توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطر الأسود!

  مصر اليوم -

المطر الأسود

بقلم : حمدي رزق

 يخسر الحكم كثيراً بتصنيف المعارضة الوطنية جميعاً، الكل كليلة، كأعداء محتملين، ليس كل المعارضين خونة مع رفضى لفكرة التخوين قطعياً. فى صفوف المعارضة وجوه وطنية أصيلة ومعتبرة، وتبحث عن الصالح العام فى السياق العام، وما اختلفوا مع الحكم إلا لقضايا وطنية، وإن اختلفوا فلأسباب، والحيثيات تحتم الحوار الذى يجلى الأفكار ويقطع المسافات وينير الطريق للحكم الرشيد.

وتخسر المعارضة كثيراً برمى الحكم بأقسى الاتهامات التى تذهب إلى التفشيل والتخوين، جملة اتهامات جاهزة وسريعة الطلقات دون روية أو تدبر تأثيراتها السلبية على المزاج العام، ويقدمونها وجبات جاهزة ساخنة يتلذذ بها زعران الإخوان ويرددونها كالببغاوات، وللأسف يصفون المعارضة فى خروجها على الحكم بـ«الانقلابيين» يجلدونهم بما يقولون، ويصلبونهم على حوائطهم الفيسبوكية، ويغردون عليهم وينعون عليهم موقفهم فى ظهر السيسى يوم حرر مصر من الاحتلال الإخوانى الغاشم.

يقيناً هناك طريق مهجورة تصل ما بين الحكم والمعارضة، تحتاج إلى خارطة ودليل، طريق لم تطأها قدم تعرف دروب الحوار سالكة بين الحكم والمعارضة، القعود الوطنى أمام هذه الحالة الاحترابية لا يصح، والصمت على التنابز بالاتهامات لا يرتضيه صاحب ضمير يخشى على وطنه، السكوت على أجواء الاحتراب السياسى بين الحكم والمعارضة أخشى خطيئة يتحملها قبل الطرفين مَن نُجِلهم شيوخا ونعتبرهم حكماء.

الأمر بين الحكم والمعارضة جد خطير ويستأهل التوقف والتبين قبل التترى فى الاحتراب الذى يؤشر على خراب العلاقة، مستقبل العلاقة بين الحكم والمعارضة يحتاج لمن يرسم خريطته على ورق شفاف، أين ينتهى الحكم ومن أين تبدأ المعارضة، ومناطق التواصل والحوار، وشكل الحوار الوطنى المطلوب بشدة.

يقيناً، لا الحكم فى حالة رفاهية سياسية ليخسر المعارضة فى منتصف الطريق، ولا المعارضة قطعت كل الحبال بينها وبين الحكم، ما يجمع أكثر ما يفرق، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، نعم ما يخفى على المعارضة من أسباب الحكم كثير، ليس فى الحكم من يجلس إلى المعارضة دورياً لتنويرها بما هو حادث، اللقاءات التنويرية تضع النقاط فوق الحروف وتزيل اللبس والغموض، وتقشع السحب المحملة بأسباب الخلاف، وتمطر اتهامات سوداء، المطر الأسود يغرق الجميع.

وضرورى أن يتفهم من هم فى الحكم أسباب المعارضة التى تنبنى على معلومات ناقصة وحروف شائهة ومواقف متلبسة، إذا فتح الحكم قلبه، وأنار بصيرة المعارضة الوطنية بما كان وسيكون، وجلس إليهم وشاورهم فى الأمر، لكان خيراً. والمعارضة عليها أن تغادر مربع الرفض للرفض، والمكايدات السياسية إلى حوار سياسى معتبر، السفينة لن تعبر البحر والثقوب فى قعرها تتسع لتسرب الماء.

القطيعة التى باتت عليها علاقة الحكم بالمعارضة لا تؤسس لممارسة سياسية صحية ترسم صورة المستقبل.. هل منتهى الأمر تهديد من هنا وتهجم من هناك يتجسد صداه فى فضائيات الليل وآخره.. هل هذا ما نرجوه لوطننا؟.

يقيناً هناك طريق سالكة بين الحكم والمعارضة، طريق يعبّدها حكماء هذا الوطن وشيوخه بحوار وطنى يعتبر لما يواجهه الوطن من مخاطر وتحديات واعتبارات، لماذا قعود هؤلاء المعتبرين عن أداء مهمتهم الوطنية فى جسر الهوة التى استحالت صدعاً خطيراً يهدد البناء الذى تأسس على أرضية 30 يونيو.. حلف 30 يونيو يحتاج إلى محاذاة الصف وسد الفُرج والصلاة فى حب الوطن.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطر الأسود المطر الأسود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon