بقلم : مكرم محمد أحمد
فخرى شديد بمصريتى بعد أن نجح شباب مصر فى مؤتمرهم العالمى فى شرم الشيخ فى ان يبعثوا فى رسالة واضحة نقية نبيلة وعظيمة، مجردة من كل اهداف السياسة الآنية الى كل شباب العالم، تنشد الامن والسلام والاستقرار والمحبة والتواصل، والوقوف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ضد الارهاب الى ان يتم اجتثاث جذوره من عالمنا. فخرى شديد بمصريتى حتى إننى لو لم أكن مصريا لوددت ان اكون مصرياً ، رغم المصاعب التى يكابدها المصريون الذين يواجهون بشجاعة بالغة اصعب مراحل حياتهم فخورين بمواجهة الارهاب واثقين فى قدرتهم على تحقيق النصر آملين ان يقف شباب العالم الى جوارهم، لان العالم يتوق الى الامن والاستقرار والمحبة بديلا عن الخوف والكراهية، وهو يريد ذلك فى غضون امد قريب لا يطول سنوات عديدة عاجلا وسريعا ، بعد ان دمر الخراب بلادا كثيرة وهدم حواضر ومدناً عظيمة، وعاث فسادا فى العراق وسوريا وليبيا وفلسطين والنيجر ونيجيريا وباريس ولندن وعبر المحيط الى أمريكا وسافر فى أقصى الشرق الى الفلبين ينشب أظافره فى بقاع كثيرة من عالمنا فى الشرق والغرب والشمال والجنوب ليس لان من الصعب هزيمتهم، ولكن لغياب ارادة السلام طويلاً، ولان النفاق الدولى والمعايير المزدوجة والمصالح الآنية الصغيرة لا تزال تعطى الارهاب مساحة تحرك ينبغى ان تنتهى، ولان الذين يمولون الارهاب ويدعمونه ويعطونه ملاذا آمناً لا يزالون بغير عقاب دولى يلزمهم جادة الصواب، والانصياع لحكم القانون الدولى . فخرى شديد بمصريتى لان شباب مصر نجح فى ان يعيد البسمة لشرم الشيخ أجمل مدن العالم قاطبة، ودعا اكثر من ثلاثة آلاف شاب من كل انحاء العالم كى يزوروا المدينة الجميلة التى أرادها الارهاب خاوية على عروشها رغم انها مدينة السلام، ورغم انها آمنة ومصونة، ورغم ان خلوها من السياحة ؛مفاده الوحيد مستحقة بقبول التحدى ان الارهاب ينتصر، وهذا ليس حقيقيا، لان الارهاب ينهزم وقد فقد فى العراق وسوريا مساحات من الاراضى تقرب من مساحة بريطانيا وحتى الأمس القريب كان يملك دولة يزيد تعدادها على ثمانية ملايين نسمة، وتملك قواعد عسكرية ومطارات وحقول بترول، لكنه فقد كل ذلك سريعا لان إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت، ولأن كل الشعوب مصممة على دحر الارهاب وهزيمته . فخرى شديد بمصريتى لانه من شرم الشيخ ينطلق حلم كبير واعد يتجاوز حدود المدينة الجميلة الى كل العالم يدعو الى التعايش والحوار وينبذ التمييز بسبب الجنس او اللون والدين، ويؤكد حوار الحضارات، يحلم بعالم يمتنع فيه مخيمات اللاجئين وقهر الاستيطان وقبح الاحتلال وينعدم العوز والفقر، ويتكاتف فيه الجميع على إعمار الارض وحماية مقدراتها، حلم ممكن ليس بعيد المنال ان اصبح فى قدرة شباب العالم ان يتواصل ويتكلم ويسمع صوته لأرباب السياسة واصحاب القرار كما حدث فى شرم الشيخ، حلم كبير يمكن ان يكون واقعا ان علمنا اطفالنا الغناء والرسم. والمحبة والتواصل بدلا من الكراهية والعنف، وعلمنا فتياتنا ان التعليم والعمل والمشاركة حق لكل فتاة مصرية ينبغى الوفاء به، وعلمنا شبابنا ان مقاومة الإرهاب ودحره حق من حقوق الانسان. فى مؤتمر شباب العالم فى شرم الشيخ لم يكن هناك خطب وعظ منبرية، ولم يكن هناك أساتذة يحسنون التلقين، وتلاميذ يحسنون الانصات، ولم تكن هناك ملاحم عنترية، كان هناك قصص وحكايات انسانية تحكى عن معلمة افريقية تود ان تغرس فى عقول أطفالها القادمين توا من الغابة اهمية التكنولوجيا والعلم فى حياة الانسان، وتحكى تجربة فتاة عراقية من طائفة الزيدية فى مقاومة داعش، وقصة نجاح لشابة مصرية صغيرة اختارت طريق الابداع والابتكار والمبادرة، ولكن ما توج جمال ليلة افتتاح مؤتمر شرم الشيخ هذا النشيد الاممى العذب بكل اللغات الذى شاركت فيه اصوات جميلة من بلاد عديدة، تغنى لحناً واحداً مختلف اللهجات ينساب جماله فى نفوس الحاضرين بهجة وسروراً معه تتوحد كل المشاعر حبا دافئا لمصر ام الدنيا نبع العطاء والحضارة يدعو للمحبة والسلام.