القاهرة - مصر اليوم
يصادف السبت، 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يوم القوات الجوية المصرية، فقد أنشئت بطلب مقدم من البرلمان المصري لتكون جزءً من الجيش المصري، وتم تحديد هذا اليوم لهذه المناسبة نسبة لمعركة المنصورة الجوية التي وقعت بين مصر وإسرائيل في 14 أكتوبر 1973 ضمن حرب أكتوبر، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات الكبيرة في دلتا النيل في كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية لكي تحصل على التفوق في المجال الجوي، ما يمكنها من التغلب على القوات الأرضية المصرية، ولكن تصدت لها الطائرات المصرية.
ولم يكن الفن بمعزل عن هذا العالم، حيث ألقى الضوء على هذا السلاح الذي كان له أثرًا كبيرًا في حرب أكتوبر وفي كل المعارك التي سبقتها، وإن كانت السينما الأكثر تأثيرًا بهذا الجانب، إلا أنها ألقت الضوء باستحياء، وكان بعضها مؤثر ضمن أحداث الفيلم والآخر على الهامش .
"إسماعيل ياسين في الطيران" :
استطاع فيلم "إسماعيل ياسين في الطيران" أن يلقي الضوء على سلاح الطيران ولكن بشكل كوميدي، ولم يركز على النواحي الفنية والحربية، وكان الاهتمام الأكبر على الجانب الاجتماعي والرومانسي، وكان الفيلم باكورة لتعاون متصل بين إسماعيل ياسين والكاتب أبوالسعود الإبياري حيث قام المخرج فطين عبدالوهاب بإخراجه..
وتدور أحداث الفيلم حول توأمين جسد شخصيتهما الفنان إسماعيل ياسين، أحدهما يعمل في السينما والآخر ضابط في سلاح الطيران، ويقع الشقيق الذي يعمل في السينما في حب راقصة ولكنها تتجاهل شعوره لأنها كانت تأمل في الزواج من طيار، ولذلك يقوم الشاب السينمائي بانتحال شخصية شقيقه الطيار لكي يفوز بقلب حبيبته.
"الرجل الثالث" :
لم يختلف كثيرًا فيلم "الرجل الثالث" عن فيلم "إسماعيل ياسين في الطيران"، حيث ركز أيضًا على النواحي الاجتماعية وفكرة تجارة المواد المخدرة مع الحفاظ على خلفية الطيار العسكري الذي تم طرده من الخدمة نتيجة قرارته الانفعالية، والتي تسببت في سقوط طائرة من الجيش المصري أسيرة للعدو، وبرغم من ذلك إلا أنه يتحلى بمواصفات طيبة ويعوض انتكاسته بوقوع شبكة من تجار المواد المخدرة.
والفيلم من إخراج علي بدرخان، حيث يعكس أهمية القيم والأخلاق لدى الرجل العسكري، فهو يحكي قصة الطيار كمال حسين الذي جسد شخصيته الفنان الراحل أحمد زكي، وهو طيار مقاتل اشترك في حرب 1973 ولكنه فصل من الخدمة العسكرية بسبب خطأ غير مقصود منه أدى إلى وفاة زميل له أثناء المعركة، والذي أدى هذا الموقف إلى انفصاله عن زوجته بعدما اتهمته بالجبن والتخاذل، ليلتحق بالخدمة في إحدى شركات البترول الخاصة كطيار على إحدى طائراتها الهليكوبتر، ما يجعله يقوم بالتعاون مع عشيقة رجل الأعمال الثري، زعيم عصابة للاتجار في المخدرات، وبالفعل يقوم بإبلاغ الشرطة عن تلك العصابة وتنشر الصحف صورته وتتوالى الأخبار على شجاعته ووطنيته، وبذلك يكون قد استرجع كرامته واعتباره أمام ابنه الذي طالما عانى من نظرته القاسية إليه.
"وداع في الفجر" :
هذا العمل السينمائي الذي انتج بميزانية ضخمة عام 1956 قام بإخراجه حسن الإمام، عن قصة الفنان السيد بدير، حيث دارت أحداثه في مناطق حربية طبيعية فقد حصل طاقم العمل على تصريح من القوات المسلحة وتم التصوير في مقر كلية القوات الجوية في مدينة بلبيس، حيث قام البطل كمال الشناوي وهو يتلقى التعليمات من قائد سرب الطيران آنذاك العميد حسني مبارك.
وتدور أحداث الفيلم حول ضابط طيار في سلاح الطيران المصري جسد شخصيته الفنان كمال الشناوي، ينتمي لعائلة ثرية يقع في حب فتاة فقيرة ليست من مستواه الاجتماعي، والتي جسدت دورها الفنانة شادية، حيث قامت الخلافات بينه وبين والده لرفضه لهذه العلاقة، ما يجعله يقرر الزواج سرًا من تلك الفتاة وعندما قامت الحرب بين العدو الإسرائيلي وفلسطين كان مكلفًا بالاشتراك في هذه المعركة وبوطنية وشجاعة سافر للمعركة تاركًا خلفه زوجته في منزلهما الذي لم يعرف عنه أحد.
"حتى آخر العمر" :
الفيلم من بطولة نجوى إبراهيم ومحمود عبدالعزيز وعماد حمدي، ومن إخراج أشرف فهمي، عن قصة الأديب يوسف السباعي، فهو يعكس قصة ملحمة عسكرية كان بطلها طيار مصري جسد دوره محمود عبدالعزيز، حيث قام بالاشتراك في حرب 1973 وفي أثناء المعركة أصيب بإصابة جعلته يصاب بشلل ماجعله يتقبل هذه الإصابة بصدر رحب ويقرر أن ينفصل عن زوجته التي جسدت شخصيتها الفنانة نجوى إبراهيم ويتركها تختار حياتها مع من ترغب، إلا أن الزوجة تصر على البقاء بجواره وتدعمه وتسانده حتى تم علاجه وبدأ يتحرك ويعيش حياته بشكل طبيعي.
"أمير الظلام" :
قدم الفنان عادل إمام صورة الطيار أيضًا من خلال فيلم "أمير الظلام"، إلا أن الفيلم لم يتطرق بشكل كبير على سلاح الطيران، وركز على فكرة مصابي حرب أكتوبر، وذلك من خلال شخصية "سعيد المصري" أحد طياري حرب أكتوبر 1973، الذي فقد بصره بعد انفجار طائرته في الحرب، فيُضطر للعيش في دار للمكفوفين يديرها شخص بيروقراطي للغاية يحولها إلى سجن، فيرفض (سعيد) ما يحدث، ويرفض الاعتراف بعجزه، فيبدأ في تعليم المكفوفين بالدار معنى الألوان، والانطلاق، ورؤية الحياة من منظور آخر، وتنشأ بينهم حالة من الحب الأسري، ويتعرف "سعيد" على الفنانة التشكيلية "علياء" في الديسكو، فيحكي لها قصته، فتتعاطف معه، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية، وفي أحد الأيام أثناء وجوده معها خارج الدار تقتحم الدار عصابة إرهابية أجنبية لتقتل معظم الموجودين بالدار، وتستولي على كل شيء استعدادًا لمهاجمة موكب أحد الرؤساء القادمين من الخارج.
أرسل تعليقك