القاهرة ـ سهام أحمد
كشف رئيس شعبة الثروة الداجنة في الغرفة التجارية في القاهرة، الدكتور عبد العزيز السيد، أنّ نسبة ارتفاع أسعار الدواجن منذ التعويم حتى الآن لا تقل عن 70%، حيث كانت تباع الدواجن بسعر 16 جنيهًا قبل التعويم، ووصلأخيرًا إلى 30 جنيهًا وهو يعد أعلى سعر في صناعة الدواجن في مصر، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف من 3800 جنيه، إلى قيمة تتراوح بين 6500 إلى 7000 جنيه، ولكن بدأت في الانخفاض حسب آليات العرض والطلب، وجاءت بعدها زيادة أسعار المحروقات لترفع سعر الدواجن مرة ثانية لان زيادة أسعار الطاقة ستظهر تأثيرها على أسعار الدواجن خلال فصل الشتاء المقبل لاستخدام الوقود بشكل أكبر في التدفئة خاصة مع موجات البرد القارصة وأيضًا في عمليات التهوية في موجات الحر التي تتعرض لها الدولة في الأيام السابقة والمقبلة.
وأشار الدكتور عبد العزيز السيد، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، إلى أن السوق بحاجة إلى آليات تنظمه وتراقب على أسعار السلع، لافتًا إلى أن رفع أسعار المواد البترولية عملا على رفع تكلفة النقل مما يزيد أسعار الأعلاف لاعتمادها على المواد البترولية في التصنيع والنقل مما يرفع أسعار الدواجن، ومؤكّدًا على مراقبة الأسواق ووضع أسعار استرشادية للسلع هي الوسيلة التي تحمي المستهلك لكن تركها إلى العرض والطلب يؤدي إلى تذبذب أسعار السلع في الأسواق.
وأضاف السيد، أنّ الأعلاف هي المتهم الرئيسي في ارتفاع أسعار منتجات اللحوم البيضاء في مصر، مشيراً إلى أن إنتاج مصر من البيض يصل إلى نحو 8.2 مليار بيضة سنوياً تكفي للاستهلاك المحلي، وأن الارتفاع الرهيب في أسعار البيض يرجع إلى تحرير سعر صرف الدولار، ومصر تستورد نحو 75% من الأعلاف.
وأكّد السيد على أن سعر كرتونة البيض منذ فترة لم يزد على 22.5 جنيهًا، واستمر المنتجون في إنتاج البيض لمدة طويلة بهذا السعر بالرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، وتسبب الاستمرار في إنتاج البيض بالرغم من ارتفاع التكاليف إلى خسائر فادحة لأصحاب المزارع وقرر عدد كبير منهم الخروج من المنظومة لعدم تحملهم هذه الخسائر، وتابع أن عدداً كبيراً من المنتجين باعوا قطعان الدواجن في ذروة إنتاج البيض لعدم قدرتهم على تحمل الخسائر الرهيبة في ارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج.
وبيّن السيد، أنّ "من يملك قطيعاً مكوناً من 5 آلاف دجاجة يتكبد خسائر يومية تزيد عن ألف جنيه، في بند واحد من بنود تكاليف الإنتاج وهو العلف، يعنى في الشهر الخسائر بتزيد على 30 ألف جنيه، بالإضافة إلى أن هناك تكاليف إنتاج ثانية مثل العمالة والكهرباء، وللأسف الكهرباء أصبح سعرها مرتفعاً جداً، وصناعة البيض تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء في التدفئة"، مشيراً إلى أنّ "كل دجاجة بياضة تأكل يومياً ما يزيد على 120 غرامًا من العلف، وأصبح سعر طن العلف 6 آلاف جنيه، وتنتج الدجاجة الواحدة بيضتين كل 24 ساعة، وفي ظل ارتفاع الأعلاف لم يعد يتحمل المربي، لذلك خرج من السوق".
وشدّد السيد على أن "الحل الوحيد في انخفاض أسعار اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء والبيض هو زراعة محاصيل الأعلاف في مصر، مصر تحتاج إلى زراعة 2 مليون فدان علف سنوياً وده طبعاً هيرخص أسعار الأعلاف ولن نضطر للاستيراد من الخارج، لأننا للأسف بنستورد أكثر من 80% من الأعلاف من خارج مصر، وبقالنا سنين بنطالب وزارة الزراعة بتخصيص مساحات لزراعة الأعلاف، وبدل ما نزرع 2.3 مليون فدان أرز سنوياً نخليها مليون ونزرع الباقي محاصيل أعلاف، خصوصاً أن مصر تزرع فقط 600 ألف فدان أعلاف وده طبعاً مبينفعش".
وتابع السيد أن "زراعة محاصيل الأعلاف في مصر ستقلّل بشكل كبير من استيرادها من الخارج، وإذا تم التركيز على هذه الزراعة سنكتفي ذاتياً، وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى توفير الدولار الذي يوجه لاستيراد الأعلاف، وسيقلل أسعار اللحوم بشكل كامل، ويجب تحفيز الفلاحين على زراعة محاصيل الأعلاف وتوفير الأسمدة والتقاوي المنتقاة التي تؤدي إلى كثافة في الإنتاج وتقديم الدعم إلى الفلاحين حتى يقومون بزراعة المحاصيل، علماً بأن الأسباب الرئيسية في ذلك هو التغيير في سعر الصرف وهو أحد الأسباب التي أدّت إلى ارتفاع كافة مستلزمات الإنتاج بصفة عامة وهذا الأمر انعكس على أسعار الدواجن في مصر".
وأوضح السيد أن "حجم إنتاج مصر من الدواجن 1.6 مليون دجاجة يومياً وقابل للزيادة ، ويبلغ حجم الاستهلاك ما يقرب من 2.2 مليون دجاجة، ومتوسط الانتاج السنوي بلغ 780 مليون دجاجة، والاستهلاك الشهري حوالي 65 ألف طن، وهذه البيانات من القطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة"، مبيّنًا أنّ الغرفة تسعى إلى الحصول على موافقة مجلس الوزراء لتخصيص 1500 فدان، لعمل مجمع كبير يضم مجازر ومزارع للدجاج، وذلك لتغذية القاهرة الكبرى باحتياجاتها من الثروة الداجنة."
وأضاف السيد أنه تقدّم بمذكرة وطلب رسمي إلى رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لتخصيص 1500 فدان للشركة المصرية لمجازر الدواجن والتي تضم 85 مجزر دواجن في القاهرة، وهي شركة مساهمة مصرية تم تأسيسها عام 2008، لافتا إلى أن وزارة الزراعة أعلنت نيتها دعم إنشاء مثل هذه التجمعات لإنتاج الدواجن والمذكرة تحتوى على شرح وافٍ ودراسة جدوى بالمشروع وما سينتج عنه من توفير احتياجات القاهرة الكبرى من لحوم الدواجن والبيض، لافتا إلى أن الـ1500 فدان لن يكون للمجازر فقط لكن سيتم إنشاء 4 مجازر كبرى وباقي المساحة سيتم إنشاء مزارع فراخ عليها ستنتج 240 ألف طائر يومي جاهز للاستهلاك.
وتابع رئيس شعبة الدواجن، "نسعى لأن يكون تخصيص الأرض عند أقرب نقطة للقاهرة مثلا طريق السويس أو طريق الإسماعيلية أو الواحات أو بني سويف، على أن تكون الأرض بنظام حق الانتفاع في ظل وجود مساحات شاسعة من الأراضي غير المستغلة على مداخل محافظة القاهرة"، وبشأن تأثيرات إنشاء مجمع للمجازر والدواجن، أكد عبد العزيز السيد، أن فوائد هذا المشروع كبيرة جدا أهمها نقل 58 مجزرا منتشرة من حلوان وحتى المرج في نطاق القاهرة، الأمر الذي يقلل التلوث الناتج عن عملية الذبح وكذلك نواتج عملية الذبح، وأن هذا المجمع سيقلل من حلقات تداول السلع ، مختتمًا أنّ "هذا المجمع سيكون وسيلة للتحكم في أسعار الدواجن والبيض في القاهرة الكبرى وكذلك سيتم إنشاء عدد من منافذ البيع لهذا المجمع الأمر الذي سيسهل عملية رقابة هذا المنافذ وتوفير السلع بأسعار التكلفة".
أرسل تعليقك