تواجه زيمبابوي مستقبلا غامضا دون روبرت موغابي الخميس بعد أن سيطر الجيش على الحكم، ووضع الرئيس البالغ 93 عاما قيد الاقامة الجبرية والذي ينظر اليه على أنه بطل التحرير من الاستعمار.
ولا يعرف معظم الناس في زيمبابوي زمنا غير زمن موغابي، الذي تصدر الحياة العامة منذ وصل للحكم في العام 1980 مع حصول البلاد على استقلالها من بريطانيا.
وسادت الصدمة ارجاء البلاد الواقعة في جنوب قارة افريقيا بعد تطويق الزعيم المخضرم والمريض في مقر اقامته مساء الثلاثاء فيما كان جنود الجيش يتمركزون في نقاط استراتيجية في العاصمة هراري وجنرالات الجيش يسيطرون على التليفزيون الحكومي.
من المقرر أن يلتقي قادة مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية، التي يرأسها حاليا حليف موغابي رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، الخميس في بوتسوانا لمناقشة الوضع المقلق.
وفيما لم يدل موغابي أو زوجته غريس بأي تصريح منذ بدء العملية العسكرية، يأمل الكثير من السكان أن تمثل الأزمة بداية لمستقبل أكثر ازدهارا.
وقال تافادزوا ماسانغو (30 عاما) العاطل عن العمل لوكالة فرانس برس "وضعنا الاقتصادي يتراجع كل يوم. لا عمل ولا وظائف"، مضيفا "نأمل بزيمبابوي أفضل بعد عهد موغابي. نشعر بسعادة غامرة. حان وقت رحيله".
وتجاهل سكان هراري بشكل كبير التواجد العسكري في الشوارع وواصلوا تسوقهم وأعمالهم وتواصلهم اليومي كما هو معتاد، فيما أشار محللون الى ان موغابي قد يكون يتفاوض مع الجيش من أجل إقامة مرحلة انتقالية.
- "وفاة روبرت" -
يقول ديريك ماتيسزاك، المحلل في معهد الدراسات الامنية في بريتوريا، انه يتوقع ان يعد موغابي والجيش لتسليم السلطة الى رئيس جديد.
وقال "اعتقد أن موغابي لا يزال بوسعه البقاء في زيمبابوي. اعتقد انهم سيفضلون تقديمه كرمز للتحرير وابداء الاحترام اللازم له".
وتابع أن "الصعوبة الاساسية دائما لاسرة موغابي، هي ضمان أمن غريس موغابي ... في حال وفاة روبرت" موغابي.
وسيتابع المجتمع الدولي الفصل التالي من الأزمة عن قرب.
الاربعاء، حذر الاتحاد الافريقي من أن الازمة في زيمبابوي "تبدو كانقلاب"، داعيا الجيش لوقف ما يقوم به والعودة الى النظام الدستوري.
بدورها، دعت بريطانيا، مستعمر زيمبابوي حتى استقلالها، للهدوء وحذرت من تسليم السلطة لقيادة غير منتخبة.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون "ببساطة لا أحد يريد رؤية الانتقال من طاغية غير منتخب الى طاغية آخر".
وخرج التوتر بين الرئيس والجيش الذي طالما كان حجر الزاوية في نظامه، الى العلن في الايام القليلة الماضية.
واتهم حزب "زانو-بي اف" الحاكم الثلاثاء قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا "بالخيانة" بعد ان انتقد موغابي لاقالته نائب الرئيس ايميرسون منانغاغوا البالغ 75 عاما.
وكان منانغاغوا يعد بين أكثر الضباط ولاء لموغابي، وقد عمل الى جانبه لعقود، لكنه فر إلى جنوب افريقيا بعد اقالته ونشر خطابا من خمس صفحات فيه انتقادات لاذعة لقيادة موغابي والطموح السياسي لزوجته.
والقى قائد الجيش كونستانتينو شيونغا مؤتمرا صحافيا غير مسبوق الاثنين حذر فيه موغابي من أن سيتدخل إذا ما استمر في تطهير حزب "زانو-بي اف".
ودخل منانغاغوا في خلاف طويل مع زوجة موغابي، وينظر للاثنين كأبرز المرشحين لخلافة موغابي، مع افضلية لمنانغاغوا الذي يحظى بالدعم الضمني للجيش الذي ينظر لجريس، السياسية المبتدئة، باستهانة.
واعتذر كودزا شيبانغا (35 عاما) القيادي في رابطة شباب حزب "زانو-بي اف" عن انتقاده قائد الجيش شيونغا بعد تحذيره من التدخل ضد موغابي.
وقرأ شيبانغا الذي بدا عليه عدم الارتياح بيانا "اطلب من الجنرال شيونغا ان يتفضل بقبول اعتذاراتي بالنيابة عن رابطة الشباب وعن نفسي. لا نزال صغارا... نحن نتعلم من الاخطاء".
أرسل تعليقك