توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسنين هيكل صحافي من الطراز الرفيع صنع شهرته بأسلوب فريد وعلاقات وطيدة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حسنين هيكل صحافي من الطراز الرفيع صنع شهرته بأسلوب فريد وعلاقات وطيدة

محمد حسنين هيكل
القاهرة - محمد عمار

توفي محمد حسنين هيكل "صحافي القرن" عن عُمر 93 عامًا، ويلقب بـ"صحافي من الطراز الرفيع"، إذ عمل وزيرًا للإعلام ومستشارًا سياسيًّا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر ثم الرئيس السادات، وكان شاهدًا على حقبة مهمة من تاريخ مصر السياسي.

والبداية كانت بعشق هيكل للصحافة منذ نعومة أظافره وإجادته أكثر من لغة جعلته صحافيًّا عالميًّا تواصل مع عدد كبير من الصحافيين العالمين في لندن وأميركا وفرنسا، إذ استطاع خلال فترة قصيرة أن يكوِّن أسلوبه الخاص عندما اتجه للعمل في الصحافة السياسية، وكان يتعمق في أخبار مصر والاحتلال الإنجليزي.

وقبل ثورة تموز/يوليو 1952 كان قلبه وقالبه مع التخلص من الفاشية التي تحيط بالملك فاروق، ثم جاءت حرب فلسطين وبعدها حريق القاهرة "القشّة التي قصمت ظهر الجمل" وأطاحت بالنظام الملكي، وبعد تولي جمال عبد الناصر رئاسة البلاد بدأت علاقته بالنظام وأصبح صحافي الثورة المعني بنشر أخبارها وأخبار الضباط الأحرار، وكان هيكل وقتها صحافيًّا في الأهرام ونجح في لفت الأنظار وجذب الكثيرين من القراء حوله بأسلوبه الفريد، حتى عيّنه الرئيس عبدالناصر مستشاره السياسي، وكتب تفاصيل محاولة اغتيال ناصر في حادث المنشية وحمَّل جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية الحادث.

وبعد وفاة عبدالناصر المفاجأة استقر الرئيس أنور السادات على هيكل ليكون إلى جواره لعلاقته الوطيدة بالأميركان والمجتمع الأميركي من خلال علاقاته مع الكثير من الصحافيين، وكان الرئيس يريد استطلاع رأي واشنطن حول الحرب على إسرائيل، وبعد حرب 1973 جاءت معاهدة السلام

وقامت الحرب وكانت معاهدة السلام وكان هيكل دائمًا مع وزير الخارجية الأميركية هنري كاسينغر، وتم توقيع المعاهدة ومرّت الأعوام وجاءت مفاجأة من العيار الثقيل بحبسه مع عدد كبير من الصحافيين بأمر رئاسي، وبعد اغتيال السادات خرج هيكل من المعتقل وأعلن اعتزال الصحافة نهائيًّا.

وخلال العام 1997 أعادت إحدى الجرائد الخاصة نشر مقالات هيكل حول تحليله للتاريخ، وكانت بداية ظهوره من جديد، وعرضت عليه قناة "الجزيرة" القطرية تقديم برنامج سياسي تاريخي العام 2006، وهو ما لاقى الكثير من ردود الفعل الإيجابية، وفي أول حلقات برنامجه اعترف بأنه أصيب بالسرطان مرتين، وسافر إلى الولايات المتحدة حتى تعافى تمامًا، وأخيرًا شهدت حالته الصحية شهدت تدهورًا ملحوظاً، وخضع للعلاج في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بماء على الرئة مع فشل كلوي استدعى غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًّا، حتى توفي عن عُمر يناهز 93 عامًا.

وعلّق الفنان محمود ياسين على وفاة هيكل بقوله "خسارة حقيقيه لمصر والعالم كله فهو أحد أبرز المدارس الصحافية في العالم، وقرأت له الكثير من المقالات التي أثرت في تكوين وجداننا كمصريين حول فكرهم السياسي"، وذكر الفنان محمد رياض أن "هيكل أديب الصحافة وأنه من جعل الصحافة نوعًا من أنواع الأدب، وكانت علاقاته متشعبة إلى أبعد الحدود وقد استفدت منه عندما كنت أصور فارس الرومانسية عن قصة حياة يوسف السباعي، وقتها قرأت ما كتبه هيكل عن السباعي؛ لأنه كان قريبًا من المطبخ السياسي.

وأكد الفنان فاروق الفيشاوي أنه "قيمة كبيرة في الوسط العالمي، ونحن لا نستطيع تقييمه فهو أبوالصحافة في مصر والعالم العربي مثله مثل القامات العظيمة في بلادنا الحبيب مصر"، وأشار المخرج محمد فاضل إلى أن "هيكل قيمة قوية في عالم الصحافة هو ومصطفى وعلي أمين فجميعهم أعمدة قامت عليهم الفكر المستنير وهو أحد أعمدة الإعلام والسياسة ولا أحد يخفي أنه ساعد في تكوين وجداننا وثقافتنا".

أما الفنان أحمد بدير فعلّق بقوله "الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قامة وسيظل باقيًّا برؤيته الفكرية وحماسه لمصر وحبه لها، ويكفي أنه حمل على عاتقه تاريخ مصر ونقله بصورة بسيطة للأجيال المختلفة"، واختتم رئيس تحرير مجلة الهلال السابق، الكاتب الصحافي محمد الشافعي، بأن "هيكل كوَّن وجداننا الأدبي والصحافي معًا، حيث استطاع أن يرسم الموضوع الصحافي من خلال كلماته الساحرة وأسلوبه البديع.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسنين هيكل صحافي من الطراز الرفيع صنع شهرته بأسلوب فريد وعلاقات وطيدة حسنين هيكل صحافي من الطراز الرفيع صنع شهرته بأسلوب فريد وعلاقات وطيدة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon