القاهرة - محمود حساني
أكد عضو مجلس النواب المصري رياض عبدالستار، أن هناك دوافع عدّة وراء مطالبته بتقنين استخدام "الفيسبوك"، في ظل التهديدات التي تواجه الدولة المصرية خلال الظرف الراهن، من عناصر متطرفة تعبث بأمن الوطن والمواطنين، وتسعى إلى إحداث فتنة طائفية في البلاد، عبر استهداف الكنائس ودور العبادة، وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية توّد جّر الوطن نحو مستنقع الفوضى والخراب كباقي أشقائه اليمن وسورية وليبيا.
وأضاف عبد الستار في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، قائلًا "إن الفيسبوك له دور كبير في استقطاب العناصر المتطرفة، لعناصر جديدة لها من شباب مصر، والتي تروّج أنشطتها من خلال الصفحات التابعة لها، كما أن عناصر جماعة الإخوان، يستخدمون الفيس بوك في التحريض ضد الدولة ومؤسساتها وتنفيذ عملياتهم الإجرامية، كل ذلك كفيل أن يكون لنا وقفة أمام الفيس بوك، بعد أن أصبح يُشكل تهديدًا حقيقيًا على أمن البلاد".
وتابع "أنه تمّكن من جمع مئات التوقيعات من نواب في البرلمان المصري، من مختلف الأحزاب والتوجهات، اتفقوا جميعاً على أن الفيس بوك مصدر خطر في ظل استخدامه في التحريض على العنف والتطرف، فلا يمكن السكوت على هذا الأمر، بعد أن أصبح من لا يجيد القراءة والكتابة وليس له هوية، يمتلك حسابًا على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".
وكشف أن طلب تقنين "الفيس بوك" يتمثل في أن يكون الدخول عليه من خلال الرقم القومي، بعد تسجيل استماره بيانات، يُدون عليه الراغب في تدشين حساب شخصي له على "الفيسبوك"، بياناته الأساسية، وبالتالي تُصبح جميع حسابات مستخدمي "الفيسبوك"، معروفة، وليس كما هو الحال في الوضع الجاري، أسماء وهمية، وشخصيات مجهولة تُحرض على العنف وعلى الدولة، مُشددًا على أن تقنين "الفيس بوك"، هو الحل الوحيد والأمثل للحفاظ على الأمن القومي للبلاد.
وأشاد عبدالستار بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية، ولقائه مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز قائلاً "إن هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية، إذ توّاجه فيه المنطقة العربية، مخاطر جمّة، على رأسها التطرف، الذي أصبح يُشكل تهديداُ حقيقياً على بقاء دول المنطقة، كما تُعد الزيارة ضربة قوية لدول إقليمية ودولية ، التي حاولت جاهدةً خلال الفترة الأخيرة إلى إحداث وقيعة بين البلدين، ولكن انتهت محاولاتها بالفشل، كما أن هذه الزيارة، خير رد على من يدعي أن هناك خلافات بين القاهرة والرياض، وأن ما حدث خلال الفترة الأخيرة لم يكن إلا "سحابة طيّف"، وهو أمر وارد في العلاقات بين الدول، وسرعان ماتم تجاوزها وذلك بفضّل القيادة الحكيمة، لكل من الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز، متوقعًا أن تشهد مباحثات الزعيمين، الوصول إلى نتائج توافقية بشأن الأزمات التي تشهدها دول المنطقة، لاسيما الأزمة السورية، والاتفاق على تنسيق الجهود المتعلقة بمحاربة التطرف.
وواصل النائب رياض عبدالستار "أن محاربة التطرف غير قاصرة على المواجهة الأمنية، وإنما قائمة أيضاً على تغيير الفكر وما يستلزم من تجديد الخطاب الديني من الموروثات القديمة التي تعود إلى قرون ومازال العمل بها، فنحن نواجّه تحديات تحتاج منا إلى إعمال العقل والاجتهاد، وليس الرجوع إلى الجاهزة التي تم وضعها منذ قرون، حتى نسد الباب أمام لغة الكراهية والتعصب والعنف ونبّذ الآخر التي يستخدمها البعض، ويستندون فيها زعماً إلى الإسلام، والدين منهم بّراء من أفعالهم وأعمالهم، فهو يحث على الرحمة والمحبة والسلام بين أبناء البشرية كلها.
وأشار عبدالستار إلى أنه يرفض الاتهامات التي توجّه إلى الأزهر الشريف، وقياداته وعلى رأسه الدكتور أحمد الطيب، وهو رجل قيمة وقامة، ويعي تماماً حجم المسؤولية الواقعة على عاتقه، مؤكدًا على أن الهجوم على الأزهر يخدم العناصر المتطرفة وأعداء الدين، فهو منارة العلم والإسلام، كما أن هناك أصوات مدفوعة تحاول النيّل من الأزهر الشريف للتحقيق مصالح خاصة.
وبيّن عضو لجنة السياحة في البرلمان المصري، جهود اللجنة لاستعادة حركة السياحة إلى سابق عهدها قائلاً "منذ اليوم الأول وأعضاء اللجنة يعملون جاهدين على هذا الملف المهم والاستراتيجي، لما تُمثله السياحة من مصدر مهم للدخل القومي للبلاد، وقمن بدراسة أسباب توقف القطاع السياحي، ووضعنا حلول لمواجهة العقبات التي تقف في طريقه، واجتمعنا مع المعنيين، ووزير السياحة، يحيى راشد، ضيف دائم على اجتماعات اللجنة، والرجل يبذل قصاري جهده لاستعادة السياحة إلى مصر كما كانت في عام 2010، غير أن التحديات التي تشهدها البلاد، تلعب دورًا في عدم الوصول إلى نتائج في هذا الملف، كحادث الطائرة الروسية التي وقعّت في شبه جزيرة سيناء في 10 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015، وتباعات هذا الحادث التي أثرت على قطاع السياحة بالسلب.
واقترح عبدالستار، على وزارة السياحة، إطلاق قناة، وتأسيس جريدة معنية فقط بالسياحة، موجهة إلى العالم الخارجي، تكون بمثابة لسان حال الدولة المصرية، في ظل الحرب الإعلامية التي يوجهّها البعض على مصر، مؤكدًا أن هناك مؤشرات تحسن يشهدها القطاع السياحي خلال الفترة الأخيرة، لعل أبرزها، تصنيف وزارة الخارجية الأميركية، للأوضاع في مصر بأنها آمنة ومستقرة، وهو أمر مهم ويؤثر بالإيجاب على سمعة السياحة المصرية.
وأيّد عبدالستار، الأصوات التي تُطالب بإسقاط الجنسية عن العناصر المتطرفة، قائلًا "من ينّفذ أعمال متطرفة ضد أبناء مصر من رجال الجيش والشرطة والمدنيين العُزل، لا مكان له بيننا، فهو خائن لوطنه، وأنه سبق وإن طالب بإسقاط جنسية البرلماني السابق محمد أنور السادات، بعد تورّطه في قضية تلقي تمويلات أجنبية وتسريب معلومات إلى الخارج".
أرسل تعليقك