عقارب الساعة تُشير إلى 11 من صباح الخميس 24 مايو الماضي.. المكان محكمة جنايات سوهاج الواقعة في منطقة "غرب".. أدخل الأمن 4 متهمين في قضية قتل عمد إلى قفص الاتهام مُكبلين بالقيود. اعتلت هيئة المحكمة منصتها.. ونادى الحاجب على المتهمين الذين أجابوا "موجود".. وأصدرت المحكمة حكما بإعدام المتهمين الأربعة شنقا حتى الموت وهم "سهير" وعشيقها "سامح" وصديقيه "عاصم وخالد"، لإدانتهم جميعا بقتل زوج الأولى وإلقاء جثته في مصرف. صدر الحكم بإجماع الأراء وبعد مطالعة رأي مفتي الجمهورية الذي صدّق ووافق.
فى الطريق إلى محبسها تذكرت "سهير" زوجها القتيل.. تذكرت لقاءهما الأول وكيف كان يتودد إليها.. وكيف أوقعها شيطانها في علاقة مُحرمة مع "سامح" قادت رقابهما إلى حبل المشنقة بعدما قُتل زوجها على يد غفت قليلا وتمنّت لو عاد بها الزمن إلى الوراء ومالبثت أن أفاقت على صوت باب عربة الترحيلات يُفتح داخل أسوار محبسها وصوت السجانة يقرع أذنيها "يلا عشان تلبسي العباية الحمرة يا بت".
محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة ومحاضر جلسات المحاكمة تحمل تفاصيل القضية كاملة.. قضية تفوح منها رائحة الخسة والندالة والرذيلة.. فهذا زوج يعمل تاجر "رنجة" أفنى عمره لإسعاد زوجته فقابلت ذلك بنكران وحرّضت عشيقها على قتله ليقضيا أوقاتا فى نشوة زائفة على مدار عام كامل. ضلّ سعيهما وكانا من الخاسرين.
مساء أحد أيام مايو 2015.. رن هاتف "سهير" لتسمع كلمات معسولة من "سامح" المقيم بمركز جهينة، لاقت منها قبولا، وتوالت الاتصالات بينهما وتطورت إلى لقاءات مُحرمة فى منزلها بقرية أولاد ابو اسماعيل بعد خروج زوجها "صفوت" إلى عمله، وفي إحدى الليالي الحمراء نسج العشيقان خطة للتخلص من "صفوت" إلى الأبد خشية افتضاح أمرهما، كتبوا نهاية "صفوت" ونهايتهم أيضا، حيث اتفقا على أن تخبر "سهير" زوجها المجنى عليه "صفوت" بأنها تعرفت على تاجر وهو "سامح" وأنه سيورد له صفقة من الأسماك وأن تقنعه بدعوته لتناول العشاء والاتفاق على تفاصيل الصفقة.
استأذن "سامح" عشيقته "سهير" بأن يستعين بصديقين له حتى يساعداه فى التخلص من زوجها "صفوت"، واشترط عليها أن تعاشرهما معاشرة الأزواج، فوافقت حتى جاء يوم التنفيذ.
يوم 1 مايو 2016 أي بعد مرور عام كامل على علاقة "سهير وسامح" غير المشروعة، حضر "سامح" فى وجود "صفوت" متقمصا شخصية تاجر أسماك، "سهير" فى المطبخ تُعد العشاء، طلب "سامح" من "صفوت" مقابلة صديقيه "عاصم وخالد" خارج المنزل حتى يتفقوا على كيفية توريد الأسماك، خرجا سويا من المنزل وتقابلا مع "عاصم وخالد" بالقرب من مصرف مائي.
"عاصم وخالد" شرعا فى تنفيذ المخطط، حيث قام الأول بخنق "صفوت" والثانى عاجله بعدة ضربات على الرأس بواسطة "شومة" كانت بحوزته، ثم ألقيا جثته بالاشتراك مع "سامح" في المصرف المائي، وغادروا المكان.
شقيق "صفوت" لاحظ تغيب شقيقه، وتوجه إلى مركز شرطة المراغة وحرر محضرا بتغيبه حمل رقم 1714 إداري المركز، وبعد يومين تلقى اللواء خالد الشاذلي، مدير مباحث سوهاج، إخطارا بالعثور على جثة لرجل فى العقد الرابع من العمر ملقاه في مصرف مائي.
استدعت أجهزة الأمن شقيق "ًصفوت" والذي تعرف عليه، وقال فى محضر مُلحق بمحضر التغيب إن زوجة شقيقه سيئة السمعة واتهمها بالتورط في الواقعة.
تحريات اللواء الشاذلي وضباط مباحث المراغة، كشفت أن "سهير" وراء الواقعة حيث حرضت عشيقها "سامح" على القتل، واستعان هو بصديقيه ونفذوا المخطط.
باشرت النيابة التحقيق وتلقت محضر تحريات المباحث وتقرير الطب الشرعي والذي أرجع الوفاة إلى اسفكسيا الخنق بالضغط على العنق بواسطة اليد وما صاحبه من انسداد للمسالك الهوائية، وإصابته بضربات في الرأس.
محكمة جنايات سوهاج برئاسة المستشار رفعت عامر، وعضوية المستشارين باسم عبد المنعم دسوقى، ومحمد ناجى، طرحت الدعوى على بساط البحث، ومثُل المتهمون أمامهم، وبعد سماع مرافعة النيابة العامة والدفاع وأقوال الشهود، أحالت أوراقهم إلى المفتى، وقضت بإعدامهم شنقا حتى الموت.
وفصّلت المحكمة أسباب حكمها بقولها إنها استخلصت نية القتل لدى المتهمين، حيث عقدوا العزم على استدراج المجنى عليه إلى مكان ناءٍ، وأن الجريمة وقعت بناء على الاتفاق والتحريض بين "سهير وسامح".
أرسل تعليقك