أكد رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة حرص بلاده على مواصلة "ترقية" علاقات التعاون مع موريتانيا بما "يستجيب لتطلعات الشعبين من تقدم وازدهار في كنف الأمن والاستقرار".
وقال سلال - في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الدورة الـ18 للجنة الجزائرية الموريتانية العليا المشتركة - إنه "تحت القيادة الرشيدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخيه رئيس جمهورية موريتانيا (محمد ولد عبد العزيز) بلغت علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين مستوى مميزا، ونحن حريصون على مواصلة الارتقاء بها بما يستجيب لتطلعات الشعبين من تقدم وازدهار في كنف الأمن والاستقرار".
وأضاف أن "ما تم تحقيقه حتى الآن إيجابي ومشجع"، موضحا أن هذه الدورة "تشكل محطة مهمة لإعطاء دفعة جديدة" لمسيرة التعاون بين البلدين، و"فرصة لتكريس الحوار والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأعرب عن أمله في أن يساهم هذا الاجتماع في "تنويع" التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والاقتصادية والعلمية والثقافية من خلال "إجراءات ملموسة قابلة للتنفيذ" واتفاقيات وبرامج تنفيذية لتعزيز التعاون.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الموريتاني يحيى ولد حدمين، اليوم، أن التنسيق الأمني والعسكري الذي يجمع بين بلاده والجزائر يعد نموذجا يحتذى به في مسار "توطيد الأمن والسلم" في المنطقة.
وشدد ولد حدمين على "أهمية التعاون الثنائي الذي يجمع بين الجزائر وموريتانيا لمواجهة الجرائم العابرة للقارات كالإرهاب والجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات والتي تعد ظواهر دخيلة على مجتمعاتنا".
وثمن مسار العمل المشترك بين بلاده والجزائر والذي يعكس اليوم "الإرادة القوية التي تحدو قائدي البلدين للدفع بالعلاقات الثنائية إلى أبعد مدى ممكن" وهو ما تؤسس له الدورة الـ18.
وفي السياق نفسه، أشار رئيس الوزراء الموريتاني إلى "المستوى العالي" الذي بلغته جلسات التشاور والتنسيق التي تجمع بين قائدي البلدين لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية الراهنة وهو ما ساهم في "إنضاج العديد من المواقف" والرؤى المشتركة بين الجانبين.
وتابع "ومما يؤكد ذلك القناعة المشتركة لكلا الطرفين بضرورة إيجاد حل دائم وعاجل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وفيما يتعلق بالأزمات التي تعصف بعدد من الدول العربية كسوريا والعراق واليمن، أكد رئيس الوزراء الموريتاني ضرورة "إيجاد حلول كفيلة بحقن الدماء تحفظ لهذه البلدان وحدتها وتحقق التناغم بين مكونات شعوبها".
ولدى تطرقه إلى الوضع الأمني في ليبيا، جدد المسؤول الموريتاني موقف بلاده القاضي بأن الحل يكمن في التوصل إلى اتفاق شامل بين الأشقاء الفرقاء من شأنه الحفاظ على وحدة الدولة الليبية والسماح بإعادة إعمارها.
وعلى الصعيد المغاربي.. أكد رئيس الحكومة الموريتانية ضرورة العمل على بناء صرح اتحاد المغرب العربي الذي اعتبره "خيارا استراتيجيا ملحا". كانت أعمال الدورة الـ18 للجنة الجزائرية-الموريتانية العليا المشتركة قد انطلقت في وقت سابق من اليوم بالجزائر العاصمة ويترأسها مناصفة كل من رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال و نظيره الموريتاني يحيى ولد حدمين.
وتشهد العلاقات الجزائرية-الموريتانية في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية. وكان رئيس الوزراء الموريتاني قد بدأ يوم أمس الاثنين زيارة إلى الجزائر تندرج في سياق انعقاد الدورة الـ18 للجنة الجزائرية-الموريتانية المشتركة الكبرى.
أرسل تعليقك