الأقصرـ سامح عبدالفتاح
نظمت إدارة البحث العلمي بمنطقة أثار الكرنك، محاضرة عن أعمال الترميم بطريق الكباش الأثري الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، والذي يهدف لتحويل الأقصر إلى متحف عالمي مفتوح، ألقاها الباحث الأثري عبد الناصر عبد العظيم.
وتناولت المحاضرة أعمال الترميم والحفائر التي شهدها طريق الكباش منذ نهاية الأربعينيات من القرن العشرين، والأعمال الكشفية الأخرى التي تمت خلال حقبة الستينيات ثم الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية الثالثة، وأعمال الترميم التي تمت عقب المشروع الضخم لكشف وإحياء وتطوير الطريق الذي تم تدشينه في في عام 2005 والذي توقف في عام 2011 بسبب أحداث الثورة ثم تم استئنافه مرة أخرى مؤخرا والذي من المقرر أن يتم الإنتهاء منه خلال العام الجاري.
ويعد طريق الكباش أحد أكبر الطرق الأثرية في العالم، حث يربط بين معبدي الكرنك والأقصر، ويبلغ إجمالي أطواله 2700 متر، ويتكون الطريق من رصيف من الحجر الرملي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون) في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت، وقد تم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض، وقد تم إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ، ومع مرور الزمن طمست معالم الطريق وتشوهت معالمه على مدار أكثر من 3500 سنة حتى تحول معظمه إلى مساكن عشوائية ومباني حكومية ودور عبادة إسلامية ومسيحية وأراضي زراعية.
وفي عام 2005 في عهد محافظ الأقصر السابق سمير فرج الذي أشرف على عملية إعادة أحياء الطريق بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، تم تقسيم الطريق إلى 5 قطاعات، حيث تم إزالة المساكن والعقارات والمباني الحكومية والأهلية المختلفة من على حرم الطريق في تلك القطاعات، وكان مقررا أن يتم الإنتهاء من المشروع في عام 2011، ليفتتحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ورئيس الوزراء الايطالي السابق سلفيو برلسكوني، إلا أن أحداث ثورة 25 يناير تسببت في توقف المشروع وعدم الانتهاء منه لنقص الاعتمادات المالية، وخلال الفترة التي تلت أحداث ثورة 25 يناير بذلت عدد من المحاولات من المحافظين السابقين السفير عزت سعد واللواء طارق سعدالدين، لإعادة استئناف المشروع، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح بسبب نقص التمويل، ثم حدثت الانفراجة في عهد المحافظ الحالي محمد بدر، ليتم استئناف العمل بالمشروع خاصة بعد توجيهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي باستكمال المشروع وإنهائه في أقرب وقت لافتتاحه أمام حركة السياحة العالمية، ليعود إلى سابق عهده في العصر الفرعوني ليكون دليلا على إبداع فن العمارة المصرية القديمة ومقصدا للسياحة العالمية.
أرسل تعليقك