توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوامش حرة خالد محمد خالد

  مصر اليوم -

هوامش حرة خالد محمد خالد

بقلم : فاروق جويدة

  شهدت الثقافة المصرية فى عهدها الذهبى ظهور مجموعة من الرموز التى شكلت العقل المصرى بصورة حضارية وفكرية مستنيرة وفتحت للوجدان المصرى آفاقا جديدة من الترفع والجمال فى مصر ظهرت صحوة فنية رائدة وتصدرت الساحة مجموعة من المبدعين الكبار فى كل التخصصات غناء وفنا ومسرحا ومع هذا هناك مجموعة من رجال الدين الذين فتحوا أبوابا للاجتهاد والحوار..كان فى مقدمة هذه النخبة مفكرنا الجليل خالد محمد خالد.. عرفته سنوات طويلة وكنت أزوره فى شقة متواضعة فى حى منيل الروضة وكانت فى الدور السادس بدون أسانسير وكانت الشقة متواضعة فى كل شىء مساحة وأثاثا وكان يأنس كثيرا لها ويحب الحياة فيها وحين انتقل إلى فيلا صغيرة فى المقطم مرض مرضا شديدا وكان يتصور انه لو عاد إلى شقة المنيل لتحسنت صحته.. بدأ خالد محمد خالد مشواره الفكرى يساريا ثم إسلاميا وانتهى به المشوار إلى أن يكون من رموز الحريات الفكرية فكان ليبراليا مدافعا بضراوة عن الديمقراطية وخاض معارك كثيرة مع كل أصحاب الاتجاهات المتطرفة..فى احد المؤتمرات الهامة دارت مناقشة طويلة بينه وبين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويومها كان خالد محمد خالد جريئا ومقنعا وهو يقول للرئيس دع الزهور تتفتح مطالبا بالحرية والديمقراطية لأبناء وطنه..كتب خالد محمد خالد عشرات الكتب مدافعا عن الحرية من هنا نبدأ،مواطنون لا رعايا،الديمقراطية أبدا،أزمة الحرية،لكى لا تحرثوا فى البحر, وتناول حياة الرسول عليه الصلاة والسلام فى أكثر من كتاب وكان أمينا صادقا وهو يكتب معا على الطريق محمد والمسيح، إنسانيات محمد.. ومن أعظم ما كتب خالد محمد خالد كتابه الأشهر رجال حول الرسول تناول فيه سيرة عدد كبير من الصحابة وكيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يختار الرجال حوله..كانت بيننا جلسات طويلة وكان خالد محمد خالد مترفعا فى كل شىء وقد شاهدته بنفسى وهو يرفض أشياء كثيرة وعاش راضيا قانعا بفكره وعلمه وثقافته..طاف فى كل مدارس الفكر وعاش معها وعايشها ورفض منها ما رفض واقتنع بما اقتنع لكنه كان فى كل الحالات عقلا مضيئا وكانت لغته العربية التى أحبها لغة أدبية ساحرة فى رصانتها وجمالياتها وعمق معانيها.

نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوامش حرة خالد محمد خالد هوامش حرة خالد محمد خالد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon