c سعيد المصري يصدر "ملحمة المواطنة" في سلسلة "شرفات" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سعيد المصري يصدر "ملحمة المواطنة" في سلسلة "شرفات"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سعيد المصري يصدر ملحمة المواطنة في سلسلة شرفات

مكتبة الإسكندرية
القاهرة ـ ا ش ا

صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد السادس من سلسلة "شرفات" بعنوان "ملحمة المواطنة: من صكوك الوطنية إلى عولمة الحقوق الإنسانية"، تأليف الدكتور سعيد المصري؛ أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

تتناول هذه الدراسة مفهوم المواطنة باعتباره محوريا في تقييم العدالة بمعناها الأوسع في الحياة الإنسانية بصفة عامة، وفي علاقة الأفراد والجماعات بالسلطة التي يخضعون لها بصفة خاصة.

ويقول الكاتب إن لهذا المفهوم تاريخ طويل من الجدل حول دلالاته السياسية والاجتماعية، سواء في العلوم الاجتماعية أو في دوائر ممارسة العمل السياسي، وبقدر ما تتنوع الاتجاهات السياسية وتتعارض، يختلف تعريف المواطنة من موقف سياسي إلى آخر، كما يختلف مضمونه من مرحلة تاريخية إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.

وتنطلق هذه الدراسة من ضرورة إعادة النظر في مفهوم المواطنة بمعناه التقليدي المرتبط بالانتماء لدولة وطنية ذات سيادة، وذلك نتيجة مجموعة من المستجدات المحلية والعالمية؛ كنمو الاهتمام بحقوق الإنسان، وقضايا التباينات العرقية الناتجة عن تسارع حركة الهجرة الدولية، والتعددية الثقافية، مما يستدعي ضرورة أن يعكس مفهوم المواطنة مدى تعقد تلك التغيرات، وتأثيرها في أبعاد العلاقة المعقدة والمتغيرة بين المواطن والدولة، بالإضافة إلى تزايد الوعي بضرورة الاعتراف بأنواع جديدة من المواطنة القائمة على التعددية، وليس المواطنة كشعور ومكانة منفردة بين فرد ودولة.

ويستعرض الكاتب تعريف المواطنة بأبعادها المختلفة، وأنماط المواطنة؛ وأهم القضايا والإشكاليات المثارة في العلوم الاجتماعية حول المواطنة.. وهناك أربعة معان سائدة للمواطنة؛ وهي: المواطنة باعتبارها حقوقا أساسية بحيث ينظر إلى المواطن باعتباره شخصا له حقوق بموجب عضويته في المجتمع السياسي، والمواطنة كمكانة قانونية باعتبار المواطنين جماعة من الناس معترف بهم قانونا كأعضاء في مجتمع سياسي له سيادة رسمية محددة، والمواطنة كانتماء إلى تجمع أو رابطة بشرية سواء كان مجتمعا سياسيا أو جماعة ما أخرى، والمواطنة كمعايير خاصة بالسلوك القويم والتي تقتضي وجود معايير محددة لسلوك المواطنين في التزاماتهم نحو الكيانات التي ينتمون إليها.

ويتناول الكاتب مفهوم المواطنة العمومية، والتي لجأ إليها الفكر السياسي في كثير من الدول الغربية، حيث تنص على ضرورة منح حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية متساوية لكل المواطنين. وبهذا المعنى تصبح المواطنة لكل شخص، وكل شخص في المقابل له حقوق المواطن نفسها، وبذلك تتجاوز المواطنة العمومية الفروق القائمة بين الناس؛ فلكل شخص حقوق في المواطنة يتمتع بها بغض النظر عن أي تفاوت في الدخل أو القوة.

ويستعرض الكاتب الانتقادات التي وجهت لمفهوم المواطنة العمومية، على اعتبار كونه يسهم في تعزيز سياسات استبعادية لبعض المواطنين ، وفي الوقت نفسه يغض الطرف عن إدراك التباين في الحقوق والاختلافات النوعية والثقافية والعرقية والدينية. 

وقد انقسم النقد الموجه إلى المواطنة العمومية إلى اتجاهين رئيسيين: الأول نابع من تيار نسوي يفند ادعاءات المساواة في التصور العمومي للمواطنة، ويدعو إلى نوع جديد من المواطنة المرتبطة بالهويات الجنسية والجوانب الحميمة من الحياة الشخصية. 

والاتجاه الثاني مرتبط بالمنظرين المناوئين للعنصرية والمدافعين عن التعددية الثقافية، ويدعو إلى نوع جديد من المواطنة يحترم التعددية الثقافية في الحقوق وفي عضوية المواطنة لتضم فئات متعددة ومتنوعة.

وقد نشأت عن هذا الاتجاه المواطنة المتعددة ثقافيا، والتي تعد بمثابة النقيض للمواطنة العمومية، فالمواطنة العمومية ينظر إليها على أنها تركز فقط على أولوية الحقوق الداخلية المقصورة على مواطنين بعينهم كالبيض مثلا في مجتمع ما مع إهمال الحقوق الخارجية للجماعات المهاجرة أو السود، أما المواطنة القائمة على التعددية الثقافية، فإنها لا تهمل أي حقوق، بل تأخذ في اعتبارها كل حقوق الجماعات سواء كانت الداخلية أو الخارجية.

ويطرح الكاتب مفهوما آخر للمواطنة وهو المواطنة الوسيطة، وهي ممارسات تتم من خلال وساطة تتخذ أشكالا للتمثيل غير رسمية تتم من خلال مجموعة من الوسطاء يتحدثون إلى الدولة عن جماعات من المواطنين، ويعبرون في المقابل عن لسان حال الدولة لدى المواطنين.

وتتضمن هذه الأطراف الوسيطة الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية، والروابط المجتمعية، والحركات الاجتماعية، والفاعلين العسكريين غير الرسميين، والشبكات الاجتماعية والسياسية، والأفراد.

ويوضح الكاتب أنه بقدر ما تسهم الوساطة بين الدولة والمواطنين في تفعيل العلاقة الديمقراطية بينهما، يمكن أن تسهم أيضا في تعزيز خلل تلك العلاقة وافتقارها لأي أسس ديمقراطية.

ويستعرض الكاتب في نهاية الدراسة نموذجا جديدا للمواطنة وهو "المواطنة العولمية"، فقد أصبح النموذج الوطني للمواطنة يواجه بتحديات كبيرة عالمية تتجاوز حدود الدولة الوطنية وتفرض شكلا جديدا للمواطنة.

وهكذا تشير الكتابات الحديثة إلى نوع جديد من المواطنة بأسماء مختلفة، مثل: المواطنة العولمية، والمواطنة الكونية، وهناك كتابات أخرى تعبر عن هذا المعنى بمصطلح المواطنة العابرة للجنسية. 

وكل تلك المصطلحات تشير إلى نوع جديد من المواطنة يعتمد على حقوق كثيرة تتسع لكل البشر في كل مكان من منطلق عضويتهم التي تتجاوز حدود الانتماءات المحلية وحدود الدولة والحدود الإقليمية إلى آفاق إنسانية أرحب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعيد المصري يصدر ملحمة المواطنة في سلسلة شرفات سعيد المصري يصدر ملحمة المواطنة في سلسلة شرفات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon