القاهرة - أحمد عبدالله
أبدى وزير الخارجية المصري الأسبق والعضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، السفير محمد العرابي، استياء وضيقًا مما وصفه بـ"المماطلة" من الجانب الإثيوبي، الذي بات شغله الشاغل الآن استنزاف مزيد من الوقت، واستغلال ذلك في صالحهم، مؤكدًا أن مصر واعية لذلك ومدركاه تمامًا.
وشدد السفير العرابي في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" على أهمية عدم التصعيد سواء الإعلامي أو السياسي، وأنه لا يجب في المرحلة الراهنة أن نستعين بلهجة حادة أو تهديدات أو أي شئ من هذا القبيل، وأن نعول على حكمة المفاوض المصري، وقدرة قيادات وزارة الخارجية والدبلوماسيين وممثلي الجهات السيادية التي لن تتنازل عن الحقوق المصرية.
وأضاف العرابي أن تغيير القيادة السياسية في إثيوبيا لن يحدث فارقًا كبيرًا في مسألة التوجه الإثيوبي، وأنه لا يجب أن ننتظر ذلك، لافتًا إلى دور مطلوب من البرلمان المصري حاليًا، هو الدراسة المتأنية والمتواصلة لكل التطورات الخاصة بهذا الملف، وأن يتم تغذية المفاوض وصانع القرار بالتوصيات والآراء والرؤى المختلفة، من أجل إحراز تقدم منشود في هذا الملف.
وكانت قد اختتمت، في ساعة مبكرة من اليوم الجمعة، أعمال الاجتماع التساعي بشأن سد النهضة في الخرطوم دون التوصل إلى اتفاق، وقال وزير الخارجية، سامح شكري، بعد ساعات من المباحثات لم يتم التوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن المباحثات تناولت كافة القضايا العالقة التي أدت لهذا التعثر.
وأوضح شكري أن المباحثات كانت شفافة ولكنها لم تسفر عن نتائج محددة، مضيفًا أننا سنسعى للانتهاء من هذا الأمر خلال 30 يومًا، فيما أعلن نظيره السوداني إبراهيم غندور مساء الخميس، فشل الاجتماع الثلاثي مع مصر و إثيوبيا بشأن سد النهضة، بعد اجتماعات مطولة، وقال إن المسائل الخلافية تحتاج إلى وقت أطول، مضيفًا أن الأمر تُرك بعهدة اللجان الفنية في البلدان الثلاث، من غير أن يحدد موعدًا لجولة جديدة على المستوى السياسي.
يذكر أن الاجتماع كان عقد للمرة الأولى منذ تجميد المفاوضات الثلاثية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إثر خلافات بين القاهرة وأديس أبابا وتوترات في إثيوبيا، وأتى هذا الاجتماع الثلاثي الذي انطلق الأربعاء عقب زيارة سريعة للرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة في مارس/ آذار في زيارة أعادت المياه إلى مجاريها، رجح من خلالها أن يعود السودان بحسب خبراء إلى خانة الوسيط بين مصر وإثيوبيا بدلًا عن حالة "التحالف" في الجولات السابقة.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي للصحافيين يوم الأربعاء "جئنا بروح إيجابية من أجل التعاون "، بينما أوضح نظيره السوداني "أن هذا الاجتماع يؤكد أن الدول الثلاثة تتعاون، لكن تلك الأجواء السياسية الإيجابية سقطت في الاجتماع الحاسم الخميس بخصوص القضايا الفنية الشائكة التي مثلث عقبة طوال الأعوام الخمسة السابقة".
ويشار إلى أن الطرف الإثيوبي اعتزم طوال الأعوام الخمسة السابقة تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه خلف بحيرة السد لتوليد 6 ألف ميغاوات من الكهرباء.
أرسل تعليقك