القاهرة – أحمد عبدالله
كشف اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري، أنه لازالت رحى الحرب تدور بكل شراسة على الأراضي السورية ولازالت الآلة العسكرية تدور بكل سرعة لتحصد الأوراح من الأبرياء وتدمر الوطن السوري في كل ربوعه.
وجاء ذلك في اجتماع اللجنة، مؤكدًا على أن المشهد يتنامي بمخاطر تقسيم سورية وتحويلها إلى دويلات ومناطق نفوذ استنادًا لاعتبارت عرقية وسياسية واستراتيجية، مشيرًا إلى أن الصراع الدموي الحاد بين القوى الإقليمية متمثلة في تركيا وإيران وحلفائهما والقوى الدولية المتمثلة في روسيا والولايات المتحدة وحلفائهما جعل الأراضي السورية ملعبًا لاستعراض القوى وتجريب أحدث الأسلحة، في الوقت الذي نعاني فيه من مخاطر محاولات التوسع التركي وازدياد نفوذه في سورية والعراق.
وأضاف الجمال أن الحرب الدائرة حاليًا في العراق تهدف إلى تحقيق توسيع منطقة الحكم الذاتي في كردستان إلى إنشاء دولة كردية مستقلة، مؤكدًا على أ ن كل الاجتماعات الدولية متعددة الأطراف حول سورية تنتهي بلا نتيجة أو اتفاق ولا تشهد سوى المشادات وتبادل الاتهامات وآخرها اجتماع لوزان الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري من قتل وإصابات وتشريد ونزوح أصبحت تزداد وتتفاقم يومًا بعد يوم.
ولفت رئيس لجنة الشؤون العربية إلى أن مجرد إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وجهات النزاع أصبحت أمرًا معقدًا، مشيرًا إلى أن الإرهاب بشتى صوره والتنظيمات التي تتبناه تفشى بشكل غير مسبوق في ربوع سورية، بدعم خارجي واضح تسليحًا وتمويلًا وتدريبًا.
وأكد على أن الدور الخارجي عمومًا ودور القوى الغربية خصوصًا يعمل على تغذية عوامل التوتر والاقتتال الداخلي وتعزيز وتيرة العنف دون النظر إلى مصالح الشعب السوري أو الدولة السورية كما يزعمون، مشيرًا إلى أن الأمن القومي العربي في ظل المعطيات السابقة أصبح في خطر جسيم لاسيما في ظل الاختلافات العربية في الرؤى نحو الأزمة السورية بما يهدد الأمن القومي لمصر ولسائر الوطن العربي.
وطالب الجمال جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية المصرية للقيام بدور فاعل وإيجابي لتقريب وجهات النظر للدول العربية كافة لإيجاد موقف عربي موحد يساهم في حل الأزمة السورية سواءً على المحيط الدولي أو الإقليمي، مؤكدًا أن استمرار نزيف الدم في سورية وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولًا استمراره.
وشدد الجمال على أن اللجنة تدين الاستيطان الاسرائيلى فى الجولان، ورفض كل ما تتخذه سلطات الاحتلال من إجراءات لنقل المزيد من المستوطنين الاسرائيليين الى الجولان العربي السوري المحتل والتي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديمغرافي للجولان المحتل، مشيرًا إلى أن اللجنة تؤيد الموقف المصري الداعم للأخوة في سورية واعتبارهم أشقاء وإخوة فى وطنهم وذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي تعاني منها مصر، كما تدعو اللجنة المجتمع الدولي إلى دعم الدول المستضيفة لهؤلاء اللاجئين، وتؤيد اللجنة المساعي التي تبذلها القيادة السياسية ووزارة الخارجية من أجل التوصل الى حل سياسى فى سورية يكفل الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحترم رغبات الشعب السورى. إلا أن اللجنة تؤكد أن مصر فى سعيها لتحقيق ذلك لا تقبل أية تبعية لأحد.
وواصل حديثه :"تدعو اللجنة الأطياف السورية المتناحرة الى الترفع عن الخلافات الضيقة ووضع سورية ووحدتها وسلامتها فوق أي اعتبار، وضرورة توحد هذه الأطراف والنظر إلى الأوضاع الصعبة والخطيرة والتهديدات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والتي تهدف إلى تفتيت والقضاء على كيانات الدول العربية القائمة بذاتها، متابعًا:" اللجنة إذ تطالب بسرعة اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار لا يسعها إلا أن تقدم تعازيها في الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء الاشتباكات الأخيرة فى حلب وتدعو إلى توفير السبل لحمايتهم مع تقديم الدعم اللازم للمصابين، وتطالب اللجنة بالوقف الفوري لجميع الاعتداءات التي تطال الأبرياء.
أرسل تعليقك