لندن ـ كاتيا حداد
تختلف طقوس حفلات الزفاف في طاجكستان عن بقية حفلات الزواج في العالم حيث تمتنع العروسة عن الابتسامة أو حتى القيام باتصال العين مع العريس، فيمكن أن تبدو النظرات خادعة، بل هو في الواقع هي مخالفة للثقافة الطاجيكية بأن تتبسم العروس.
وعلى الرغم من كونها سيدة رائدة في ما وصف بـ "حفلة زفاف طاجيكستان لهذا العام"، تبدو هذه العروس الشابة وكأنها تختلف عن أي عروس في أي حفلة زفاف أخرى، ووفقا لموقع "ديلي ميل" البريطاني، كانت حفلة زفاف مارغونا هودودودوفا (22 عاما) وسيدشو أسروروف (23 عاما) حدثا فريدا، حيث أن رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن، الذي يتمتع بأقصى درجات القوة، أمر بهذا الزواج.
وكان السيد أسروروف، أحد مؤيدي الرئيس، قد قرأ قصيدة مهداة إلى الديكتاتور الطاجيكي البالغ من العمر 64 عاما وبعد ذلك تقرب من محبوبته، وعندما وجد رحمن أسروروف غير متزوج، أمر "لجنة التوفيق بين المسلمين" المحلية للعثور على زوجة له، في حين أن السيدة هودودودوفا قد تبدو بائسة تماما، إلا أن كل ذلك وفقا للتقاليد المحلية؛ فتؤمر العرائس الطاجيكية بأن لا تبتسم أو تنظر إلى زوجها لأنها يمكن أن تشير إلى أن العروسان يعرفان بعضهما البعض بطريقة أكثر حميمية بشكل يخالف مما هو مناسب للشخصين غير المتزوجين، وإذا كانت العروس الطاجيكية سعيدة للغاية، يمكن أن يجعلها ذلك تبدو وكأنها ليست حزينة على فراق عائلتها لتذهب إلى زوجها.
وعلى الرغم من ترتيب الزواج، ذكرت السيدة هودودودوفا لمواقع إخبارية محلية أنها لم تتعرض لأي نوع من الضغط على زواج السيد أسروروف، وكان من دواعي سرورها أنها وجدت رجلا يسمح لها بمواصلة العمل، وفي طاجيكستان الصارمة الإسلامية، يعتبر من واجب المرأة التوقف عن العمل بمجرد أن تتزوج.
وذكرت هودودودوفا لقناة تلفزيونية محلية: "اتصل وسطاء الزواج مع والدي"، مضيفة "اتفق والدي على السماح لي بالزواج من هذا الرجل بشرط السماح لي بمواصلة العمل. أريد مواصلة العمل كممرضة في المستشفى "، وقالت والدتها إن السيد أسروروف هو أول خاطب وافق على السماح لها بمواصلة العمل، وسألت السيدة هودودودوفا عما إذا كان أي نوع من الضغط قد وضع عليها، وأجابت بالقول: "ليس إلى حد بعيد".
وقد استغرق الأمر عشرة أيام من قرار الرئيس العثور على عروس السيد أسروروف، وهو مدرس تاريخي، إلى حفلة زفاف مرتب، وحرصا على استرضاء رحمن، الذي قاد البلاد منذ عام 1992، تم التوصل بسرعة إلى حل، مع السيدة هودودودوفا حيث رشحت بسرعة كعروسه، واتضح أن العريس قد أعجب بالممرضة الشابة من بعيد، ومع ذلك، لم يجتمع الزوج رسميا، ووافق عليها وسطاء الزواج كفتاة مدربة ومتعلمة وجيدة من قرية غولزور".
وأوضح ديلافروز مهماداليفا، نائب رئيس قسم الايديولوجيا في مقاطعة بوهار، أن العريس كان فقيرا ولا يستطيع تحمل "سعر العروس" الشائع في طاجيكستان، ونظرا لتدخل الرئيس، فإن الدولة تدفع 1400 جنيه إسترليني من تكاليف الزواج، بينما تعد العروس فستانها الطاجيكي التقليدي الخاص لحضور حفلة الزفاف.
أرسل تعليقك