بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
حادثة رفع علم المثليين فى مصر خلال حفل لهم فى الأسبوع الماضى بالتجمع الخامس بالقاهرة، والقبض على بعض الشباب الذين تورطوا فى تنظيم الحفل وفى رفع العلم...إلخ فرضت على الرأى العام قضية المثليين. إن الشذوذ الجنسى، أو المثلية الجنسية، هى إحدى حقائق أو ظواهر المجتمعات البشرية منذ القدم، وتحدثت عنها الكتب السماوية الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن فحرمتها وأدانتها. وعرفت المجتمعات العربية، مثل كل المجتمعات البشرية تلك الظاهرة، وتحفل بعض أمهات كتب الأدب العربى بأخبار وحكايات المثلية والمثليين... إلخ وفى مصر، مثل كل بلاد الدنيا أيضا، ومنذ عهود الفراعنة، وحتى الوقت الحالى..هناك مثليون، ولكن المجتمع المصرى المعاصر، الذى نعيش فيه، يتعامل مع المثلية والمثليين بطريقته الخاصة. هم موجودون بيننا، بل ونعلم أن بعض الشخصيات العامة المرموقة فى ميادين الفن والأدب ومختلف مناحى الحياة كانوا من المثليين، ولكننا نتعامل مع تلك الحقيقة بمنطق (إذا بليتم فاستتروا). غير أن الاختلاط بالعالم الخارجى فرض علينا منطقا آخر فى التعامل مع تلك الظواهر, وأذكر أننى عندما كنت عضوا فى مجلس الشورى، سافرت كعضو فى وفد مصر لأحد اجتماعات الاتحاد البرلمانى الدولى، وطرحت إحدى الدول الأوروبية اقتراحا لتسويغ أو الاعتراف بالمثلية الجنسية فى قانون الاتحاد، فتزعم الوفدان المصرى والإيرانى رفض ذلك الاقتراح الذى حظى بموافقة الدول الأوروبية التى اعتبرته أمرا يدخل فى صميم الحريات الشخصية. وأذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب فوزها بالانتخابات فى إحدى المرات، استأذنها أحد الوزراء فى أن يصطحب معه رفيقه المثلى لحضور الحفل الذى أقامته لحكومتها الجديدة. ولكنى أعتقد أن على المثليين فى مصر ألا يشتطوا فى تقليد الأوروبيين فى تلك الناحية وأن يلتزموا بحكمة وعرف الشعب المصرى، (إذا بليتم فاستتروا).