القاهره - مصراليوم
كشفت السلطات التركية سجلات هاتف السفير الروسي أندريه كارلوف، الذي اغتيل في أنقرة، في خطوة يتوقع أن تثير غضب موسكو.وذكر موقع "نورديك مونيتور" السويدي الاثنين أن سجل هاتف كارلوف ورسائله النصية القصيرة التي يبلغ مجموعها 3317 اتصالا ورسالة منذ الأول من يناير 2015 وحتى يوم اغتياله في التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2016 على يد ضابط شرطة تركي، تم دمجها بالكامل في ملف قضية القتل بصورة متعمدة من قبل المدعي العام آدم أكينجي.وتظهر سجلات الهاتف الروتين اليومي للسفير الروسي ومحادثاته أثناء تمثيل مصالح بلاده في تركيا والأرقام التي كان يتصل بها كثيرا.
ولم تكن لأي من هذه الاتصالات علاقة بالاغتيال، ولم تكن هناك أي إشارة يمكن أن تلقي الضوء على جريمة القتل التي ارتكبها ضابط الشرطة مولود مرت ألطن طاش البالغ من العمر 22 عاما، والذي تلقى عدة تكريمات من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.وتم اختيار أكينجي، الذي كان مدعيا عاما غير بارز في بلدة كوساداسي، من قبل حكومة أردوغان لقيادة التحقيق، بعد أن أحضرته إلى العاصمة أنقرة في يونيو 2016، وسلمته ملفات القضايا المتعلقة بمنتقدين ومعارضين لنظام أردوغان. وكان توليه التحقيق في اغتيال كارلوف مفاجئا، نظرا لافتقاره إلى الخبرة والمؤهلات في محاكمة القضايا المعقدة التي لها تداعيات دولية.وأُمر أكينجي بتخريب التحقيق من خلال حجب الأدلة التي تشير إلى الجماعات الراديكالية الموالية للحكومة التي لها صلات بالنظام. ولم يمثل أي من الأئمة، الذين كان بعضهم على كشوف رواتب الحكومة، والذين لعبوا دورا في تطرف القاتل، بوصفهم متواطئين من قبل أكينجي، إلى التحقيق.
وفي نيسان/ أبريل 2019 قامت السلطات التركية بترقية أكينجي نظير خدماته في القضايا القانونية، التي تدخلت فيها الحكومة لتأمين النتيجة المرجوة.ورفض المدعي العام عدة طلبات قدمها محققون روس ومسؤولون بالسفارة الروسية لإجراء اختبار كشف الكذب لمشتبه به رئيسي، زعمت تركيا أنه متواطئ في اغتيال السفير.وفي مناسبة أخرى، رفضت تركيا الطلب العاجل للحكومة الروسية بعدم إجراء تشريح لجثة السفير المقتول.وذكرت المذكرة التي أرسلتها السفارة الروسية في أنقرة أن أرملة السفير الحزينة مارينا ميهايلوفنا كارلوفا، لم ترغب في أن يقوم طبيب تركي بإجراء تشريح لجثة زوجها، في إشارة إلى رغبة الحكومة الروسية في ذلك.
وأشار الموقع إلى أن وكالة المخابرات التركية ساعدت المدعي العام في تعيين مشتبه به زائف لخداع وفد روسي كان من المقرر أن يزور تركيا في مهمة لتقصي الحقائق، لكن تم الكشف عن المؤامرة في جلسة استماع للمحكمة في الرابع من سبتمبر 2020، من قبل ضحية تم اختطافها وتعذيبها من قبل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.وتجاهل المدعي العام التركي كل ما يقود إلى الجماعات الموالية للحكومة، ولم يوجه اتهامات إلى أي شخصيات متطرفة كانت على اتصال بالقاتل في الأشهر التي سبقت الاغتيال.
وتعمد أكينجي صرف تركيز التحقيق بعيدا عن المقربين من حكومة أردوغان، وبدلا من ذلك، كانت حركة رجل الدين المعارض فتح الله غولن التي تنتقد الحكومة كبش فداء دون أن يقدم المدعي العام أدلة حقيقية تدعم هذه المزاعم.وأكد الموقع السويدي وجود عدد من الأدلة في ملف القضية التي تظهر أن القاتل كان في الواقع متطرفا يحضر الحلقات التي نظمها رجل الدين المتطرف الموالي للحكومة نورالدين يلدز، وله صداقات بمسلحي القاعدة، لكن الحكومة لم تلاحق الخيوط الخاصة بالشبكات المتطرفة ولم تحقق مع شخصيات القاعدة التي عملت مع القاتل، كما تم الكشف أن حكومة أردوغان منحت القاتل 34 مكافأة في غضون عامين.وانتهت المحاكمة في آذار/ مارس 2021 بإدانة كبش الفداء، أما الجناة الحقيقيون الذين ساعدوا القاتل على التطرف فظلوا أحرارا بمساعدة الحكومة التركية.وكان القضاء التركي أصدر حكما بإدانة خمسة متهمين بالسجن مدى الحياة مرتين مع الحرمان من الإفراج المشروط.ويذكر أن قضية مقتل السفير الروسي أحدثت أزمة قوية في العلاقات بين روسيا وتركيا، كما تم ربط الجريمة بالعملية العسكرية الروسية في سوريا.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
تعرف كيف خدع قاتل السفير الروسي الشرطة وتظاهر بأنه أحد الحراس
''انترفاكس'' تصرح أن السفير الروسي لدى تركيا كان من المقربين لبوتين
أرسل تعليقك