ميلانو - أ ف ب
فازت الاخت كريستينا وهي راهبة من صقلية مساء الخميس بالنسخة الايطالية من برنامج الهواة "ذي فويس" بعدما اثارت على مدى اسابيع حماسة ملايين الاشخاص في ايطاليا والعالم.
وما ان اعلن فوزها على منافسها مغني الروك الشاب جاكومو فولي بحصولها على نسبة 62 % من الاصوات دعت الحضور الى تلاوة صلاة الابانا "لشكر الرب الذي هو فوقنا جميعا".
وقالت بعد تسلمها الجائزة "اريد ان يدخل المسيح الى هنا. هذا حلم". وشكرت الراهبة البالغة 25 عاما مدربها مغني الراب جاي-اكس لانه "حماها" من الذين كانوا ينتقدونها.
اما المغني الذي وصف نفسه بعيد استماعه للمرة الاولى الى غناء الاخت كريستينا بأنه "الشيطان في مقابل المياه المقدسة" فاعتبر ان مسيرة هذه الراهبة في البرنامج "مذهلة" مشجعا اياها على "تغيير الاشياء وان تكون قدوة مهمة".
وقالت الراهبة في اولى حلقاتها في هذا البرنامج في 19 اذار/مارس "لدي هبة واعطيكم اياها"، وذلك بعدما سألها الحكام الاربعة في البرنامج عن سبب مشاركتها في مسابقة غنائية من هذا النوع مخصصة عادة للطامحين للدخول الى عالم النجومية والاضواء.
حتى ان المغنية ومقدمة البرامج الايطالية المعروفة رافاييلا كارا عضو لجنة تحكيم البرنامج سألتها حينها ما اذا كانت راهبة حقيقية وعن رأي البابا فرنسيس في الخطوة التي قامت بها.
وعلقت الاخت كريستينا على وصولها الى المرحلة النهائية قبل ساعات من اعلان النتائج قائلة ان "هذا كله حصل بسبب التعطش للفرح والحب والتعطش لرسائل الجمال والنقاء".
ومنذ اختيرت للمشاركة في المسابقة استمرت حماسة الجمهور للاخت كريستينا بالارتفاع مسجلة ارقاما قياسية في نسب المتابعة في تلفزيون "راي دويه" (القناة الايطالية العامة الثانية).
وقد تمت مشاهدة التسجيل المصور لاول ظهور للاخت كريستينا في "ذي فويس" مؤدية اغنية "نو وان" لاليشيا كيز، اكثر من 50 مليون مرة على موقع "يوتيوب".
واجرت وسائل الاعلام مقابلات مع الصديق الحميم السابق للاخت كريستينا كذلك مع استاذتها في الغناء كلاوديا كول التي كانت معروفة في مجال الغناء في التسعينيات واصبحت بدورها علمانية مكرسة بعدما ادت نذور الفقر والعفة من دون الدخول الى دير للراهبات.
وبدأت كريستينا سكوتشيا التي تصف نفسها كمتمردة سابقة على الدين، مسيرتها عبر تجسيدها من باب التحدي دور القديسة انجيل دو ميريسي مؤسسة رهبنة القديسة اورسولا في مسرحية غنائية من اعداد هذه الرهبنة في 2008 في باليرمو بصقلية. وبعد سنة، ادت نذور الابتداء قبل الذهاب الى البرازيل للعيش مع اطفال الشوارع، ثم دخلت الى هذه الرهبنة في 2012.
الا ان الراهبة الشابة لا تحظى بالاجماع في ايطاليا.
ويرى نقاد موسيقيون ان نجاحها عائد اكثر الى الرمز الذي تمثله في بلد متأثر كثيرا بالكاثوليكية والى الاهتمام الاعلامي، اكثر منه موهبتها الغنائية.
كما ان المشتركة الخاسرة في مسابقة "يوروفيجن" ايما ماروني التي بدات مسيرتها ايضا في برنامج للهواة، وصفت الاخت كريستينا بأنها "اهانة" لعالم الغناء.
كذلك فإن مدربها في البرنامج المغني جاي - اكس نفسه استبعدها في نصف النهائيات لمصلحة مغن للراب الا ان تصويت الجمهور هو الذي قلب النتيجة وأدى الى انتقال "سوور كريستينا" كما يسميها الايطاليون الى المرحلة النهائية.
من جانبها، تبدو الراهبة متصالحة مع نفسها. ومع ان فوزها بلقب "ذي فويس" بات يخولها اصدار البوم موسيقي من "يونيفرسال ميوزك" لكنها لا تعتزم التخلي عن دعوتها الرهبانية.
حتى انها اعلنت استعدادها "للعودة الى حياة طبيعية" والاكتفاء بالغناء "مع الشبان في الكنيسة والرعية او في المدارس" اذا ما قرر المسؤولون عنها ذلك.
واعلنت هذه الراهبة الشغوفة بالغناء منذ صغرها "انني اعيش اللحظة الراهنة، اترك المستقبل بين يدي العناية الالهية وساواصل الغناء في كل مكان يدعوني المسيح اليه".
أرسل تعليقك