلايا، بما في ذلك تلك المرتبطة بالحمض النووي.
وأشار بدران إلى أن الماغنيسيوم يعمل على استقرار مستوى السكر في الدم، ويساعد في إفراز هرمون الإنسولين ودخوله الخلايا، وهو هام لعدد من المغذيات مثل الجلوكوز عبر الغشاء الخلوي للخلية، موضحًا أن الجلوكوز هو مصدر الوقود الرئيسي للمخ, إذ يحتاج المخ إلى مستوى معتدل منه لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه، والذين يعانون من مرض السكر أكثر عرضة لانخفاض الماغنيسيوم، فارتفاع مستويات السكر في الدم يزيد من فقدان الماغنيسيوم في البول، وهذا بدوره يخفض مستويات الماغنيسيوم في الدم.
ويعتبر الماغنسيوم، وفقًا لبدران، مهدئ للمخ ويكسب الاسترخاء عن طريق زيادة الموصل العصبي الجابا في المخ، وعند انخفاض الجابا يصبح من المستحيل على المخ الاسترخاء، فنقص الماغنيسيوم سبب رئيسي في القلق ونوبات الذعر، كما أنه يقلل من هرمونات الإجهاد والتوتر ويحول دون دخولها المخ، ويحمي المخ من الالتهابات، إذ يعد مضاد للالتهابات طبيعي وتؤثر السيتوكينات الالتهابية على المخ أيضًا, وترتبط بالقلق والاكتئاب وفقدان الذاكرة واللامبالاة، وتباطؤ الاستجابات، والهيجان وعدم القدرة على التركيز، وزيادة التفكير في الانتحار ويزيل الماغنيسيوم المعادن الثقيلة من الجسم، وترتبط المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص والألومنيوم بالقلق والأوتيزم "التوحد" وقائمة طويلة من الاضطرابات العصبية.
ولفت بدران إلى أن الماغنيسيوم من العناصر الغذائية القليلة المعروفة التي تعين المخ على المرونة العصبية والعودة لطبيعتهBRAIN PLASTICITY، فهو يزيد من هرمون السيروتونين هرمون السعادة, وهرمون الميلاتونين الخاص بالنوم والساعة البيولوجية، ونقصه يسبب الشيخوخة الخلوية، عن طريق الحد من استقرار الحمض النووي وقلة تخليق البروتينات ونقص كفاءة الميتوكوندريا.
وأبرز بدران، أن عملية الشيخوخة ترتبط مع التقصير التدريجي في طول التيلومير، وتسلسلات الحمض النووي المتكررة، والتيلومير هوالجزء المسؤول عن عمر الخلايا والموجود في الحمض النووي، والمعمرون الذين يعيشون مائة عام لديه تيلومير أطول من المعتاد، ويقل عمر الخلايا مع قلة الحركة، وذلك بسبب قصر طول التيلومير, فهو يحمي أطراف الكرموزومات, ويمنع فقدان الشفرات الوراثية خلال تكاثر الخلايا خلال مراحل النمو لتجديد ما يتلف.
وتابع بدران، أنه طول التيلومير يقصر بسبب نقص الماغنيسيوم، والعمر، والسمنة، والتوتر، والتدخين، والسكر الزائد، والكسل، ويتقلص ويتآكل وبشكل سريع عند المدخنين ولدى المصابين بالبدانة والذين يعانون من القهر والإهمال العاطفي خاصة منذ الصغر، لذلك قصر طول التيلومير يسبب الشيخوخة والسرطانات، فيما يطيل الماغنيسيوم التيلومير والعمر، ويحافظ على استقرار الحمض النووي, ويعزز تكراره.
وأردف بدران، أن الماغنيسيوم واستطالة التيلومير يمكنه استطالة التيلومير للحفاظ على طول واستقرار الكروموزومات, ونقص الماغنيسيوم لم يعرفه الأجداد, الذين كانوا يتناولون وجبات متوازنة في الكم والنوع من الأطعمة الطبيعية التي كانت متاحة لهم, بدون أتون الأغذية المصنعة الحديثة التي أدمنها الأحفاد, الذين أصبحوا يعانون من ظاهرة جديدة وهي الأمراض المتعددة في نفس الشخص, وأصبح من المعتاد في كل أسرة أن تجد من يحمل باقة من أمراض العصر.
وحذر بدران من أن نقص الماغنيسيوم يمكنه أن يسبب حدوث اضطرابات في أغلب أجهزة وأعضاء الجسم، وسوء تغذية وإدمان شرب الخمور، وفقدان الماغنيسيوم من الجهاز الهضمي يسبب الإسهال, القيء, تفريغ محتويات المعده بالشفط، ويؤدي إلى زيادة فرص الالتهابات نتيجة الإجهاد التأكسدي، وإجهاد الجهاز المناعي ويسبب زيادة كيمياء الغضب التي تقلل من المناعة ويزيد من كيمياء الالتهابات، وارتفاع البروتين C التفاعلي"CRP".
وأبرز بدران، أن هناك علاقة عكسية بين الماغنيسيوم والبروتين C التفاعلي "CRP"، كرد فعل مؤشر لحدوث التهاب في الجسد، ويزداد هذا البروتين مع التدخين، والزيادة لا تشخص مرضًا محددًا, ولكن قياس مستويات هذا البروتين يفيد في تتبع الحالة المرضية، والأشخاص الذین یعانون من مستویات مرتفعة من البروتين C التفاعلي لديهم مخاطر أعلی للإصابة بالسمنة، ومرض السكر، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وتناول الماغنيسيوم يفيد فى خفض هذا البروتين.
واستطرد بدران، أن الماغنيسيوم يقلل ضغط الدم المرتفع لدى الأفراد الذين يعانون من مقاومة الإنسولين، أو مرض السكر، أو الأمراض المزمنة غير السارية، وزيادة الماغنيسيوم الغذائي يخفض تكلس الأوعية الدموية في حيوانات التجارب، ويقلل من وفيات الفشل الكلوي
وبعض المشاكل الصحية التي تم ربطها بنقص المغنيسيوم، مثل الربو الشعبي، ونقص المناعة، وفرط الحركة وقلة التركيز، وجميع المشاكل التي تظهر في التوحد، واضطرابات النوم، وتسمم الحمل، ومتلازمة ما قبل الحيض، واضطرابات القولون العصبي، واضطرابات سلوكية، ومعظم خلايا المخ تتأثر بنقص السيروتونين نتيجة نقص الماغنيسيوم ما يؤثر على المزاج، والاكتئاب، والعلاقات الجنسية، والنوم، والذاكرة، والشهية، والسلوك الاجتماعي، والعصبية، والقلق، والنسيان، والتعب، وفقدان الشهية.
وواصل بدران، أن نقصه يسبب أيضًا القئ أو الغثيان، وتشنجات، وزيادة الكالسيوم داخل الخلايا، وارتفاع السكر في الدم، ونقص الكالسيوم فى الدم، ونقص البوتاسيوم، ومرض السكري النوع الثانى، وهشاشة العظام، والإمساك، والتوتر، والصداع النصفي، والقلق والاكتئاب، والتعب المزمن، وتصلب الشرايين، وعدم انتظام ضربات القلب، وعدم انتظام أو سرعة ضربات القلب، وتشنجات الشريان التاجي، وتأخر نمو الأطفال، وارتفاع ضغط الدم، وحصى الكلى، وهشاشة العظام، وتشنجات العضلات.
وهناك وظائف أخرى للماغنيسيوم حيث يدخل في تكوين العظام والبروتين والأحماض الدهنية، وتصنيع الخلايا الجديدة، وتنشيط فيتامين "ب"، ما يساهم في إنتاج الطاقة، ويحفز الإنزيمات التي تساعد على تطبيع مستويات الجسم من الكالسيوم والبوتاسيوم والفيتامينات والمعادن الأخرى، وعمليات تجلط الدم لإيقاف النزيف، وخفض ضغط الدم المرتفع، والقيام بعمليات التمثيل الغذائي: عامل مشترك مع الإنزيمات الأخرى للمساعدة على الهضم وامتصاص البروتينات والكربوهيدرات والدهون.
وبيَّن بدران، أن الماغنيسيوم يساهم في ارتخاء العضلات بعد المجهود فيختفي التعب، وإفراز الإنسولين، والجديد هو استخدامه في الحد من الحركة الزائدة ونقص التركيز في الأطفال، ويمنع النوبات القلبية، ورفع مستويات الماغنيسيوم يمكن أن يساعد في الحد من خطر الوفيات من السكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والنوبات القلبية المفاجئة.
واختتم بدران، حديثه قائلًا، إن الأطعمة الغنية بالماغنيسيوم، السبانخ , وبذور القرع، والمكسرات, البقول, التين, الحبوب الكاملة, الشوكولاتة الداكنة, والموز، الأفوكادو، وسمك السلمون، والكزبرة، الخرشوف, والبقدونس, البيض, البطاطس, والخيار.
أرسل تعليقك