c الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي " سطر مسلح - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 15:59:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي " سطر مسلح "

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي  سطر مسلح

الكاتب الصحفي محمود الشناوي
القاهرة ـ ا ش ا

عن دار بدائل للنشر والتوزيع تصدر قريبا رواية " سطر مسلح " للكاتب الصحفي محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، حيث يتصدي في هذا العمل الادبي للتطرف بكافة صوره ( الفكري والطائفي والديني والاجتماعي ) ويضعه في مرمى نيران القلم ، لكنه هذه المرة يصوغ أفكاره من خلال لون أدبي شديد التفاعل مع معطيات الواقع .

ويحاول الكاتب خلال هذه الرواية تقديم صورة اخرى لدور الكاتب والاعلامي في الحرب ضد الفساد والخيانة ، عبر سلاح الكلمة التي تشكل سطورا وصفحات كاشفة ، لمحاربة الأفكار الشاذة والضالة وأصحابها من مجموعات المصالح وعصابات الشر، والتأكيد على أن كرامة الوطن ومستقبله لا يقبلان المساومة أو التخاذل ، فالحرب والتضحية لنصرة الوطن أمور لا تقبل النقاش ، والوقوف في صف الوطن فريضة لا يمكن تجاوزها أو القفز على حتميتها .

من " باب الخروج " حتى باب الفرج " تمضي رواية "سطر مسلح " عبر 21 بابا لترسم وترصد تفاصيل دقيقة شديدة الخصوصية لمجتمع عصفت به تغييرات سياسية واجتماعية في أعقاب أحداث 25 يناير ،حيث تسير الأحداث عبر شخصيتين رئيسيتين تمثلان نموذجين متناقضين رغم أرضية النشأة المشتركة في مجتمع فقير تضمه بلدة ساحلية بعيدة عن أضواء المدن الكبرى .

فيوسف ،وهو الشخصية الرئيسية في الرواية ،صحفي وإعلامي استطاع التغلب على مرارات الأيام وصنع من إنكسارات الميلاد نجاحا كبيرا ، مكنه من احتلال مكانة مرموقة في مهنة الصحافة ، اما الشخصية الاخرى فهي دنيا ..فتاة الغواية التي استجابت لظروف نشأتها وسط أسرة مفككة وخاضت في وحل البؤس ،حتى تعانقت مع نور " يوسف " الذي كان هناك من يخطط لإطفائه ، حتى يبقى مجتمعه غافلا وسط ركام الفساد المستتر بمظاهر التدين الشكلي الذي أجاد تنظيم الإخوان في نصرة عناصره .

وترصد أحداث الرواية رحلة "يوسف" العائد من مهمة انتحارية لتغطية أحداث الفتنة الطائفية بالعراق استمرت أربعة أعوام ،ليواجه مجتمعا يبدو جديدا عليه ، مجتمعا شكلته أحداث جسام لم تكن وقائع 25 يناير بداية لها وانما حلقة في سلسلة ممتدة ترمي إلى تغيير وجه المنطقة بالكامل ، أدرك يوسف خلال مهمته بالعراق طبيعتها ، بعد أن سمع من " ملا كاظم" أحد قادة تنظيم "دولة العراق الإسلامية" بعد أن انقلب على التنظيم كلاما يؤكد ذلك ، فقد أحرقوا نهر دجلة بالعراق وسوف يحاولون إحراق نهر النيل " لقد شغلونا بالدم وسوف يشغلونكم بالهم .. خدعونا بالجهاد ضد الصليبيين وسيخدعونكم بالشعارات الرنانة ، الديمقراطية ، الحرية ، العدالة الاجتماعية "

أما شخصية "دنيا " فإنها تكشف كل نقائص المجتمع البعيد المنعزل ، لترسم خيوطا قاتمة لتناقضات الواقع المؤلم الغارق في الملذات والمتعة الحرام ، مجتمع لم يكن ينقصه إلا من يمنحه الغطاء الشرعي والسلطة النافذة ويقدم له الفتاوى المعلبة والمبررات الجاهزة ليمضي في غيّه غير عابئ بكل المنظومات القيمية التي استقرت منذ آلاف السنين، فيما يكتفي باقي المجتمع باجتزاء الأحداث ليصوغ منها حكايات سمر للتسلية وقتل الوقت الذي لا يمر ، دون أن يحرك هؤلاء ساكنا لتغيير واقعهم أو تبييض صورته شديدة السواد .

الرواية فضلا عن كونها عملا أدبيا ،فإنها تتضمن رصدا لأحداث سياسية كبرى شهدتها البلاد في السنوات القليلة الماضية،ربما كان أبرزها مجريات ثورة 30 يونيو التي وضعت حدا لمخططات وتحالفات الاخوان للذهاب بالوطن بعيدا عن مساره الحضاري والتاريخي ،ولترسم معالم جديدة لمستقبل جديد تستحقه مصر. ففي ظل هذه الأجواء المشحونة عاد يوسف صاعداً سلم الأمل في أن تنتهي تلك الحقبة البائسة في تاريخ مصر ويعود الشعب متحداً متفرداً منتصراً، حائط صد ضد كل المؤامرات .

وتكشف رواية " سطر مسلح " أن ثورة 30 يونيو لم تكن بداية جديدة لمصر سياسيا وأمنيا فقط ، بل كانت ثورة كاشفة لبداية تحولات جديدة في المجتمع أسقطها الشناوي على مصير بطلة الرواية دنيا " فتاة الغواية " التي عادت إلى طريق الحق وأدركت قيمة النور 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي  سطر مسلح الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي  سطر مسلح



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon