أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مساء أمس الخميس، أن إسرائيل والمغرب سيقيمان علاقات دبلوماسية في صفقة تم التوافق عليها بين البلدين، بموجها ستعترف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء المغربية.
وأجرى ترامب اتصالًا هاتفيًا مع العاهل البحريني محمد السادس، حيث أكد فيه أن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار!".
وقال جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض في تصريحات "إنهم سيعززون التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية.. إنهم سيعيدون فتح مكاتب الاتصال الخاصة بهم في الرباط وتل أبيب على الفور بنية فتح سفارات".
وتابع قائلا: "اليوم، حققت الإدارة إنجازا تاريخيا آخر.. توسط الرئيس ترامب في اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل وهو الاتفاق الرابع من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية - إسلامية في أربعة أشهر".
وتربط المغرب وإسرائيل علاقات يعود تاريخها إلى عام 1948 إبان حرب تحرير فلسطين، حيث انخرطت مجموعة من المغاربة في جيش المتطوعين العرب للمشاركة في الحرب 1948 واستشهد خلالها أكثر من 10 مغاربة في معارك في مدن القدس ويافا وحيفا.
وفي عهد الملك الحسن الثاني، أثارت العلاقات الإسرائيلية المغربية جدلًا كبيرًا حينما نفذ جهاز الموساد عملية ياخين بين نوفمبر 1961 وعام 1964، والتي هجر خلالها بشكل سري أكثر من 97 ألف يهودي مغربي عبر أوروبا إلى إسرائيل، وتلقى المغرب تعويضات مالية بلغت الدفعة الأولى منها نصف مليون دولار.
وفي حرب 1973، أرسل المغرب فرقة عسكرية تكونت من لواء مشاة إلى الجبهة المصرية، ولواء مدرع إلى الجبهة السورية. وقع خلالها في الأسر 8 مغاربة لدى إسرائيل. كما انضم مغاربة إلى قوى الثورة الفلسطينية في لبنان واستشهد بعضهم في المعارك ضد إسرائيل.
وفي 22 يوليو 1986، استقبل الملك الحسن الثاني رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز في مطار إفران، واجتمع فيه بالعاصمة الرباط.
وقد قوبل اجتماعه برد فعل عنيف واحتجاجات من جامعة الدول العربية والمغاربة، ومع ذلك حافظ على علاقته مع بيريز، وفي عام 1999 عبر بيريز عن تعازيه بوفاة الحسن الثاني.
ومنذ سبتمبر 1994، اعترف المغرب ضمنيًا بدولة إسرائيل، عندما فتحت إسرائيل مكتب اتصال لها في المغرب، وبعد ذلك بعام، فتح المغرب مكتبًا مماثلًا لها في إسرائيل. كما سمحت لها إسرائيل بوجود بعثة دبلوماسية مغربية لدى السلطة الفلسطينية، والتي أنشئت عام 1996 في مدينة غزة، ولاحقًا انتقلت إلى مدينة رام الله.
وفي 1 سبتمبر 2003، وصل إلى الرباط وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم حاملًا رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون إلى الملك محمد السادس. تم استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد اللقاء، من خلال إعادة تنشيط مكاتب الاتصال البلدين، والتي كانت قد أغلقت في 2000 احتجاجًا على السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وشارك البلدين في مؤتمر وارسو فبراير 2019، فيما علنت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقى سرًا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتناقشا عن تطبيع العلاقات والملف الإيراني. انتشرت شائعات وشكوك حول محاولة المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن احتجاجات في المغرب أحبطتها.
أرسل تعليقك