أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه ينوي سحب القوات الأميركية من سوريا وأفغانستان على الرغم من انتقادات حلفاء الولايات المتحدة والأصوات المعارضة من داخل حزبه، لكنّه لم يعطِ أي جدول زمني لموعد الانسحاب وكيفيته.
وفي خضم حرب مستمرّة في أفغانستان منذ أكثر من 17 عاما بدأت واشنطن العام الماضي مفاوضات مباشرة مع حركة طالبان. وقال الموفد الأميركي زلماي خليل زاد إن عملية السلام هذه، التي أعلن عنها مؤخرا، أتاحت تحقيق "تقدّم ملحوظ على مستويين: مكافحة الإرهاب وانسحاب القوات".
وفي حين يُتوّقع أن تُستأنف المحادثات قريبا في قطر أبدى الرئيس الأميركي خلال مقابلة مع شبكة "سي بي اس" تفاؤلا حذرا حيالها.
وقال ترامب "سنرى ما سيحصل مع طالبان. إنهم يريدون السلام. لقد تعبوا"، وتابع "أعتقد أن الجميع تعبوا. علينا أن نخرج أنفسنا من هذه الحروب التي لا تنتهي ونعيد أبناءنا الى الوطن".
وكان الرئيس أطلق وعدا خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من أفغانستان، ليعود ويرجئ طرح ذلك بعد وصوله إلى البيت الأبيض وقبوله بادئ الأمر بإرسال تعزيزات إلى أفغانستان.
لكن أواخر 2018 طرح ترامب سحب نحو نصف الجنود الأميركيين المنتشرين في أفغانستان والبالغ عددهم 14 ألفا.
وأوضح الرئيس الأميركي خلال المقابلة أن عناصر في "الاستخبارات" سيبقون في أفغانستان بعد انسحاب مقبل، مضيفا "إذا لاحظت نشوء بؤر" تمرد "فسأفعل شيئا ما".
- في العراق "لمراقبة" إيران -
وشدد ترامب على أنه لم يعد محاطا بفريقه السابق للسياسة الخارجية، وبخاصة وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، الذي حاول فرملة طموحاته بالانسحاب خلال النصف الأول من ولايته الرئاسية.
ولا يكترث الرئيس الأميركي كثيرا لتصويت بغالبيّة كبيرة في مجلس الشيوخ على تعديل ينتقد قراره سحب القوّات الأميركيّة، ويحذّره من "انسحاب متسرّع" من سوريا وأفغانستان من شأنه ان يشكّل "تهديدا" للأمن القومي.
وأكد الرئيس الأميركي أيضا أن الجنود الألفين المنتشرين في سوريا للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية "بدأوا" مغادرة البلاد تنفيذا للقرار الذي أعلنه في كانون الأول/ديسمبر. وأضاف "حين نستعيد السيطرة على ما تبقى من أرض +الخلافة+، سينضمون إلى قاعدتنا في العراق، وفي النهاية سيعودون إلى الوطن".
وقال ترامب "لقد سيطرنا حاليا على 99 في المئة" من المناطق التي سبق ان احتلها الجهاديون، و"سنعلن قريبا السيطرة على مئة في المئة من أرض +الخلافة+"، على أن يتطرق إلى ذلك الثلاثاء في خطابه السنوي عن حال الاتحاد.
ويلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء في واشنطن نظراءه في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ويهدف الاجتماع إلى تنسيق الانسحاب مع حلفاء عقّد القرار موقفهم على غرار المقاتلين الأكراد الذين سيجدون أنفسهم عرضة لهجوم تركي تهدد به أنقرة، أو أيضا باريس التي تواجه معضلة مصير الجهاديين الفرنسيين المحتجزين لدى الأكراد في سوريا.
وبعدما أعلنت الاستخبارات الأميركية أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يضم آلافا من المقاتلين، لاحظ ترامب انه "لا تزال هناك جيوب" مقاومة.
وتدارك "لكننا لن نبقي جيوشا على الأرض بسبب حفنة من الأفراد".
وأضاف الرئيس الأميركي "سنعود إذا كان ذلك ضروريا، يمكننا العودة سريعا جدا"، مكررا "نحن لا نغادر، لدينا قاعدة في العراق" ستستخدمها واشنطن لمواصلة "ضرب" الجهاديين في موازاة انسحاب "بطيء" من سوريا.
واذ تطرق الى قاعدة الاسد في العراق التي زارها خلال عيد الميلاد، أوضح ترامب أنه يريد "ابقاءها" بهدف "التمكن من مراقبة ايران" المجاورة. وقال "اذا كان طرف ما يسعى الى صنع أسلحة نووية، فسنعلم بالامر قبل أن يقوم بذلك".
أرسل تعليقك