القاهرة - مصر اليوم
يروي مصطفى القصة، ويصرخ: "عايز حقي.. وطبيبه: أصيب بجرح قطعي في الرقبة ووجدنا أسنانًا في لحمه.. ووالده يطالب الداخلية بفحص طبي للجاني"، وكانت البداية، أنه ككل يوم سبت انطلق الطفلان محمد ومصطفى سعد إلى الشارع ليؤديا صلاة المغرب في المسجد الذي يبعد 700 متر تقريبًا عن بيتهم، وخططا لرحلة العودة التي ستتضمن عدة دقائق أو حتى ساعة من لعب الكرة في الشارع.
وهذا الروتين الذي اعتاد عليه الطفلان وأسرتهما تحول يوم السبت الماضي إلى كابوس مفزع يؤرق سكان التجمع الثالث في القاهرة الجديدة، بعد أن تعرض الطفل "مصطفى" لحادث مفزع لن يمحى من ذاكرته بسهولة إذ هاجمه شاب نيجيري وعضه مخلفًا له جرحًا قطعيًا بطول 8 سنتيمترات، فضلًا عن ندبة نفسية كبيرة.
وانتشرت صور الطفل بجرحه المفزع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرتها "أسماء خزام" إحدى جيران الطفل، مطالبة الأهالي بأن يكونوا أكثر حرصًا على أطفالهم، أما التعليقات على الصورة فرجحت أن الجاني تعاطى مخدرًا صينيًا يجعله أشبه بمخلوق "الزومبي" في أفلام الرعب، واشتهرت القصة خلال ساعات بحادثة "زومبي القاهرة الجديدة".
ويروي وقائع الحادثة المفزعة الطفل مصطفى "12 عامًا"، لـ"اليوم السابع": "كنا بنلعب بالكرة بعد الصلاة فلقينا الشاب دا بيقرب منا وقال لنا football please فقلت له no راح جرى ورانا وفي الأول كان هيمسك أخويا محمد بعدها وقعت أنا في إيديه ولقيته بيعضني وما خلصنيش منه غير الناس"، وبعفوية شديدة يضيف "أنا عايز حقي أنا بقيت بخاف أوي من ساعة اللي حصل".
ويلتقط الأب سعد عطا "44 عامًا" خيط الحكاية من طفله: "الأولاد اتعودوا يصلوا في المسجد وأنا صليت المغرب في البيت لعودتي متأخرًا من العمل، فوجئت بالأولاد بعد الصلاة يجرون إليّ مفزوعين ويصرخون "الحق مصطفى"، رأيت ابني غرقانًا في دمه فتخيلت أن أحدًا قذفه بحجر لكنني فوجئت بالعضة والدم يسيل على رقبته، ورأيت الشاب النيجيري والدم في فمه والناس حوله تضربه كىي يسيطروا عليه ويحاولوا تخليص قدم رجل آخر من فمه، أمسكه بعد أن خلصوا ابني من يديه وكان في حالة هياج شديدة".
وأضاف الوالد: "أخذنا مصطفى لمستشفى القاهرة الجديدة والناس تحاول السيطرة على المعتدي حتى جاءت الشرطة وتم احتجازه في القسم وحررنا ضده محضر رقم 6567 قسم ثالث القطامية بتاريخ 21-10-2017، وهو الآن محتجز بعد أن تم عرضه على النيابة"، متابعًا "ابني مصدوم، إصابته تتحسن ولكنه يعاني مشاكل في النوم إن اقتربت منه أثناء نومه لأعدل من وضع رأسه من أجل الجرح يستيقظ مفزوعًا ولولا أن الناس خارجة من المسجد كان ابني مات، وأنا الآن خائف على الولد أناشد وزارة الداخلية أن تجري تحليلات طبية لهذا الرجل أو تسمح لنا بأخذ عينة منه على حسابنا ولكن يجب أن نطمئن أنه لم ينقل للطفل مرض ما، وأطالب باعتذار من السفارة النيجيرية للشعب المصري".
ويقول الطبيب المعالج الدكتور أمين كمال شاروبيم، مدرس الأمراض الجلدية في المركز القومي للبحوث عن حالة الطفل مصطفى، إنه مصاب بجرح قطعي طويل يبلغ 8 سنتيمترات، وهو جرح متهتك وعميق فالعضة انتشلت جزء من اللحم تحت الجلد والدهون وجزء من العضلة في المنطقة، موضحًا "لم نكن أول من تعامل مع جرح الطفل وإنما تم تحويله إلينا بعد أن تمت معالجة الجرح في المستشفى ولكن بشكل سطحي، ووجدنا أن الطفل نزف الكثير من الدم والجرح صنع خراجًا ما اضطرنا لفك 3 غرز من أصل 15 لتنظيفه، وقمت بتنظيف الجرح بمساعدة الدكتور حامد قدري، أستاذ مساعد جراحة التجميل في القصر العيني، ووجدنا جزء من أسنان المعتدي في جرح الطفل، وحاليًا ننتظر أن يلتئم الجلد وإلا سيحتاج عملية ترقيع".
أرسل تعليقك