بني سويف -مصر اليوم
بدأ الأهالي في بني سويف منذ أيام بتعليق الزينة والفوانيس المصري محلية الصنع والتي غزت الأسواق والمحلات بدلا من الصيني ، وتعالت أصوات أغاني رمضان لجذب المواطنين ، وفي هذا العام نجد الفوانيس الصاج تجتاح الأسواق ، ويتنافس معها بقوة الفانوس الخشبي المصنوع من خشب الأركيت، بعد أن أعلنت الحكومة المصرية منع استيراد الفوانيس الصيني .ففي محافظة بني سويف كان الفنان كمال جودة أول من صنع الفوانيس في المحافظة ، وأول من أدخلها وطورها في المحافظة، وعمره وقتها لم يتجاوز 6 سنوات.
وتتلمذ جودة على يد محمد الفوانيسجى بباب الخلق بالقاهرة، بعد أن أرسله والده إلى هناك لأنه كان يحتاج إلى تطوير صناعة الفوانيس بالمحافظة، ثم عاد الابن من القاهرة لينشر مهنة صناعة الفوانيس اليدوية وصناعات أخرى قريبة منها ثم أورثها لأبنائه وأبناء أبنائه قبل أن يتوفى عن عمر يناهز الـ 80عامًا.
"صدى البلد" ألتقي وأصحاب تلك المهنة التي ورثوها عن والدهم الراحل كمال جودة وهم حسن وعادل ومحمد الذين ذاع صيتهم من بنى سويف إلى أسوان خاصة وهم يحتفلون بعيد الحرفة المئوي.فى البداية يحكي محمد كمال أحد المواقف الطريفة التي تعرض لها والده، وكانت بداية شهرته وتعيينه بديوان عام محافظة بنى سويف بعد أن كان يعمل متدربًا فى أحد أقسام الصيانة التابعة للمحافظة، قائلاً: طلب مدير قصر الثقافة من والدى السفر لإحضار أحد الفوانيس العملاقة من القاهرة لتعليقها بديوان المحافظة فرفض معللا ، وقال للمدير سأقوم بصناعته بنفسي فهدده المدير بالاستغناء عنه حال فشله، وبعد فترة وجيزة وجد المدير والدى قادما إليه بفانوس عملاق اسمه "خان الخليلى"، فأعجب به أيما إعجاب وقام على الفور بإهدائه إلى المحافظ وقتها والذى أبهره صنعه الفانوس وحجمه .
وقام المحافظ علي أثرها بتعيين والدى على الفور، ومنحه مكافأة قدرها 55 جنيهًا عام 57 وكان والدى وعمى حسن ومعهم جدتى يقومون بصناعة صواني العرائس المرسوم عليها،والمحفورة وكذلك صوانى الشاي النحاسية ولمبات الجاز رقم 10 و15، فضلاً على أباريق الوضوء والووابير بجانب صناعة الفوانيس.
ويكمل حسن: علمنا والدنا صناعة الفوانيس، ونحن حريصون على المحافظة عليها وتعليمها أيضًا لأبنائنا ولا نقوم بصناعة الفوانيس فقط لأن ربح الفوانيس يقتصر على شهر شعبان ورمضان، لذا علمنا الوالد مهن أخرى نستخدم فيها نفس أدوات ومستلزمات صناعة الفوانيس فنقوم بصناعة أفران الكنافة والحواوشى والفتارين ومداخن المطاعم والشيش بأنواعها.
ويضيف لا نقوم الآن بالتسويق للمحافظات الأخرى إلا في أضيق الحدود، حيث إن الإنتاج مقارب للطلب ببني سويف، وكان والدي في السابق يصدر منتجاته إلى فرنسا ومحافظتي الأقصر وأسوان لتزيين الحنطور للسياح، وكان الإقبال دائمًا على فانوس النجمة ولكن تعرضنا لانتكاسة فى صناعة الفوانيس عندما دخلت على مصر فوانيس الصين، واستمر الحال على ما هو عليه لمدة 6 سنوات، ولكن سرعان ما اختفى هذا الشبح وعاد الإقبال على الفوانيس البلدي ذات الشمعة والباب الجانبي، خاصة أنها تمتاز بالبقاء ويسهل المحافظة عليها وتجديدها وإصلاحها عكس الصيني الذى لا يعيش سوى أسبوع واحد فقط ومنذ فره تم تطوير الصنعه من الشمع إلي الإنارة بالكهرباء للزينة في البلكونات بالمنازل.
ويقول شقيقه عادل: نعم، فمعظم الفوانيس الآن مطلوبة بزجاج ملون ومكتوب عليها الآيات القرآنية بالخط العربي، وخاصة للفنادق والشركات والخيم الرمضانية، لذا نرسل الزجاج أولاً قبل الشروع فى الصناعة إلى متخصص في محافظة الجيزة لتلوين الزجاج والكتابة عليه، ثم نعود به مرة أخرى، ونقوم بتجهيز مقاسات الصفيح المطلوبة لكل فانوس ونقوم بعملية الثنى واللحام والصندقة، ثم نقوم بتجهيز القبب والقعود وهى الأجزاء الموجودة أعلى الفانوس وأسفله وآخر مرحلة هى تجميع الفانوس بعد تثبيت الزجاج.
وهناك نوع آخر من الزجاج اسمه الزجاج الشربتلى ونقوم نحن بتلوينه عن طريق وضع ("التفتة والجملكة والسبرتو") فى الشمس لمدة 3 أشهر ثم نمشط به الزجاج فيصبح لونه مثل لون الشربات وله أيضًا زبونه ونحتاج فى مراحل التصنيع إلى الصفيح والذى نتشتريه من باب الشعرية والزجاج ولحام القصدير والمقصات والكردون وأخيرًا الدقماء والثناية واللهب واستطرد قائلاً نقوم فى النهاية بصناعة 100 شكل وحجم من الفوانيس أشهرها النجمة وأبوعرق وكتاب حياتى وعفركوش وأبوعياله والبرج الكبير... ويتراوح سعر الفانوس من 15 جنيها إلى 700 جنيه حسب الطلب.
قد يهمك أيضـــــــًا :
موديلات فوانيس رمضان لتزيّني بها منزلكِ طيلة الشهر
معرض باستخدام التطبيقات الحديثة للترويج لآثار محافظة بني سويف
أرسل تعليقك