برلين ـ جورج كرم
عمد الخبراء إلى تحليل المواد الوراثية لأشخاص عاشوا في المغرب منذ حوالي،15000 عام، في أقدم تحليل "دي إن أية" نووي من أفريقيا تم تحليله بنجاح، ووجد الخبراء أن الأفراد، الذين يعود تاريخهم إلى العصر الحجري المتأخر، لديهم تراث جيني شبيه بالأشخاص من كل من الشرق الأدنى وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وتشير النسبة الكبيرة للأشخاص من الأصول التابعة للشرق الأدنى إلى أن العلاقات بين قارتي أفريقيا وأوراسيا قد بدأت قبل ذلك بكثير مما كان يعتقد من قبل، ويقول الخبراء إن التوسع الغربي لمكون جيني بالشرق الأدنى تكثف منذ حوالي 25 ألف عام، وقد جاء هذا الاستنتاج من قبل فريق دولي من الباحثين، بقيادة يوهانس كراوس وتشوجوون جيونغ من معهد "ماكس بلانك" لعلوم التاريخ البشري في يينا في ألمانيا.
وتفحّص الباحثون، موقع الدفن القديم بالقرب من تافورالت في المغرب، الذي يرتبط بالثقافة الإيبروموروسية، حيث يُعتقد أن الأيبيوموروسيين عاشوا هناك ما يقرب من 20000 إلى 10000 سنة وكانوا من الأوائل في المنطقة لإنتاج أدوات حجرية أكثر دقة، تعرف باسم microliths، وقام الباحثون بتحليل الحمض النووي بتحليل عينة من رفات لتسعة بقايا لأفراد من تافورالت باستخدام تسلسل متقدم وطرق تحليلية، وكشفت التحليل أن حوالي ثلثي تراثهم مرتبط بالسكان من بلاد الشام، وهي منطقة جغرافية تاريخية تشمل الدول الحديثة في قبرص وإسرائيل والعراق والأردن ولبنان وفلسطين وسورية وأجزاء من تركيا، وأما الثلث الآخر فكان أكثر شبهًا بالأفارقة العصريين من جنوب الصحراء الكبرى، ولاسيما غرب أفريقيا.
ويعد هذا إنجازًا غير مسبوق نظرًا لعمر العينة والحفظ السيئ للمنطقة، وفقًا لفريق البحث، كما يمكن لمزيد من الدراسات في المنطقة أن توضح المزيد حول متى وكيف تفاعل هؤلاء السكان المختلفون ومن أين أتوا.
أرسل تعليقك