لندن ـ سليم كرم
كشف طالب بريطاني يدعى جوش ووكر، عن يومياته خلال مشاركته في الحرب السورية، بعد انضمامه إلى وحدات "حماية الشعب" الكردية التي تقاتل تنظيم "داعش" المتطرف في سورية والعراق. وكذب ووكر على والديه ليتمكن من الذهاب إلى هناك بهدف محاربة "داعش"، فسافر من "بريستول" إلى أسطنبول ثم إلى العراق قبل أن يغادر برًا عبر شمال سورية إلى منطقة محلية تعرف باسم "روجافا". وقد تمثل دوره الرئيسي كمترجم للمقاتلين الآخرين في الفرقة متعددة الجنسيات، لكنه عمل على خط الجبهة في "روجافا" التي وقعت كثيرًا تحت الحصار من قبل "داعش".
ويقول ووكر في مذكراته: " لم أذهب مع الجماعة للقتال، ولكن إذا تعرضت للهجوم فسوف أقاتل"، موضحا أن "القتال جعله مذعورًا إلا أنه لم يكن ليغفر لنفسه إن لم يذهب". وخلال فترة تواجد ووكر في المنطقة توفي صديقه المتطوع البريطاني ريان لوك أثناء القتال والذي سافر معه، ويعتقد أن لوك من "تشيكستر" في غرب ساسكس قتل نفسه في ديسمبر/ كانون الأول ليتجنب القبض عليه من قبل "داعش" خلال معركة للسيطرة على معقل الجماعة في الرقة. وأضاف ووكر " التقيت ريان لوك في سبتمبر/ أيلول في أكاديمية للأجانب حيث تعلمت اللغة، وكان وصل للتو وكنت هناك قبل 3 أشهر حينها، وكان من الجيد رؤية بريطاني آخر، وعلى الرغم من وجود اثنين آخرين من البريطانيين إلا أنه بدا لطيفًا، وكنا في يوم عيد الميلاد في العراق وحصلت على أخبار أنه قُتل على الجبهة في الرقة، ولم يكن هذا الخبر هدية جيدة لعيد الميلاد".
ونشر ووكر صوره أثناء القتال، موضحًا كيف وقع في خضم إطلاق النيران أثناء جلوسه على المرحاض، ووصف لحظة اصطدامه ببندقية" كلاشينكوف" في سيارة انتحارية والتي أضلت الطريق نحوه، وتابع ووكر يقول: "كان علي أن أستخدمه مرة واحدة، وكان هناك سيارة انتحارية متجهة نحو القرية التي كنا فيها، واقتربت السيارة المفخخة وقال الرجل الذي معي: اطلق النار عليها، وبالفعل أطلق النار عليها، وبعد ثانية اصطدمت السيارة بلغم وانفجرت". وحمل ووكر الذخائر للمقاتلين وعمل كمصور ونام الى جانب بندقية كلاشينكوف، ووجد نفسه يجلس القرفصاء على مرحاض في مزرعة دجاج في الساعة 5:30 صباحا عندما حوصر وسط تبادل لإطلاق النيران وكان الرصاص يمر فوق رأسه.
ووصف جوش رؤية اللاجئين يفرون واختباء مقاتلي "داعش" بين النساء والأطفال لتجنب رصاص القناصة، مضيفا "رأيت مسلحي داعش يطلقون النار عليهم ثم يركضون وراء العائلات التي كانت تحاول الهرب لتجنب القناصين ". ويذكر جوش قبل السفر إلى سورية في يونيو/ حزيزان العام الماضي أنه أخبر اثنين من أصدقائه المقربين عن خططه للإنضمام إلى وحدات حماية الشعب الكردي دون علم والديه. ويضيف جوش " عندما دخلت الى سورية اتصلت بوالدي وأخبرته بمكاني وأني بخير وما سأفعله بالضبط. بالنسبة لهم كانت مشاعر مختلطة كانوا فخورين بذهابي للمساعدة وفي نفس الوقت قلقين على سلامتي، وأخبرتهم أنني سأذهب إلى الأماكن التي يوجد فيها اللاجئون وسأكون بالقرب مما يحدث وكان ذلك صحيحا"، وتم القبض على ووكر عند وصوله إلى مطار "جتويك" وفقا لقانون الإرهاب وأطلق سراحه بكفالة.
أرسل تعليقك