أكد رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبدالحي عزب، أنَّ مصر تواجه تطرفًا غاشمًا وأعمى، مشيرًا إلى أنَّ الدولة المصرية قادرة على دحر التطرف نهائيًا، وأنَّ جماعة "الإخوان" تحتضر كل يوم ولم تعد بقوتها التي كانت عليها من قبل.
وأضاف عزب، في حواره مع "مصر اليوم" أنَّ جامعة الأزهر ستستمر في محاربة للتطرف وسيكون لها دور في دحر التطرف نهائيا، كما ستعمل على القضاء على شغب وعنف طلاب جماعة "الإخوان"، مؤكدًا أنَّ هيبة الدولة المصرية وصمودها ضد التطرف والأزمات السياسية الراهنة التي تشهدها منذ قيام ثورة 25 يناير، مثلت دعمًا قويًا لاستقرار الجامعات.
وأوضح أنَّ العملية التعليمية بكليات الجامعة تسير بصورة منتظمة للأسبوع الثالث على التوالي منذ بداية الفصل الدراسي الثاني في 7 شباط/ فبراير، مؤكدًا أنَّ إدارة الجامعة وضعت تعليمات صارمة ضد الطلاب المشاغبين تصل إلى عقوبة الفصل النهائي، وأنَّه تم فصل نحو 10 طلاب نهائيًا بسبب مشاركتهم في أعمال عنف وشغب خلال الأسبوعيين الماضيين.
وبشأن الإجراءات الأمنية على بوابات الجامعة، قال عزب هناك إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الأمن الإداري على بوابات الجامعة وأيضا على منشآت الجامعة من الداخل، فضلًا عن أفراد أمن "فالكون" على البوابات الرئيسية لتفتيش الطلاب والطالبات للتحقق من هويتهم الشخصية قبل السماح لهم بدخول الجامعة.
وأوضح أنَّ قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية موكل إليها تأمين محيط الجامعة، مضيفًا: "يتم استدعاء قوات الشرطة من قبل رئيس الجامعة، لدخول الحرم الجامعي حال وقوع اشتباكات عنيفة يصعب على الأمن الإداري السيطرة على الموقف، كما نص على ذلك البروتوكول الموقع بين وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات ووزارة الداخلية".وعند سؤاله عن كيفية دخول الشماريخ والزجاجات الحارقة "المولوتوف" بالرغم من وجود إجراءات أمنية مشددة على الأبواب، قال رئيس جامعة الأزهر: "والله العظيم هناك عدد من الطالبات يقمن بتهريب الشماريخ والألعاب النارية و"المولوتوف" في ملابسهن الداخلية إلى الحرم الجامعي"، مشيرًا إلى أن من يفعل مثل هذه الأفعال التي لا تتفق مع الجامعة وهيبتها لا يستحق أن يكون طالبًا بجامعة مثل جامعة الأزهر، وأنَّ جامعة الأزهر منارة علمية تعليمية تقدم محتوى تعليمي عالي الجودة لجميع الطلاب والطالبات، وليست ساحات للمعارك وسفك الدماء".
وشدد عزب على أنَّ الجامعة لن تسمح لأي جهة بعمل دعاية سياسية لأي مرشح انتخابي للبرلمان المقبل داخل أروقة الجامعة أو الكليات التابعة لها بالخارج مهما كان منصبه، قائلا: "الجامعة حاسمه جدًا في هذا الأمر ولن نسمح لأحد بأن يستغل الجامعة لتحقيق أهدافه الخاصة".
وأضاف عزب أنَّ "أي طالب أو عضو هيئة تدريس أو موظف يقوم بعمل دعاية لمرشح معين ستقف له الجامعة بالمرصاد، وسيترتب على هذه الدعاية فصل عضو هيئة التدريس أو الطالب أو الموظف الذي يقوم بالدعاية من الجامعة".
وتابع عزب: "الدعاية الحزبية داخل الجامعة محرمة تمامًا وأنا أحذر كل مكونات المجتمع الأكاديمي من الانسياق وراءها داخل الجامعة".
واستطرد رئيس "الأزهر" أنَّ الجامعة من أوائل الجامعات المصرية التي أعلنت أنَّها ضد النشاط الحزبي والانتخابي لأنه نشاط حزبي، وبالتالي لن نسمح لأحد سواء كان هذا المرشح أو الذي يقوم بالدعاية من داخل الجامعة أو خارجها، حتى ولو كان من أعضاء هيئة التدريس باستغلال منصبه لاستقطاب طلاب الجامعة لصالحه وعمل دعاية لنفسه.
وأكد أنَّ أفراد أمن "فالكون" نجحوا في مهمتهم بمنع دخول أي أشخاص ليسوا من الجامعة، موضحًا أنَّ إجمالي المبالغ المالية التي تتكبدها الجامعة للحد من ظاهرة العنف والشغب وصلت إلى مليون و300 ألف جنيهًا، وهي عبارة عن ثمن أجهزة الكشف عن المعادن ورواتب أفراد شركة "فالكون" عن الفصل الدراسي الأول.
وتابع عزب: الجامعة ستستمر في التعامل مع شركة "فالكون" حتى نهاية العام الدراسي الحالي، أما العام المقبل فلكل حادثة حديث"، مشيرًا إلى أنَّ شركة "فالكون" والأمن الإداري تمكنوا من حماية الجامعات، وأنَّ أي شكوى ضد أفراد الأمن الإداري أو "فالكون" يتم التحقيق فيها وإذا ثبت تورطه سيتم طرده من الجامعة.
وبيَّن رئيس جامعة الأزهر، أن تكلفة حوادث العنف خلال السنوات الماضية أكثر من 70 مليون جنيهًا، وهذا أضعاف الأموال المخصصة لشركات الأمن.
أرسل تعليقك