القاهرة-سهام أبوزينة
أثار نشر الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري المصري، فيديو لمظاهر الجفاف التي تعرضت مدينة "كيب تاون" في جنوب أفريقيا، وتحذيره للمصريين من إمكانية حدوث أزمة مماثلة، تساؤلات بشأن موقف مصر من الجفاف ومدى إمكانية تعرضها لأزمة "كيب تاون". ومنذ عام 2015 لم تشهد "كيب تاون" هطولاً كثيفا للأمطار، وتدني مناسيب مياه السدود وتقنين حصص استهلاك الفرد من المياه، لذا تتخذ السلطات إجراءات مشددة لترشيد استخدام المياه.
وعن أسباب استعانته بأزمة "كيب تاون"، أوضح وزير الري، خلال برنامج "رأي عام" على قناة "TEN"، الاثنين الماضي، أن جفاف المياه في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا يعدّ بمثابة إنذارٍ مبكرٍ وعلامة تحذيرية كبيرة يجب أن تنتبه إليها مصر والعالم بأسره.
وأكّد الوزير على ضرورة تبني تنفيذ سياسات مائية وطنية واضحة وضوابط محددة وصارمة لترشيد المياه والحفاظ عليها من جميع أشكال الإهدار، وسوء الاستخدام في جميع الأغراض التنموية سواء في الزراعة أو الشرب أو الصناعة. وأشار إلى أن الموارد المائية الواردة لمصر التي كانت تكفي في السابق 20 مليون نسمة من سكان مصر لا تكفي حاليا 100 مليون نسمة، الأمر الذي يدعونا جميعًا إلى تبني إدارةً رشيدةً لإدارة استخدامات المياه في مصر.
وبيّن حسام الإمام، متحدث وزارة الري، أن تحذيرات منذ عام 2000 وجهت للسلطات الجنوب أفريقية تنبأت بحدوث الأزمة ولم ينظر لها بجدية، مؤكدًا أن اختيار الفيديو يأتي لمدى خطورة ما حدث في جنوب أفريقيا وضرورة توعية المواطنين بحجم الإنذار. وتابع: "من الممكن أن تتعرض مصر لمشكلات الجفاف إذا استمر السلوك الخاطئ في استخدام المياه".
ويبلغ إيراد مصر من النيل 55.5 مليار متر مكعب محدد منذ 1959، حيث كان عدد سكانها 20 مليون نسمة، فكان نصيب الفرد حينها يتخطى 2000 متر مكعب مياه في العام، وخط الفقر الطبيعي يعني أن يصل استهلاك الفرد إلى 1000 متر مكعب، وبحساب حصة مصر المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، على عدد سكان مصر في الوقت الجاري، 100 مليون نسمة، نجد نصيب الفرد 600 متر مكعب .
وقال الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث الأفريقية في جامعة القاهرة، إن دولة جنوب أفريقيا واحدة من أكبر الدول التي تمتلك في القارة الأفريقية وبها كثيرًا من السدود ويمر بها نهر أورانج، لافتا إلى أن مدينة كيب تاون محاطة بجبال وتعتمد على الأمطار.
ويرى شراقي، أن أزمة الجفاف في كيب تاون ناتجة عن سوء إدارة واستخدام المياه وليس بسبب ندرة المياه. وأكّد رئيس قسم الموارد الطبيعة، أن وزير الري نشر الفيديو من أجل دعوة المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك المياه وتحذيرهم من خطر تعرض مصر للشح المائي، مشيرًا إلى أن مصر بالفعل تحتاج إلى ترشيد في استهلاك المياه ولكن وضع "كيب تاون" مختلف تماما.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير نشرته الإثنين الماضي، عن الأمم المتحدة أن مصر ستعاني نقصا حادا في المياه بحلول عام 2025. وحديث شراقي، أيده الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، أن جنوب أفريقيا دولة كبري ومصدرة للحاصلات الزراعية حتى أنها تصدر للولايات المتحدة الأميركية، لافتًا إلى أن الحديث عن التشابه ليس مناسبًا.
وأضاف القوصي في تصريحات صحافية، أن آي تأثر في حصص المياه لا يؤثر على نسب شرب المياه بل على المياه المخصصة للزراعة. وتوقع الوزير أيضًا أنه في عام 2030 سيصبح عددنا 120 مليون فرد وسنتعامل مع نفس حصة مصر من المياه ونصيب الفرد سيقل عن ذلك، وهذا تحد كبير لأن استهلاكنا من المياه حاليًا 80 مليار متر مكعب: إذن كيف تكون حصة مصر 55.5 مليار متر مكعب والمواطن يستهلك 80 مليار متر مكعب، في كافة الاستخدامات، بينما تزيد الاحتياجات المائية لتلبية الطلب على الغذاء والأغراض الأخرى.
أرسل تعليقك