الأقصرـ سامح عبدالفتاح
حرص الآلاف من المواطنين في محافظة الأقصر، وخاصة فئة السيدات، خلال أول أيام عيد الفطر المبارك، على التوجه إلى المقابر والمدافن لزيارة أقربائهم المتوفين، في تقليد سنوي يحدث في عيدي الفطر والأضحى.
ويأتي الزائرون لزيارة قبور أقربائهم المتوفين سواء كانوا أشقائهم أو أبنائهم أو أزواجهم أو حتى أجدادهم، لينظفوا قبورهم، ويقومون بقراءة القرآن الكريم وتوزيع الحلوى والفاكهة والمخبوزات على الأطفال والمواطنين، كنوع من الصدقة المقدمة لأرواح أمواتهم.
وتقوم أعداد من النساء أثناء زيارتهن لقبور أقاربهن بالبكاء على الميت ورثاؤه، ووصف طعم الحياة بدونه، من أجل أن تثير الحزن بداخل كل من يعرفه عبر ذكر حميد صفاته، كنوع من الفن التلقائي الشعبي الذي تتداوله ألسنة نساء الأقصر والصعيد بصفة عامة ويتناقلنه ويتوارثنه جيلا تلو الآخر، وهو ما يعرف بفن "العدودة"، والتي تتكون من مقطوعة شعرية بكائية عامية قصيرة، تتكون من عدد قليل من الأبيات أقلها بيتان، وكثيراً ما تصل إلى أربعة أشطر لتشبه الرباعية.
كما يحرص أعداد من الفقراء والمحتاجين من قاطني القرى والمناطق القريبة من المقابر على التواجد بين تلك الجموع الزائرة للمقابر، لتلقي الصدقات والهدايا من زوار المقابر في أول أيام العيد.
وبحسب رئيس جمعية المرشدين السياحيين في الأقصر رمضان سعد الدين، فإن زيارة المقابر في أيام العيد ليست عادة جديدة على المصريين ولكنها عادة قديمة منذ عهد المصريين الفراعنة، حيث ارتبطت بعض الأعياد الفرعونية بالحياة الجنائزية فكانت ترتبط بزيارة أسر الموتى لتقديم الطعام لهم وذلك للتخفيف عن المتوفى في العالم الأخر وهو ما يتم مثله الآن في الأعياد كعيد الفطر وعيد الأضحى حيث يحرص المصريين على زيارة القبور أول أيام العيد.
أرسل تعليقك