توقيت القاهرة المحلي 11:21:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام الكردي يلجأ إلى صفحات التواصل الاجتماعي لمخاطبة الفئات المُهمّشة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الإعلام الكردي يلجأ إلى صفحات التواصل الاجتماعي لمخاطبة الفئات المُهمّشة

الإعلام الكردي
دمشق - مصر اليوم

داخل استوديو إعلامي مجهّز بمعدات بسيطة وغرف ملوّنة في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال سورية، يحرص كادر إذاعة "فون إف إم" وتعني بالعربية "صوت الناس"، على الاجتماع مرة واحدة على الأقل يوميا لمناقشة المواد والتقارير التي ستنشر على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالراديو. يختارون مقاطع الفيديو والصور، ثم يكتبون النص قبل إرسالها إلى مدير الصفحات لنشرها.

عرّف الإعلامي جوان تتر رئيس تحرير راديو فون، محتوى الإذاعة قائلا: "إذاعة محلية مجتمعية تتناول الفئات المهمّشة ضمن المجتمعات المحليَّة التي امتحنت التطرف"، وأضاف أنهم يركزون على قضايا الشباب والمرأة والأطفال، وقال: "كعناصر رئيسية عانت من آثار الحرب السورية المستعرة منذ ثماني سنوات، كما نعمل على باقة من البرامج المجتمعية والخدمية الهادفة".

وانطلقت "فون إف إم" من مدينة القامشلي بداية يونيو/ حزيران 2017، كأول تجربة إذاعة تبث برامجها وأثير موجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات السوشيال ميديا، ومع انتشار الهواتف الذكية والحواسب اللوحية؛ يعمل كادر الإذاعة على تصميم برامج مرئية ومقاطع صوتية تتناسب مع خدماتها، ونقل تتر: "عندما ناقشنا الفكرة كّنا على يقين بأن خدمة الإنترنت سحبت البساط من الإعلام التقليدي، كبريات الإذاعات الدولية مثل راديو (مونتي كارلو) يبث معظم برامجه ونشراته الإخبارية عبر الإنترنت"، إلا أن التجربة واجهت الكثير من التحديات والعقبات، ويضيف جوان قائلا: "قلة الكادر الإذاعي المتخصص بالعمل عبر صفحات التواصل الاجتماعي، تمكننا من التغلب على هذه العقبة عبر تدريب فريقنا بورشات متخصصة هنا وفي بيروت، يضاف أن انقطاع التيار الكهربائي وخدمة الإنترنت مرتبطة بها".

وتزيد صعوبة العمل واستمراريته غياب الدعم المالي لمثل هذه التجارب بحسب تتر، منوها: "بالمقاربة بين التكلفة الإنتاجية للإذاعات التقليدية وإذاعتنا، أكيد التكلفة أقل حيث لا نحتاج إلى أبراج للبث، وفنيين لتوصيل شبكاتها وصيانة هذه الأبراج، في الوقت نفسه نشكو أيضا من التكلفة الباهظة في شراء قوالب جاهزة (مالتي ميديا) لأن معظم برامجنا تحتاج إلى هذه الخدمات".

أما سوسن حسن، التي تعمل معدة ومقدمة برامج في راديو فون، نقلت إنها تجربتها الأولى بالظهور أمام عدسة الكاميرا، لكن هذه المرة أطلت عبر إذاعة محلية تبث برامجها على صفحات التواصل الاجتماعي. وفي الحلقة الثالثة من برنامج (كيف) الأسبوعي والذي يبث ظهيرة كل يوم إثنين في الإذاعة، طرحت قضية بيع مياه الشرب عبر الصهاريج، على مسؤولة في دائرة مياه مدينة القامشلي وأثارت الموضوع معها.

وفي حديثها إلى "الشرق الأوسط " قالت: "على الرغم من أنّ الإذاعة تبث برامجها على شبكة الإنترنت، لكن هناك رهبة بالوقوف أمام الكاميرا، حقيقةً أعاني من هذه الحالة قبل تقديم كل حلقة".

وتبث الإذاعة الكثير من البرامج باللغتين الكردية والعربية، وفي 22 أبريل/ نيسان الماضي، أضاءت الصحافة الكردية الشمعة العشرين بعد المائة لميلاد أول جريدة كردية، إذ استطاع الأمير مقداد مدحت بدرخان إصدار جريدة "كردستان" من العاصمة المصرية القاهرة في 22 أبريل/ نيسان عام 1898، وتمت طباعة أعدادها الخمسة الأولى في القاهرة، وبعد ذلك أصبحت الجريدة تصدر من جنيف بسويسرا ثم عادت طباعتها مرة أخرى من القاهرة، وصدر منها (31) عدداً لتتوقف بعد هذا العدد نهائياً في عام 1902.

أما اليوم؛ ظهرت العشرات من الإذاعات الكردية، والصحف والمجلات المطبوعة والدوريات الخاصة في سورية، لتؤسس إعلاما محليا موجها للجمهور باللغتين الكردية والعربية، إحداها صحيفة بوير بريس وتعني بالعربية "الخبر" حيث انطلقت بداية عام 2014، بينما صدر العدد الأول من مجلة "سورمَي" بالعربية نهاية 2015، وهي دورية مطبوعة تصدر كل شهرين مرة في مدينة القامشلي، تنشر أعدادها باللغتين العربية والكردية في شمال وشمال شرقي سورية، في حين صدر العدد الأول من مجلة (RÊ) في القامشلي أواخر 2016، وتعني بالعربية (الطريق)، وهي مجلة أدبية ثقافية تنشر بالعربية والكردية، تنفرد بموضوعات المسرح والشعر والقصة والرواية والنقد والترجمة.

"ننظم الصورة ليكتمل الواقع"، تحت هذا الشعار انطلقت شبكة "آسو الإخبارية" وتعني بالعربية "الأفق"، عملها نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2016، كأول تجربة لشبكة إخبارية تغطي الأحداث وتنقل مجريات الوقائع على الأرض، من خلال مجموعة من المراسلين يغطون مدن وبلدات الشمال السوري.

واختار كادرها العمل في مجال الصحافة الرقمية والاعتماد على منصات السوشيال ميديا للإطلالة على الجمهور ومتابعي صفحاتها. بدأت الشبكة عملها بكادر محترف وهاو، وفي حديثه إلى "الشرق الأوسط" يقول الصحافي سردار ملا درويش المدير العام لشبكة آسو: "اخترنا فريقا من المراسلين من ذوي الخبرة ومن المواطنين الصحافيين والهاوين، لأن المشروع يهدف لترسيخ مفهوم وقيمة الإعلام المحلي"، لافتا إلى أنّ الشبكة وبشكل مستمر تسعى إلى تطوير عمل الهواة والمواطنين الصحافيين نحو الاحترافية.

وتختلف وسائل وأدوات العمل الصحافي لدى الوسائل الإعلامية التي تنشر موادها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، عن مثيلاتها في الإعلام المطبوع والمرئي والمسموع، ويشرح ملا درويش هذه الفروق ويقول: "بالنسبة إلى القوالب الصحافية فالأساسيات في أي نوع صحافي واحدة، لكن الأسلوب يختلف، فالصحافة الرقمية اليوم تعتمد على الرؤية البصرية وترجمة المكتوب إلى صور وفيديوغراف وإنفوغراف، ومعروف أن الجمهور الحالي الذي يستخدم صفحات السوشيال ميديا التواصل الاجتماعي يتأثر بالصورة أكتر من الكتابة".

وانتشرت المئات من الصفحات الإخبارية والاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي تغطي الأخبار المحلية، وقبل عام ونصف العام أسس نشطاء من مدينة عامودا أقصى شمال سورية، صفحة "بوابة الحسكة" المتخصصة بنشر القصص الإنسانية، وتستهدف الشخصيات المهمشة في المجتمع، لكن في قالب كتابي مبسط يندرج تحت تسمية قصة صورة، كما يتناولون ضمن القوالب المرئية قصص نجاح أو شخصية تراثية أو فنية.

وعن تجربة بوابة الحسكة، يقول جيان حج يوسف مدير الصفحة في لقائه مع "الشرق الأوسط": "نتناول شخصيات ما بعد خطوط النار، غايتنا تسليط الضوء عليها وعلى تفاصيل الحياة اليومية التي تعيشها، نحن نرصد المعاناة ليس بالصورة المباشرة التقليدية في عرض هكذا أنماط من الشخصيات، نحن نظهر معاناتها دون أن نُظهرها كشخصيات ضعيفة، على العكس، هم أبطال في الفيديو الذي نعمل عليه، إنهم يملكون حياةً لا تخلو من تفاصيل جميلة".

وتنشر الصفحة بشكل يومي تفاصيل أشخاص بسيطين، باعة جوالين يشترون أدوات مستعملة ومعادن رخيصة، كما ترصد واقع عمال النظافة، وأصحاب البسطات الصغيرة في السوق، إلى جانب تسليط الضوء على النازحين والعاملين في الحقول الزراعية، ويضيف الحاج يوسف: "في أثناء إجراء المقابلات معهم هؤلاء الأبطال يجذبوننا عندما يسردون تفاصيل حياتهم، نحن نعمل على إضفاء لمسة جمالية وحميمية على المواد المكتوبة والمرئية، ونبتعد قدر الإمكان عن الأساليب والقوالب التقليدية المستهلكة والشعاراتية".

يذكر أنّ أكراد سورية يشكلون نحّو 12 في المائة من التعداد السكاني العام (23 مليون نسمة)، عانوا على مدى عقود طويلة، تهميشا وحرمانا من القراءة والكتابة بلغتهم الأم.​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الكردي يلجأ إلى صفحات التواصل الاجتماعي لمخاطبة الفئات المُهمّشة الإعلام الكردي يلجأ إلى صفحات التواصل الاجتماعي لمخاطبة الفئات المُهمّشة



GMT 08:12 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله

GMT 19:21 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة والدة الإعلامية مفيدة شيحة

GMT 07:21 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محافظة أفغانية تغلق محطة إذاعية لبثها الموسيقى

GMT 04:42 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تحتجز الصحفي عصام الريماوي قرب طولكرم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon