وتأتي أنباء اعتقال بهجت بعد أيام قليلة من الاحتجاجات خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى لندن والذي أشرف على التضييق على حرية الصحافة في مصر على نطاق واسع منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي عام 2013، وركزت الاحتجاجات أثناء زيارة السيسي على عمليات القتل الجماعي وسجن أنصار جماعة "الإخوان" وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضح المحامي نجاد البرعي الذي يتولى الدفاع عن بهجت، أنه تم اعتقاله بسبب مقال كتبه في تشرين الأول / أكتوبر، حول محاكمة الضباط العسكريين المتهمين بمحاولة الانقلاب، مضيفًا أنه يمكن تجديد حبسه إلى أجل غير مسمى، فضلًا عن توجيه المزيد من التهم له، ومسيرًا إلى أن الصحافي محمود أبو زيد ظل في الحبس الاحتياطي لأكثر من عامين.
وذكر المحامى حسن الأزهري لموقع "الأهرام أونلاين" صباح الاثنين: "لم يعرف بعد مكان احتجاز بهجت أو المكان الذي سيقضي فيه فترة الحبس الاحتياطي، وتحاول أسرته إرسال الأدوية الخاصة به".
وتلقى بهجت استدعاء في منزله في الإسكندرية الخميس، ووصل إلى مقر الاستخبارات العسكرية صباح الأحد، ووفقا للإجراءات الطبيعية لم يسمح لبهجت بالدخول وبحوزته هاتفه أو بصحبة محاميه.
وفي تطور آخر للأحداث ذكرت وسائل الإعلام المصرية الأحد، أنه تم اعتقال مؤسس جريدة "المصري اليوم" رجل الأعمال صلاح دياب ونجله، وذلك بعد يومين من تجميد النيابة لأسهمهما في الجريدة مع غيرهما من المؤسسين، ونقلت جريدة "الأهرام" عن مصدر أمني لم تحدده قوله "إنهم يواجهون تهمًا بالفساد".
ويذكّر اعتقال بهجت بحالة صحافيي "الجزيرة" الثلاثة الذين حوكموا لمساعدة منظمة متطرفة محظورة، ومنح الصحافيون عفوًا رئاسيًا في النهاية وأفرج عنهم في قضية جذبت الاهتمام الدولي بشأن قمع السيسي.
ووصفت منظمة "العفو الدولية" اعتقال بهجت باعتباره جزءا من هجمة شرسة ضد الصحافة المستقلة والمجتمع المدني في مصر، وأدانت لجنة "حماية الصحافيين" هذه الهجمة ودعت إلى الإفراج الفوري عن بهجت.
وقدّم بهجت تحقيقات استقصائية تناولت القضايا المعروضة على المحاكم فيما يخص فساد عائلة الرئيس الأسبق مبارك والإفراج عن المقاتلين من قبل الجيش المصري بعد الإطاحة بمبارك ومحاكمات الخلايا المتطرفة.
وأفادت رئيس تحرير "مدى مصر" لينا عطا الله: "من بين نقاط القوة التي استندت إليها تقارير بهجت هي اعتمادها على مصادر قوية، وفي حالة اتهامه بنشر معلومات كاذبة يعد ذلك نقيضًا لما يمارسه".
ويكتب بهجت مراجعة للصحف اليومية لدى موقع "مدى مصر"، بالإضافة إلى بعض التحقيقات الاستقصائية، وانتقد بهجت الجمعة والسبت وسائل الإعلام المصرية بما وصفه اعتمادها الذي لا جدال فيه على الروايات الحكومية إزاء حادث تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء في 31 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، وأثيرت شكوك حول احتمالية زرع قنبلة على متن الطائرة الروسية في مطار شرم الشيخ.
وأسس بهجت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عام 2002 وأصبح المدير التنفيذي لها عام 2013، وكرّمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بهجت في آب / أغسطس عام 2011 لدعمه للحريات الشخصية لجميع المصريين، وفاز بجائزة "أليسون ديس فورغيس أوورد".
وتحدث منسق برنامج لجنة "حماية الصحافيين" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شريف منصور: "أشار الجيش المصري إلى ازدرائه لدور وسائل الإعلام المستقلة من خلال سلسلة من الاعتقالات في صفوف الصحافيين، ويعد هذا الاعتقال الأخير محاولة واضحة لتضييق الخناق على العمل الصحافي، وينبغي على السلطات المصرية أن تفرج عن حسام بهجت على الفور، وحقيقة أن يجري التحقيق معه من دون محاميه تثير مزيدًا من الغضب".
أرسل تعليقك