أكد رئيس الحزب الاشتراكي المصري والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أحمد بهاء الدين شعبان، ضرورة أن تتمكن الأحزاب السياسية والتحالفات الانتخابية من الاستقرار على قائمة موحدة لخوض انتخابات مجلس النواب، مثلما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقاءه مع رؤساء الأحزاب.
وأشار شعبان، في حوار خاص لـ"مصر اليوم"، إلى أن عدم توحد الأحزاب واصطفافها في قائمة واحدة، سيمنح الفرصة لسيطرة رجال الأعمال وأعضاء الحزب الوطني السابقين على البرلمان، محذرًا من سيطرة رأس المال على تشكيل البرلمان المقبل.
ولفت عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إلى أن الصورة الحالية تشير إلى أن البرلمان القادم سيشهد تواجدًا ملحوظًا لعناصر النظامين السابقين، سواء الحزب الوطني أو جماعة "الإخوان".
وأعرب عن رفضه لفكرة انخراط حزب "النور" وعناصره في الحياة السياسية، وحصولهم على عدد كبير من المقاعد في مجلس النواب، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى استنساخ محاولات جماعة "الإخوان" في سيطرة الدولة الدينية على البلاد.
ونفى رئيس الحزب الاشتراكي المصري، ما تردد حول غياب التيار اليساري عن المشهد السياسي وقلة تأثيره وتواجده في الشارع المصري.
وأكد أن اليسار المصري كان فاعلًا في الشارع منذ عقود طويلة، وعاش سنوات من الكفاح ضد القوانين والسياسات التي أضرت بالشعب وتجاهلت مصالحه، وعلى رأسه سياسة الانفتاح التي انتهجها الرئيس أنور السادات عقب توليه الحكم.
وأوضح بهاء شعبان، أن الأحزاب المصرية بشكل عام تعاني حالة من الوهن وتحتاج لفترة حتى تتمكن من استعادة عافيتها وأداء دورها بالشكل الأمثل، وهو ما يتطلب ضرورة التغلب على المحاولات التي يقوم بها البعض لاستمرار ضعف الأحزاب.
وأوضح أن ذلك يؤثر بالسلب على الحياة السياسية المصرية بشكل عام، التي تتطلب تواجد كيانات حزبية قوية للمساهمة في حل الأزمات التي تعاني منها البلاد طوال الفترات الماضية.
وألمح عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إلى ضرورة سعي الأحزاب ذات التوجه والأهداف المشتركة للاندماج في كيانات كبرى تمكنها من التواجد بفاعلية في الحياة السياسية، وعلى رأسها البرلمان المصري.
ونوه إلى أن وجود ما يزيد عن 90 حزبًا سياسيًا في الوقت الحالي، يعد أمرًا طبيعيًا بعد فترة الكساد السياسي التي تعرضت لها البلاد على مدار العقود الماضية، قبل أن يتغير الوضع باندلاع ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وبين شعبان أن المرحلة القادمة ستشهد ظهور تحالفات واندماج بين الأحزاب، حتى تصبح أكثر قوة وصلابة.
وتوقع السياسي المصري، أن يتركز الصراع خلال انتخابات مجلس النواب التي تبدأ في شهر آذار/مارس المقبل، على المقاعد الفردية التي يبلغ عددها 420 مقعدًا، لافتًا إلى أن نسبة الصراع على القوائم ستكون محدودة، رغم سعي الجميع لعقد تحالفات وقوائم انتخابية.
وحول رؤيته فيما يخص التظاهرات التي تدعو لها بعض القوى والحركات السياسية في الفترة الأخيرة، أرجع بهاء شعبان، تلك الدعوات، للأحكام الصادمة التي منحت البراءة للرئيس الأسبق حسني مبارك ورموز نظامه.
واكتملت مؤخرًا بإخلاء سبيل نجليه علاء وجمال، وهو ما يخلق حالة من الاحتقان في نفوس شباب الثورة الذين يشعرون أن ثورتهم قد تضيع من بين أيديهم، ما يدفعهم أحيانًا للعزوف عن المشاركة في الحياة السياسية ومقاطعة الانتخابات البرلمانية.
وشدد رئيس الحزب الاشتراكي، على أنه كان من الضروري خضوع مبارك ورموز نظامه لمحاكمة ثورية، حتى يهدأ الشعب الغاضب والحركات الثورية، وحتى يشعر الجميع بتحقيق العدالة ومحاسبة كل الفاسدين والمجرمين على ما اقترفوه بحق الشعب المصري على مدار سنوات حكمهم، مؤكدًا أن بعض القوى الثورية هي التي رفضت خضوع أركان النظام الأسبق لمحاكم ثورية، وطالبت باللجوء للقضاء العادي الذي وضعنا في تلك الأزمة.
أرسل تعليقك