الوادي الجديد – محمد أبوزينب
خلت معظم لجان الانتخابات في محافظة الوادي الجديد من المواطنين في اليوم الثاني للانتخاب البرلمانية، وذلك بعد مرور ثلاث ساعات ونصف على فتحها بينما شهدت بعض لجان الدائرة في مركز الخارجة.
وبدأ عدد كبير من أقارب المرشحين في الوادي الجديد ، تخصيص سيارات تحمل مكبرات صوت، وتشغيل أغاني وطنية، تجوب الشوارع وتعرف الناخبين بمواعيد إغلاق الصناديق، لحثهم على المشاركة في التصويت.
وتأتي فكرة مكبرات الصوت؛ بعدما شهدت بعض اللجان عدم إقبال من الناخبين عليها، وحتى يحث الناخبين للخروج لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم.
ولجأ مرشحي الدائرة الثانية التي تشمل مراكز "الداخلة – الفرافرة – بلاط" إلى العمد والمشايخ في قرى مركز الداخلة لإخراج الناخبين والناخبات من منازلهم، خصوصًا في القرى البعيدة والنائية مثل قرى الهنداو والعوينة والراشدة والموهوب.
وعزف غالبة شباب المدن عن المشاركة وفضلوا المتابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتواري خلف الشاشات، حيث ساد الهدوء وضعف الإقبال جميع اللجان ما عدا أنصار المرشحين وذويهم، وعلى الرغم من المحاولات المستميتة التي بذلها المرشحون لحشد الناخبين ودفعهم للنزول والمشاركة والتصويت من خلال حملات مكثفة لطرق الأبواب ولقاء رموز العائلات وتوفير سيارات مجانية لنقلهم من محال إقامتهم إلى اللجان الانتخابية وإعادتهم مرة ثانية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، الأمر الذي دفع مراكز النيل للأعلام إلى تيسير سيارات حكومية محملة بمكبرات صوت جابت الشوارع والميادين العامة والأحياء الشعبية لدعوة الناخبين إلى النزول والمشاركة علاوة على بث الأغاني الوطنية التي تلهب حماس الجماهير وتعمق لديهم قيم الولاء والانتماء للوطن.
وتجمهر أنصار المرشحين أمام لجان انتخابات مجلس النواب في المحافظة، وخصوصًا أمام لجان السيدات، ووزع أنصار المرشحين ملصقات لتوجيه الناخبين للتصويت للمرشحين التابعين لهم، فيما مر عدد من المرشحين على أنصارهم خارج اللجان.
وطردت قوات الأمن أنصار المرشحين من أمام اللجان الانتخابية في محافظة، وذلك لتوزيعهم دعاية لمرشحيهم، فيما تم توسيع نطاق الكردون الأمن حول اللجان بعدما تزايد أعداد أنصار المرشحين بشكل كبير.
ويرى المراقبون أن أهم أسباب انخفاض نسب المشاركة الانتخابية في المحافظة يرجع إلى عوامل أساسية عدة يأتي في مقدمتها عدم وجود لجان للوافدين في الوقت الذي تمتلئ فيه المحافظة بالآلاف من أبناء المحافظات الأخرى اللذين يعملون في المشروعات القومية العملاقة سواء كانت في الريف المصري الجديد في واحة الفرافرة أو مشروع شرق العوينات أو فوسفات أبو طرطور أو رصف وإنشاء الطرق العرضية وتمنعهم ظروف العمل ومشقة السفر من قطع مئات الكيلو مترات من أجل الأداء بأصواتهم علاوة على تجاهل القوائم الحزبية لأبناء المحافظة.
وخلت ثلاث قوائم نهائيًا من مرشحين من أبناء المحافظة، بينما قائمة "في حب مصر " اختارت مرشحة من الوادي الجديد وجاءت بأمينة المرأة والمهنيين السابقة في الحزب "الوطني" المنحل المهندسة ابتسام إبراهيم أبو رحاب، فضلًا عن إقامتها الكاملة في القاهرة وانفصالها تمامًا عن المشهد السياسي في المحافظة وإشاراتها السلبية بالثقة المفرطة بالفوز وبالتالي انعدم الدافع الرئيسي لخروج الناخبين والتصويت لصالح القوائم، خصوصًا في ظل عدم معرفة باقي المرشحين.
وتجاهلت القوائم أبناء المحافظة في دعايتهم الانتخابية ولم تعقد أي منها مؤتمرات انتخابية في الواحات طوال فترة الدعاية لتعريف الناخبين بمرشحيهم وبرامجهم الانتخابية أما المرشحين الفرديين سواء تحت مظلة أحزاب سياسية أو مستقلين فشلوا في تحفيز الناخبين للخروج والتصويت لصالحهم لأسباب عدة منها أن الأحزاب السياسية اختارت مرشحين فقدوا لياقتهم الشعبية منذ أعوام أو مرشحين لا يحملون تاريخًا سياسيًا يؤهلهم إلى كسب تأييد الناخبين أو مرشحين لا هم لهم سوى حصد مكاسب مالية من الأحزاب التي ينتمون إليها في الوقت الذي غابت فيه تلك الأحزاب عن الخريطة الانتخابية ولم يكن لها نشاط بالشارع السياسي أو الخدمي سوى حزب "مصر الحديثة" الذي نظم عددًا من القوافل الطبية والخيرية في واحتي الخارجة وباريس، أما المستقلين فغالبيتهم من فلول الحزب "الوطني" المنحل أو من أعضاء الأجهزة المحلية، وبطبيعة الحال تسبب ترشحهم في فقد الثقة في العملية الانتخابية برمتها.
وتسبب ترشح خمسة من أبناء المحافظة المقيمين إقامة كاملة في القاهرة في إصابة الناخبين بحالة إحباط شديدة أدت إلى عزوفهم وعدم مشاركتهم في الوقت الذي غابت فيه الرموز المؤثرة والفاعلة بالمجتمع لارتفاع فاتورة الانتخابات المالية والتي تتجاوز جميع الحدود المسموح بها قانونًا، وصار رأس المال هو المتحكم الوحيد في العملية الانتخابية ولا عزاء للعمال والفلاحين وطبقة الموظفين.
أرسل تعليقك