شارك الأزهر الشريف فى إطلاق المجلس العالمى للتسامح والسلام، فى احتفال رسمى أقيم فى مركز مؤتمرات البحر المتوسط فى مالطا بدعوة مشتركة من الأمم المتحدة، وصندوق الإسكان وحكومة مالطا والمجلس العالمى.
وقال دكتور كمال بريقع عبد السلام، من الأزهر الشريف، إن المجلس خطوة مهمة تأتى فى ظروف حرجة تستوجب العمل والتنسيق بين كل الجهات المعنية وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الراهنة التى تواجه العالم بشكل عام وتواجه العالم العربى والإسلامي بشكل خاص وأوضح أن قيمة السلام قيمة سامية أكدت عليها جميع تعاليم الأديان السماوية، وأكد عصمة الدماء وحرمتها فى الإسلام، وأن الإسلام يقدر قيمة الحياة بغض النظر عن اختلاف الدين أو العرق أو الثقافة أو اللون، وأن الإسلام هو الديانة الوحيدة التى تجمع على القاتل عقوبتين: عقوبة القصاص فى الدنيا والعذاب الأليم فى الآخرة ولا يفرق القرآن الكريم بين نفس ونفس، فقد بعث الله النبى محمدًا رحمة للعالمين لبنى الإنسان.
وأوضح فى كلمته أنه لا يخلو خطاب من خطابات الإمام الأكبر داخل مصر وخارجها عن الحديث عن فضل التسامح وقيمة السلام الذي يبنى على الحق والعدل، وأن هذه الخطابات تمثل خارطة طريق للخروج من المأزق الحالي وترسم الحلول لكثير من الأزمات المعاصرة إذا أحسنا النظر إليها والاستفادة منها.
وتحدث عن بعض المبادرات المهمة والفاعلة التي قام بها الأزهر فى هذا الجانب وقد لاقت مداخلة الدكتور كمال بريقع عضو مركز الحوار بالأزهر استحسانًا وقبولاً من جميع الحاضرين وأعضاء المجلس التأسيسي للتسامح والسلام.
وقال رئيس المجلس العالمى للتسامح والسلام أحمد بن محمد الجروان: إن خطر الإرهاب والتعصب والكراهية والعنصرية والتطهير العرقى والتطرف الطائفى والعنصرى يزداد وينمو كالسرطان.. وهذه الظواهر تتجاوز حدود العقل وحدود الدول، وتهدّد حياة الناس، وهم مواطنون من مختلف البلدان والحضارات، وتهدّد التنمية والأمن، وتعرض السلام العالمى للخطر.
لم تعد إعلانات الإدانة كافية، ولم يعد بمقدور الجيوش والشرطة وحدها أن تكافح هذه الظواهر الرهيبة، ولا يمكن لأى بلد أو مؤسسة أن تعتمد وحدها على قدراتها الخاصة للتصدى لمشكلة الإرهاب والعنصرية والتطرف والعنف والتمييز.
ونحن هنا اليوم لهذا السبب، نحن هنا لإطلاق هذا المسعى العالمي، وهو المجلس العالمى للتسامح والسلام.
والمجلس منظمة دولية تعتمد على مبادئ ديمقراطية وتستمد من القانون الدولى والاتفاقات نظام عملها الخاص.
وقد وقع المجلس مذكرة تفاهم مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لأغراض التعاون وبناء شراكات دولية، ويتألف المجلس من شخصيات عالمية بارزة تحافظ على سمعة وخبرة سليمتين فى مجالات تتصل بالسلام والتسامح.
ومن بين خارطة الطريق فى التخطيط الاستراتيجي للمجلس ما يلي:
• إنشاء برلمان عالمى للتسامح والسلام، ورفع قيم التسامح، وتعزيز الدبلوماسية الوقائية، ودعم مبادرات الشباب الإقليمية والعالمية، وإطلاق جائزة عالمية لمن يساهم فى حماية السلام العالمي، ووضع وتنفيذ برامج وفعاليات ومؤتمرات مشتركة لتعزيز التسامح والسلام.
أضاف: يشرفنى فى إطلاق المجلس العالمى للتسامح والسلام أن ندعو البرلمانات ومراكز الشباب والمثقفين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع والعلماء للانضمام إلى هذا المجلس بهدف نشر ثقافة التسامح والسلام، وأن يكونوا قوة التغيير على المسرح العالمي.
وختم قائلاً: معا، يمكننا بناء عالم أكثر تسامحا وأمنا، معا يمكننا بناء مستقبل ينتصر فيه الحب على الكراهية، والتسامح على الانتقام، والانفتاح على التعصب، والمعرفة على الجهل.
أرسل تعليقك