شكّل النجاح الذي حققته أرامكو بالشراكة مع الشركة العربية لصناعة الحفارات، بتصنيع أجهزة الحفر للأعمال البرية والبحرية بأيدٍ سعودية، علامة إستراتيجية فارقة في قطاع الطاقة، بعد تأسيس أحد أبرز المصانع من نوعه على مستوى العالم لإنتاج أجهزة الحفر وتصنيع معدات ثقب الآبار في موقع واحد وهي منطقة رأس الخير، بالقرب من حقل السفانية أكبر حقول النفط البحرية في العالم.
وتُعد منصات الحفر من أهم رموز صناعة النفط والغاز، ومن المعدات الرئيسة المستخدمة لاستدامة إمدادات الطاقة العالمية، ما يجعل توطين صناعتها خطوة متقدمة لأرامكو التي تهدف إلى تعزيز مركز المملكة المرموق، ليس في إمدادات الطاقة العالمية فحسب، بل أيضًا في مجال الصناعات والخدمات المرتبطة بصناعة الطاقة في المنطقة.
بناء منظومة متكاملة
يجسّد توطين منصات الحفر قناعة أرامكو بأن الشركات الفعالة تُسهم في الارتقاء بمجتمعاتها نحو مستقبل مزدهر، ومنذ انطلاقتها قبل 90 عامًا، تحرص الشركة على إيجاد القيمة، وتقديم إسهامات اقتصادية إيجابية ملموسة تدعم الاقتصاد الوطني عبر تعزيز استدامة قطاع الطاقة والمواد الكيميائية، ومواكبة التحوّل، والتوسّع في الاستثمار في البُنى التحتية الاقتصادية، والرقمية، وتوطين قطاع الإمداد والخدمات اللوجستية، وبناء الموارد البشرية لتكون مؤهّلة.
وتتبنّى الشركة العديد من المبادرات والبرامج الاقتصادية التي تُسهم في بناء منظومة وطنية متكاملة من الصناعات والخدمات التي تدعم أعمالها وأعمال القطاعات الأخرى، حيث تطمح للوصول إلى هذه الأهداف من خلال جذب الاستثمارات، وعقد الشراكات مع شركات محلية وعالمية رائدة في مجال الطاقة والخدمات اللوجستية والتصنيع.
ويمكن من خلال هذه الشراكات التقليل من المخاطر المرتبطة بعدم كفاءة سلسلة التوريد، وتوطين قدرات التصنيع لدى الموردين المحليين، فضلًا عن تنمية الصادرات غير النفطية، والاستثمار في رأس المال البشري، وزيادة فرص العمل لشباب الوطن.
اكتفاء تعاونٌ للاكتفاء
يمثل برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية في المملكة (اكتفاء) أحد الركائز الأساس لأهداف أرامكو في بناء منظومة سلاسل إمداد محلية مستدامة، إذ أسهم البرنامج الذي أُطلق في عام 2015 في تعزيز مرونة إنتاج الطاقة من خلال محتوى محلي بلغ حتى الآن معدل 63% من إجمالي إنفاق سلسلة إمداد أرامكو على المواد والخدمات.
وأسهم البرنامج بحوالي 166 مليار دولار في الناتج المحلي. وتتجسّد نتائج البرنامج في القاعدة الصناعية المحلية المتنوّعة والقادرة على المنافسة عالميًا والاستثمارات المحلية من قبل أفضل شركات الطاقة والخدمات اللوجستية والتصنيع في العالم، بالإضافة إلى إسهامه في توفير الوظائف المباشرة وغير المباشرة للمواطنين ورفع نسبة المرأة العاملة.
التنمية الوطنية
وانطلاقًا من دعم الشركة للرؤية الوطنية المنشودة والرامية لتحقيق التنويع والتنمية الاقتصادية، أنشأت أرامكو دائرة مختصة بدعم التنمية الوطنية لتكون في طليعة أنشطة دعم الاقتصاد الوطني التي تمارسها الشركة.
وتهدف من خلال ذلك إلى إنشاء مجموعة عالمية المستوى من الشركات المبتكرة التي تدعم الأعمال، وتخلق فرص العمل، وتعزز النمو الاقتصادي الوطني. وتتلخص مهمة الدائرة في ترجمة الأفكار التجارية المربحة إلى شركات وطنية فعالة، أو شركات كبيرة يمكنها أن تصبح مؤثرة في قطاعاتها.
وتتوقع الشركة من ذلك توفير الوظائف الجديدة في القطاع الخاص بجميع أنحاء المملكة، مما يعود بالنفع على الناتج المحلي الإجمالي.
ويضم برنامج أرامكو لدعم التنمية الوطنية، مجموعة من البرامج الفريدة التي تطمح إلى إضافة القيمة في أربعة مجالات، هي: الاستدامة، والتقنية، والصناعية، والمواد المتطورة.
شركاء من أجل الاستثمار
وطرحت أرامكو برامج تطوير الأعمال لمساعدة رواد الأعمال والمؤسسات على تأمين الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة والاستفادة من فرص النمو في جميع مراحل دورة الأعمال، من مرحلة تصميم الفكرة إلى مرحلة متقدمة.
ومن المجالات الرئيسة الأخرى التي تركز عليها الشركة مبادرة الشركات الوطنية الرائدة، التي تهدف إلى تسريع تطوير قاعدة صناعية تركز على الاستدامة وتعتمد على التقنية العالية في المملكة.
وتجمع هذه المبادرة أربعة برامج متكاملة وهي: مركز الابتكارات وتطوير المنتجات (لاب 7)، ومركز أرامكو لريادة الأعمال (واعد فنتشرز)، وبرنامج تليد لتسريع نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وبرنامج نماءات للتنمية الصناعية.
بناء الكوادر البشرية
من خلال رعاية هذه المنظومات التجارية ودعم برامجها المختلفة، تسعى الشركة إلى توفير المزيد من المنتجات والخدمات التي تحتاجها وقطاع الطاقة الأوسع من المصادر المحلية في المملكة، بما في ذلك الكوادر البشرية المؤهّلة. ولذلك تعيّن على الشركة بناء القدرات والإمكانات المحلية تماشيًا مع برنامج السعودة في المملكة.
وفضلًا عن التوظيف المباشر وحث شركائها في برامجها ومبادرتها ومشاريعها على رفع نسبة التوطين، تعمل الشركة على دعم تأهيل وتعليم الكوادر الوطنية، مع التركيز بشكل خاص على إعداد قادة المستقبل.
وحرصًا من الشركة على دعم القوى العاملة في المملكة، ودعم تنمية القدرات البشرية كأحد البرامج المهمة لرؤية المملكة، أقامت أرامكو شراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وأنشأت 16 مركز تدريب وطني في 10 مدن مختلفة حول المملكة، ويستفيد من هذه البرامج أكثر من 9000 متدرب سنويًا.
تنوّع بمواد جديدة
تعمل أرامكو على مساعدة المملكة لتصبح واحدة من أفضل مراكز المواد الكيميائية في العالم ومنصة لإطلاق تصنيع المواد المتقدمة، وذلك من خلال مواكبة التحوّل في المواد الذي يستهدف تحويل الهيدروكربونات إلى كيميائيات ومواد بدلاً من استخدامها كوقود. وتؤمن الشركة بأن المواد المتقدمة ستلعب دورًا رئيسًا في قيادة عملية تحول المواد باستخدام مواد متقدمة أكثر متانة وكفاءة وأخف وزنًا واستدامة، حيث ستسهم في تصنيع توربينات الرياح والألواح الشمسية وجميع وسائل النقل وأجهزة التخزين والبنية التحتية.
ريادة المستقبل الرقمي
وتعكف الشركة على توسيع استخداماتها لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحسين العمليات الأولية والنهائية التي تسهم في تنويع أعمالها وتقديم قيمة مضافة للعملاء من خلال التعاون مع شركات عالمية لتقديم أفضل خدمات الحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، وخدمات البلاك تشين، وهي تقنيات تتيح فرصًا كبيرة لتوسعة البنية التحتية الرقمية التي تساعد الاقتصاد السعودي على التنويع والازدهار، وتسهم في تحسين أداء الأعمال وحياة الناس بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
كوريا الجنوبية توقع اتفاقية لتخزين النفط مع أرامكو السعودية
فيتنام تتطلع لاستثمار أرامكو السعودية في مشروعات للطاقة
أرسل تعليقك