أحمد عوض
واجه النادى الاهلى العديد من الصعوبات اثناء البحث عن مدير فنى كبير يقود الفريق ...
يأتى فى مقدمتها وصول لاعبى الاهلى لمرحلة من التشبع بالبطولات والنجوميه المحليه تجعل من فرصة عمل اى مدير فنى صعبه جدا .. وقد رأينا هذا فى كم الفرص المهدره من لاعبى الاهلى والاهمال فى استلام وتسلم الكره فى كثير من المباريات .. والاهمال فى الضغط على الخصم مع كثرة الاصابات التى تاتى نتيجة الاهمال والتراخى فى التدريب ..... أضف الى ذلك ان الاعلام اصبح يوجه النقد لأى مدير فنى يحاول محمود طاهر التعاقد معه حتى قبل ان يتسلم عمله ..وللأمانه كثير ان لم يكن كل النقد غير موضوعى وغير محايد ولا يمت للرياضة بصلة .. المشكلة الكبرى هنا ان الجمهور يصبح على أهبة الاستعداد لإفتراس المدير الفنى الجديد مع اى تعثر حتى وان كان فى مرحلة التعرف على الفريق .
لكن الشق الاخطر فى اللعبه هم اللاعبون انفسهم .. فمع مدرب مثل جاريدو او بيسيرو الغير معروفين لجمهور الاهلى او لاعبيه قبل قدومهم ..كنا نجد حاله من الاستهتار بين اللاعبين ..ظهرت كثيرا فى انهاء الهجمات بشكل سىء والتراخى واللا مبالاه وعدم الاحساس بالمسؤوليه بعد اضاعة الهجمات .. ( ان يشعر اللاعب انه اكبرمن المدرب ..وانه باق والمدرب راحل فى حالة الخساره ...فهذه اكبر كارثه تحل ب اى فريق ) .
هنا كان لابد من العلاج بالكاريزما .
ولكن ماهو العلاج بالكاريزما ؟..
إذا ما عدنا لأمجاد الاهلى القريبه فى جيل تريكه وبركات ..سنجد ان اللاعب مهما بلغت شعبيته ..كان يعمل تحت قيادة مدير فنى اقوى منه شخصيه واعلى منه كاريزما .. العبقرى ( مانويل جوزيه ) الذى سطر اسمه كا اسطورة تدريبية فى تاريخ النادى الاهلى ..
ولكن ما سر هذه الكاريزما
عندما تسلم جوزيه الاهلى فى 2001 عمل مع فريق من الشباب .. ولان جوزيه يتمتع بشخصه قويه فقد فرضها من البدايه ..وعندما عاد واستلم الاهلى مره اخرى كان اسم كبير يحبه الجمهور (خاصة بعد سداسية الزمالك والحصول على البطولة الافريقية ) .
عندما طلب جوزيه تدعيم الفريق ب لاعبين .. لم يكن هناك لاعب فى مصر إلا ويتمنى الانضمام للنادى الاهلى واللعب تحت قيادة مدرب بحجم جوزيه المحبوب من الجمهور
فرض جوزيه شخصيته منذ البداية وكان يستبعد من يشاء ويشرك من يشاء وفق إحتياجات الفريق دون قلق او خوف .. ومن هنا كان النجاح .
إذا فمانويل جوزيه هو الحل ..ولكن إلى متى يظل جوزيه هو الحل وقد تقدم فى العمر ؟؟ .. هنا كان لابد من البحث عن شخص يمتلك قدرات تدريبيه عاليه ..
ولكن هذه المره يضاف للقدرات التدريبيه شىء مهم جدا .. ( الكاريزما ) ..
وهو ما نجح الاهلى اخيرا فى الوصول اليه من خلال مدرب عالمى بحجم "مارتن يول" المدير الفنى لتوتنهام الانجليزى واحد من اعرق وافضل اندية العالم .. شخصية مارتن يول ومكانته التدريبيه وحجم الفرق التى دربها وحجم الاسماء التى تدربت على يديه من اللاعبين العالميين .. كل هذا هو مفتاح النجاح الاول له مع النادى الاهلى ..فمن ناحية الاعلام لن يستطيع اعلامى ان يقلل من قيمة مدير فنى بحجم " يول ".. اما الجمهور .. فجمهور الاهلى راضى تماما عن هذا الاختيار
نأتى للجانب الاهم مره اخرى وهم اللاعبون ...
لو تابعت عزيزى القارىء مباراة الامس بين الاهلى و ريكرياتيفو فستجد نظرة مشتركه بين جميع لاعبى الاهلى الذين لاحت لهم فرص للتهديف واهدروها .. ستجد اللاعب يسرق نفس النظرة بإتجاه دكة البدلاء بحثا عن ملامح وجه المدير الفنى " مارتن يول " ليرى ردة فعله .. هذا القلق الذى انتاب اللاعبين وشعورهم بان هناك مدير فنى قوى سوف يقوم بعقاب المستهتر والمخطىء هو بداية الطريق لتصحيح مسار الفريق .. تلك النظره كنت اشاهدها كثيرا بل اونتظرها عندما يقوم لاعب بتسديد كرة بشكل خاطىء او تمريرة مقطوعه .. كنت اراقب وجه اللاعب جيدا فى انتظار تلك النظره وفى كل مره لم يكن ظنى ليخيب .. هى اذا البدايه .. ان يشعر اللاعب بحجم المسؤوليه وبحجم الفانله التى يرتديها والنادى الذى يلعب له ... ان يعى اللاعب ان عليه الاجتهاد فى التدريب والارتقاء بمستواه حتى يتمكن من حجز مكان فى تشكيلة الفريق بعيد عن الاماكن المضمونه حسب الاسماء .. ومن هنا استطيع ان أؤكد لحضراتكم عودة الاهلى لحصد البطولات مره اخرى مع مدير فنى يتمتع بالخبره الفنيه لعاليه ... وبالكاريزما