الإسكندرية - محمد المصري
شهدت بداية شهر ربيع الأول إنطلاق إحتفالات مديرية أوقاف الإسكندرية بالمولد النبوى الشريف، تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف والذى وجه بإقامة أمسيات دينية بجميع المساجد والزوايا على مستوى الجمهورية طيلة أيام شهر ربيع الأول، لنشر سيرة النبى صلى الله عليه وسلم العطرة بين الشباب بالمنهج المنير.
قال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن المديرية نظمت مساء أمس الثلاثاء أمسيات دينية تحت عنوان "اليتيم الذى أوصى برعاية الأيتام".
وأضاف العجمى، إننا إذا تاملنا رعاية الله لهذا النبي الذي أرضعته أمه ثم ماتت وهو لم يزل صغيرًا في سن الطفولة، وفارقه أبوه لم تكتحل عيناه بنظرة طويلة إلى ذلك الابن الوحيد، فقام على رعايته عمه أبو طالب، وأرضعته حليمة السعدية في بني سعد العشيرة، فجمع الله له مع كرم المحتد والنسب طيب الأخلاق ولين الطباع في غير ضعف، ولحكمة ما قبض الله أبويه وهو صغير، من هذه الحكمة أن يتربى محمد - صلى الله عليه وسلم - على الاعتماد على النفس الصبر والقوة مع رعاية ربانية وتأهيل إلهي.
وبين العجمى، اهتمام القرآن باليتيم من الناحية النفسية والاجتماعية، قائلا: واعلم أن القران الكريم اهتم باليتيم في شتى مناحي الحياة ليحيى اليتيم في جو من الحب و الحنان حتى لا يشعر بمرارة الفقد و بمرارة اليتم، وجاءت صورة الضحى لترسي لنا العناية الفائقة باليتيم من الناحيتين النفسية والاجتماعية لخير البرية - صلى الله عليه وسلم - فالله تعالى يقول لنبيه - صلى الله عليه وسلم في باب الامتنان: ﴿ أَلَمْ يَ جِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾ [الضحى:6 - 8].
وتابع العجمى، الإهتمام بالناحية النفسية لليتيم له تأثير كبير على نفسيته وسلوكه و نضوجه فينبغي على المربي و الوصي أن يراعي الجانب النفسي له ويكون ذلك بالحنان الدافئ وبالسلوك الراشد حتى لا يستشعر ذلك اليتيم بالقهر أو الظلم والحيف بسبب أنه يتيم قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى:9]، وحذرنا الله تعالى من قهر وردع اليتيم فقال سبحانه: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الماعون:1 - 3].
وعن صور كفالة اليتيم قال العجمى: إن كفالة اليتيم تكون بعدة أمور نذكر منها، أولا: ضم اليتيم اللي الأسرة ورعايته رعاية كاملة كفرد من أفراد الأسرة:
هذه الكفالة كانت الغالبة في عصر الصحابة كما تبين لي من استقراء الأحاديث الواردة في كفالة الأيتام، فالصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم.
وتكون كفالة اليتيم أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل، وهذه الصورة هي المنتشرة والموجودة حاليا في كثير من بقاع الأمة الإسلامية كما تقوم بذلك الجمعيات و المؤسسات الخيرة و هذه الدرجة ادني من الأولى و إن كانت تحقق معنى الكفالة.
وأكد العجمى، أن جزاء رعاية وكفالة الأيتام ثوابه عند الله عظيم وأفضله مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة:عن سَهْلٍ بْنَ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى. (البخاري - ٦٠٠٥).
واختنم العجمى حديثه قائلا: أيها الأخوة المؤمنون يجب علينا فى ذكرى مولده الشريف أن نكون للأيتام درعا واقيا فى هذه الحياة إكراما لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن نقدم لهم يد العون فهذه صورة من أفضل الصور التى نحتفل بها بذكرى مولد خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
أرسل تعليقك