ظهرت فروق واضحة بين أدوار لعبها نواب البرلمان في عهود سابقة وانتخابات رئاسية في ظل حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبين النواب الحاليين بتشكيلة برلمان علي عبدالعال في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي الاختلافات التي بدت واضحة في طبيعة الأدوار التي لعبها النواب وتحركاتهم والاستعدادات التي اتخذوها استعدادًا للحدث الأبرز في البلاد.
ويرصد "مصر اليوم" أربعة اختلافات واضحة ولافتة بين أدوات عمل وأهداف نواب برلمانات مبارك، وبين نواب برلمان عبدالعال، ونلخصها في التالي:
أولا: رجال قانون .. رجال أعمال
كمال الشاذلي وصفوت الشريف وأحمد عز ومفيد شهاب أبرز الوجوه التي اعتمد عليها مبارك، في مقابل محمد السويدي وصلاح حسب الله والسيد الشريف في البرلمان الحالي، ونجد أن "نواب مبارك" كانت لهم خلفيات قانونية وتخصصات في العلوم السياسية، بخلاف صفة "رجال الأعمال" التي طغت على النواب المتصدرين للمشهد في برلمان عبدالعال حاليا.
ثانيا: المخضرمين والشباب:
نواب فترة مبارك اللذين كانوا يقومون بمجهودات جبارة لم يدخلوا السياسية من أبوابها السهلة، كانوا كوادر سياسية مخضرمة وأصحاب باع طويل وخبرة عريضة فيما يخص الانتخابات والحشد للمناسبات السياسية، أما بالنسبة للبرلمان الحالي فهو يتميز بأكبر نسبة للنواب الشباب في تاريخ المجلس، والأسماء المتصدرة الدعاية والحشد للرئاسيات لايوجد بينهم "نائب عجوز" أو مخضرم، وتاريخ معرفتهم بالسياسية يعود إلى ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني.
ثالثا: الإنتماءات الحزبية:
تجمع حشد من الأسماء البارزة تحت قبة برلمانات مبارك تحت لواء "الحزب الوطني"، والذي كان بمثابة منظومة ضخمة تضم مئات الآلاف من الأعضاء بمهام وأدوار موزعة بعناية وتدخلات محسوبة، وكان نخبة قيادات الحزب الوطني الحاكم وقتها هم من يديرون مسألة الدعم النيابي للرئيس، أما نواب البرلمان الحالي فلا ينتموا لحزب سياسي واحد، ولكن متفرقين تحت إئتلاف يسمى" دعم مصر" يضم حوالي 12 حزبًا وتيارًا مختلفًا، وتثار تكهنات بشان تحويله لحزب عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية.
رابعا: الشرائح المستهدفة:
كان الجمهور المستهدف لنواب برلمانات 2005 و 2010 على وجه الخصوص هم أهالي القرى والنجوع، وتعددت وسائل استهدافهم وشكلوا أهمية بالغة بالنسبة لنواب عهد مبارك، لدرجة أن نجل الرئيس الأسبق جمال مبارك كان له مشروع قائم على الاهتمام بـ"القرى الأكثر فقرا" في مصر، أما نواب البرلمان الحالي فاستنتجوا من بعد ثورة الخامس والعشرين أن "المرأة و الشباب" هم الورقة الرابحة أمام الصناديق.
وفي الوقت الذي كان نواب مبارك يجوبون القرى والنجوع لغياب وسائل التواصل الاجتماعي وقتها، اعتمد نواب برلمان اليوم على تلك الوسائل من حيث "صفحات مواقع التواصل" وغرف الدردشة على تطبيقات كواتس آب وغيرها.
خبراء ومراقبون:
من جانبه أوضح المحلل السياسي ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع، أن الفوارق متسعة والاختلافات واضحة بين نواب الأمس واليوم، وأن طبيعة تدخلات نواب مبارك في الإنتخابات وطريقتهم أكثر "احترافية" مما عليه الأمور اليوم. وربيع قال إن المهمة أمام نواب اليوم أصعب لأن الاستحقاقات الإنتخابية أيام مبارك كانت أيسر وليست ذات أهمية للنظام السياسي قدر ماتحرص القيادة السياسة الآن على إنجاحها، لافتا إلى أن نواب البرلمانات السابقة كان بينهم "وجوه معروفة" للرئيس، أما النواب الحاليين فلا أظن ان الرئيس يعرف منهم إلا قلة قليلة.
النائب طلعت خليل عضو البرلمان الحالي أوضح أن نواب البرلمانات السابقة لم ينخرط بينهم في الإنتخابات سوى أعضاء وكوادر تعد على أصابع اليد الواحدة، في مقابل البرلمان الحالي انخرط مالايقل عن 400 نائب في فعاليات ومؤتمرات إنتخابية، كما أن 500 من النواب وقعوا تزكيات للرئيس السيسي، وهو مالم يكن يحدث أيام مبارك فكان النواب ينؤوا بأنفسهم عن الظهور الكثيف لدعم مرشح رئاسي وقتها.
وخليل أشار أيضا إلى أن نواب وقتها كانوا على دراية تشريعية وقانونية بالنظم الانتخابية حتى لو شابها التجاوزات، ولكنهم كانوا "ذو ثقل" في أي حدث إنتخابي، في مقابل نواب اليوم حديثي العهد بالعمل العام والسياسي في الجزء الأكبر منهم
أرسل تعليقك