الأقصرـ سامح عبدالفتاح
استضاف بيت الشعر في مدينة الأقصر، مساء الإثنين، التابع لدائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، ندوة عن "رائد الأدب المقارن الدكتور الطاهر مكي" وذلك ضمن فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية، وذلك في مقر بيت الشعر الواقع في منطقة طريقة الكباش وسط مدينة الأقصر.
وتضمنت الندوة أربعة محاور، حيث تحدث عميد دار العلوم القاهرة السابق الدكتور أحمد درويش، في المحور الأول وهو المسيرة العلمية للدكتور الطاهر مكي، أما المحور الثاني "الطاهر مكي والأدب المقارن" تحدث فيها رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق الدكتور أحمد أبو الفضل بدران.
وفي المحور الثالث تحدثت الدكتورة علياء شاهين، عن إنجازات الطاهر مكي في التحقيق التراثي كتاب"الأخلاق والسيرة في مداواة النفوس"، واختتمت الندوة بالمحور الرابع وهو عن الجوانب الإنسانية في حياة مكي متحدثا ً فيها محمود مكي، من أسرة العلامة الراحل الدكتور الطاهر مكي.
ويعد الأستاذ الدكتور الطاهر أحمد مكي، الذي رحل عن عالمنا في شهر نيسان/ أبريل العام الماضي، عن عمر ناهز الرابعة والتسعين أحد أبرز أساتذة الأدب العربي ونقده في العصر الحديث، فقد ولد في قرية كيمان المطاعنة التابعة لمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر في 7 أبريل 1924، وحصل على الليسانس الممتازة من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1952، ثم على دكتوراه الدولة في الأدب والفلسفة من كلية الآداب بجامعة مدريد المركزية عام 1961.
ومن أبرز مؤلفاته، امرؤ القيس: حياته وشعره، ودراسة في مصادر الأدب، ودراسات أندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة، والشعر العربي المعاصر: روائعه ومدخل لقراءته، والقصة القصيرة: دراسة ومختارات، كما تجاوزت بعض تلك المؤلفات حدود آداب القطر العربي لتعقد وشائج صلات بينها وبين غيرها من الآداب العالمية، فأسهم بثلاثة كتب في مجال الأدب المقارن، هي: الأدب المقارن: أصوله ومناهجه، وفي الأدب المقارن: دراسات نظرية وتطبيقية، ومقدمة في الأدب الإسلامي المقارن.
ومن ترجماته، حيث كان يجيد خمسًا من لغاتها بمهارة فائقة، وهي: «الإسبانية، والبرتغالية، والفرنسية، والإيطالية، والإنجليزية» إلى جانب العربية طبعًا، الحضارة العربية في إسبانيا، لليفي بروفنسال، والتربية الإسلامية في الأندلس، لخوليان ديبيرا، ومع شعراء الأندلس والمتنبي، لغرسية غومث، والفن العربي في إسبانيا وصقلية، لفون شال، والأدب الأندلسي من منظر إسباني، لعدد من المستشرقين الإسبان، ومناهج النقد الأدبي، لإنريك أندرسون إمبرت، بجانب إسهاماته مجال التحقيق، حيث حقق كتابي طوق الحمامة، والأخلاق والسير، لابن حزم الأندلسي، وكتاب تحفة الأنفس وشعار سكان أهل الأندلس، لابن هذيل.
وحصل "مكي" على جائزة الدولة التقديرية في الأدب "1992"، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مرتين، إضافة إلى انتخابه عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضويته في المجالس القومية المتخصصة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى لدار الكتب.
ويذكر أن بيت الشعر في الأقصر، تم إنشاؤه بمبادرة من حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي لإنشاء بيوت للشعراء في الوطن العربي، وهو البيت الثالث للشعر الذي تدشنه المبادرة بعد المفرق الأردنية ونواكشوط الموريتانية ضمن مشروع بيوت الشعر في الوطن العربي، وقد تم افتتاحه بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم، ومحافظ الأقصر محمد بدر، ورئيس دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة عبدالله العويس، وعدد من كبار الشعراء المصريين.
أرسل تعليقك