باريس ـ مارينا منصف
تشتهر فرنسا بسمعة ممتازة في مجال الطبخ على عكس المملكة المتحدة، ما يجعل فكرة إقامة مطعم في فرنسا قد تبدو فكرة طائشة، ولكن بول بريدجستوك وزوجته فال، وهما مواطنين بريطانيين قاما بالتحدي وحققا نجاحا هائلا، حيث أقاما مطعمهما في فندق "بلدية أكسات" بمنطقة لانغدوك روسيلون، جنوب فرنسا لينضم إلى أكثر من 9000 مطعم هناك.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن المطعم لديه عدد كبير من الاستعراضات على موقع "تريب ادفيسور" مع 96% من التقييم الممتاز ، كما أن كثير من الضيوف الفرنسيون تفاجئوا من روعة مذاق الطعام بالرغم من أن أصحاب المطعم بريطانيان، وتلك هي سمعة المطعم المتنامية - والذي افتتح قبل 18 شهرا - ليجذب الزبائن المقيمين على بُعد مئات الأميال، بما في ذلك باريس.
من جانبه قال بريدجستوك، (57 عاما)، من كامبريدج، لـ"ديلي ميل" ان هذا الاجتهاد والعمل بجد بالإضافة إلى الجبن البريطانية هم جزء من سر نجاح مطعمه "أوكس كواتر سايسونس" الذي يضم 18 مقعدا، ويقوم وحده بالطبخ فيه وتقوم زوجته بخدمة الزبائن، مضيفا أن : "المطعم هو تحقيق لطموحنا.. قمنا بأقصى اهتمام ورعاية لضمان تمتع عملائنا بزيارتهم حتى أصبح العديد منهم أصدقاءنا ولدينا الكثير من الزبائن العادية.. الجهد والقيمة هما كل شيء في رأيي. لدينا قائمة أكثر شعبية يحبها زبائننا من الأطباق الفرنسية في الأصل ولكن مع لمسة عصرية".
وتابع بريدجيستوك: " لدينا أطباقا من لحم الضأن المطبوخ مع الثوم، كما أن من الأطعمة الشعبية أيضا جراد البحر مع صلصة أميركية، والاسكالوب ولحم البقر المطبوخ ببطء مع النبيذ الأحمر المحلي، ولكن الطبق الأكثر شهرة لدينا هو عربة الجبن، وهو شغف بالنسبة لي، وعادة ما يضم 20 نوعا مختلف من الجبن مختارة بواسطة الزبائن والتي تحظى بشعبية كبيرة مع الفرنسيين".
وبالنظر إلى مدى فخر الفرنسيين في الطبخ، يمكن للمرء أن يتوقع منهم أن يستاءوا من مهارات بريدجستوك، ولكن حتى الآن، كانوا فهم راضين جدا عن إنجازه، اوضح بريدجستوك: "لم تواجهني حتى الآن اي مشاعر غيرة لدى الفرنسيين مني ، ولكن التقدير والاحترام هو الموجود حولي مع بعض التعجب في بعض الأحيان"، وقبل البدء في افتتاح المطعم، قام بريدجستوك بالتدريب في مطعم "Le Manoir aux Quat'Saisons" في أوكسفوردشاير ريمون بلانك، مقابل مبلغا من المال ليتعلم فنون الطهي ما جعله محترفا فيما بعد.
اشار بريدجستوك إلى: "لقد كانت تجربة مذهلة ولكن في ذلك الوقت لم أكن أتوقع أن تتاح لي الفرصة للعمل كطاه محترف بسبب ضغوط كسب العيش. كنت اطهي كلما كان ذلك ممكنا في اثنين من المطاعم المحلية التي يملكها الأصدقاء.. وكان الطبخ في مقابل وجبات الطعام، ولكن السبب الرئيسي لأقوم بذلك هو أنني أحب الطبخ وأريد اكتساب الخبرة".مضيفا: "في إحدى الأمسيات، خرجت لأجد أن جميع الموظفين قد أقيلوا بسبب السرقة وأنني كنت الشيف الوحيد المتبقي من أربعة آخرون".
يذكر انه في عام 2005 انتقل بريدجستوك مع زوجته فال إلى فرنسا وبدأ رحلته لتحقيق حلمه وإقامة مطعما خاصا داخل المجتمع الفرنسي.
أرسل تعليقك