القاهرة - محمود حساني
أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، حرص بلاده على تحقيق التوازن بين إرساء دعائم الأمن والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار من ناحية، وبين إعلاء قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات من ناحية أخرى. كما أكد حرص بلاده على النهوض بالخدمات الأساسية التي تُقدم للمواطنين مثل الصحة والتعليم، فضلًا عن توفير السكن الملائم لمختلف شرائح المجتمع، مؤكدًا على أهمية عدم اختزال حقوق الإنسان في حرية التعبير فقط المكفولة بأحكام الدستور، بل أنه من الضروري مراعاة الظروف التي تمر بها المنطقة.
وجاء ذلك خلال مقابلة إعلامية أجراها الرئيس السيسي، السبت، مع وكالة الأنباء البرتغالية الرسمية، وذلك بمناسبة زيارته إلى لشبونة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي، استهل المقابلة الإعلامية بتوجيه التحية والتقدير لدولة البرتغال، حكومةً وشعبًا، مشيرًا إلى أنها أول زيارة رئاسية مصرية للبرتغال منذ 24 عامًا، كما أنها تكتسب أهمية خاصة باعتبارها أول زيارة دولة تستضيفها البرتغال منذ تنصيب الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دى سوزا في شهر مارس الماضي.
وأشار الرئيس السيسي إلى حرص الدولة على حماية محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدًا على اتخاذ حزمة من الإجراءات بهدف التخفيف عنهم من تداعيات القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها مؤخرًا في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي. كما أوضح محورية القيام بإصلاحات اقتصادية شاملة وجريئة بهدف النهوض بالاقتصاد بشكل فعّال ومستديم وتوفير الأمل للأجيال القادمة، مشيرًا إلى تأخر اتخاذ القرارات الاقتصادية الضرورية لمدة عقود مما ساهم في تعقد الموقف الاقتصادي الراهن. كما أكد الرئيس على أن رد فعل المصريين إزاء القرارات الاقتصادية الأخيرة عكس حرصهم على بلدهم وتفهمهم لدقة المرحلة التي تمر بها مصر.
ونوَّه الرئيس إلى أن العام الماضي شهد زيادة في معدل التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 38%، مؤكدًا على وجود آفاق رحبة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية. وأشاد سيادته بمواقف البرتغال المتوازنة والمتفهمة لمجريات الأحداث مصر. كما وجه التهنئة للشعب البرتغالي بمناسبة اختيار "أنطونيو جوتيريس" لمنصب السكرتير العام الجديد للأمم المتحدة، والذي دعمته مصر منذ البداية، معربًا عن ثقته في تمكنه من قيادة المنظمة الدولية بنجاح في ضوء ما يتمتع به من خبرات ومؤهلات شخصية كبيرة.
وأضاف السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي أعرب عن تقديره لشخص الرئيس الأميركي المُنتخب "دونالد ترامب"، مشيرًا إلى أنه يُمثل اختيار الشعب الأميركي. ونوه الرئيس إلى أهمية التفريق ما بين تصريحات المسؤولين خلال الحملات الانتخابية وما بعد تولي الرئاسة، حيث تكون هناك دائمًا فرصة لاستيضاح المواقف، وهو ما يعكس أهمية عدم التعجل في الحكم على الأمور. كما عبر الرئيس عن تقديره بأن الرئيس المنتخب "ترامب" سيكون أكثر قوة وانخراطًا في قضايا المنطقة، وأنه لن يكون هناك تراجعًا في الدور الاستراتيجي الذي تقوم به الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأكَّد على الطبيعة الاستراتيجية التي تتميز بها العلاقات المصرية الأميركية، وحرص مصر على الحفاظ على هذه العلاقات، معربًا عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة "دونالد ترامب"، لاسيما في ضوء ما أبداه من تفهم كبير لما يحدث في مصر والمنطقة. وأشاد الرئيس السيسي خلال المقابلة الإعلامية باللقاء الذي جمعه بقداسة بابا الفاتيكان "فرانسيس"، مشيرًا إلى أن الرئيس عبر لبابا الفاتيكان خلال اللقاء عن إعجابه بشخصه، وتمني أن يقوم بزيارة مصر في ضوء ما يحظى به من تقدير كبير في مصر.
وتطرَّق الرئيس إلى ما تمثله مصر من نموذج للتعايش والتسامح بين الأديان، مؤكدًا حرص الدولة على ترسيخ قيم المواطنة ووحدة النسيج الوطني وعدم التمييز على أساس الانتماءات الدينية واحترام خيارات مواطنيها، ومشيرًا إلى اعتماد القانون الموحد لدور العبادة الذي تأجل إصداره لعقود طويلة. وتناول الرئيس خلال اللقاء أيضًا التطورات على الساحة الداخلية وجهود مصر في مكافحة التطرف، والذي ينحصر في منطقة محدودة في شمال سيناء.
أرسل تعليقك