القاهرة - مصر اليوم
"طلب مرآة ووضعها في مدخل العقار، وتمكن من خلالها من رؤية أحد الإرهابيين فقتله على الفور ثم قتل زميله الآخر في دقائق"، تلك رواية أهالي عزبة الصقيلي في منطقة الخصوص، على بطولة ضابط عمليات خاصة قتل اثنين من ضمن 4 عناصر متهمة في تصفية ضابط شرطة.
وتواجدت موقع إخباري، مع الأهالي الذين تابعوا من شرفات منازلهم، 4 ساعات من إطلاق النار بين قوات الشرطة ومتطرفيين متورطين في مقتل ضابط الخانكة، الأحد، حيث قتلت قوات الشرطة اثنين لتورطهما في مقتل ضابط الأمن الوطني ملازم أول إبراهيم عزازي، فيما تمكن آخران من الهرب قبل وصول القوات بدقائق، كما أكد مصدر أمني.
ووفقًا للأهالي، حضرت في الساعة الثالثة فجر الأحد مدرعة شرطة وسيارتان ميكروباص، بعد توافر معلومات عن اختباء عدد من المتطرفين داخل إحدى الشقق السكنية، وبمجرد وصول القوات، طلب رجال الشرطة من الأهالي التزام منازلهم، خشية تعرضهم لمكروه، وأمرت الشباب المتواجدين في الشارع بالمغادرة فورًا، ولم تمر سوى دقائق، حتى انتشرت القوات في المنطقة، وما إن استشعر المتطرفون وجود الشرطة أطلقوا الأعيرة النارية بشكل عشوائي، فبادلتهم القوات إطلاق النيران، وهو ما استمر لـ 4 ساعات، استعانت خلالها الأمن بضابط من القوات الخاصة تمكن من تصفية اثنين من حركة "حسم"، في دقائق معدودة، بحسب مصدر أمني في مديرية أمن القليوبية.
ووفقًا لما كشفه أحد شهود العيان، فإن ضابط القوات الخاصة تواجد في السابعة صباحًا، وطلب مرآة من أحد الشباب، ووقف في مدخل العقار، موجهًا إياها لأعلى، حتى تمكن من رؤية أحد المتطرفين وأطلق النيران صوبه، فقتله في الحال، وروى شاهد العيان أن تشكيلًا من القوات صعد للطابق الرابع من العقار الذي شهد الأحداث، فيما شتت العناصر الشرطية المتواجدة في العقار المواجه، المتطرف الآخر، ليتمكن ضابط القوات الخاصة من قتله في 3 دقائق.
وبعد 4 ساعات من الاشتباكات، عاد الهدوء للمنطقة من جديد، وتجمع الأهالي في محيط العقار، متسائلين "هما مين دول في إيه؟"، ليرد ضابط "إرهابيين وخلصنا عليهم"، واحتفى المتواجدون بضابط العمليات الخاصة واستقبلوه بعبارات الترحيب من بينها "الله ينور عليك يا بطل"، فيما نقلت سيارة إسعاف المتطرفين، وحضر وكلاء نيابة أمن الدولة العليا والطب الشرعي للمعاينة والتحقيق مع صاحب المنزل والجيران.
وكشف مصدر أمني أن 4 متطرفين تواجدوا في العقار، تمكن اثنان من الهرب، فيما قتل آخران، وضبطوا سلاحًا آليًا وطبنجة و11 خزينة آلي وخزينة 9 مم، وكميات كبيرة من الفوارغ والطلقات الحية، بالإضافة لمجموعة من الأوراق التنظيمية.
وحسب روايات من الأهالي، فإن العناصر المتطرفة حضروا للمنطقة منذ 15 يومًا واستأجروا شقة ببطاقة شخصية لأحدهم، وقال أحد المتواجدين: "العيال دي محدش يعرفها عنهم حاجة بقالهم هنا 15 يومًا بس، واستأجروا الشقة بصورة بطاقة شخصية، وطوال تلك المدة كانوا يترددون على العقار وهم يحملون "أجولة" فوق أكتافهم، زاعمين أنهم بائعي ذرة"، وتابع شخص آخر: "لو كنا نعرف إنهم إرهابيين مكناش سبناهم"، مؤكدًا عدم معرفة الأهالي أي شئ عن أعضاء تنظيم "حسم" الإرهابي، حيث إن أعمارهم صغيرة والشكوك لا يمكن أن تحوم إليهم.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت مقتل عنصرين من أعضاء حركة "حسم"، الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، والمتورطين في تنفيذ سلسلة من أعمال العنف، من بينها حادث التعدي على ضابط قطاع الأمن الوطني الشهيد النقيب، إبراهيم العزازي، حال توجهه لأداء صلاة الجمعة في محيط محل إقامته في مركز الخانكة في محافظة القليوبية 7 يوليو الماضي.
وقالت "الداخلية"، في بيان لها، إن المعلومات والتحريات كشفت عن إعداد الجناة وتخطيطهم للحادث منذ فترة، ومن خلال مجموعات رصد ومراقبة لتحركات الشهيد بمحيط سكنه، وأخرى للتأمين أثناء هروبهم من مسرح الحادث، مضيفة أسفرت نتائج تتبع المتهمين عن رصد اتخاذ بعضهم من إحدى الشقق بالعقار رقم 1 شارع أحمد فرغلي متفرع من شارع أحمد عرابي عزبة السقيلي؛ دائرة قسم شرطة الخصوص في محافظة القليوبية، مأوى للاختباء به وعقد لقاءاتهم التنظيمية ومنطلقًا لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.
وتابع البيان إنه أثناء اقتراب القوات من العقار فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، وتم الرد على مصدرها واستمر التعامل لفترة زمنية، وباقتحام الوكر تبين وفاة شخصين، وهما كلٍ من الإخواني محمد عبدالفتاح دسوقي حسن مكي، اسمه الحركي "عادل"، ومحمد حسن محمد محمد مفتاح اسمه الحركي "أبو مالك"، مشيرًا إلى أن القتيلين من أبرز كوادر حركة حسم، ومحكوم على الأول بالسجن لمدة 15 عامًا في القضية رقم 1459/2017 جنايات الخانكة "الانضمام لجماعة إرهابية والمشاركة في أعمال عنف".
أرسل تعليقك