القاهرة-مصر اليوم
رأى الفنان آسر ياسين أن وجود مخرجة كبيرة بحجم كاملة أبوذكرى، والاعتماد على الدراما التى تتخللها «الإفيهات»، وليس التركيز على الأخيرة فقط، هما السر الحقيقى وراء النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «بـ١٠٠ وش»، الذى يخوض به السباق الرمضانى الحالى بمشاركة الفنانة نيللى كريم.
وأوضح «ياسين»، فى حواره مع بعض وسائل الاعلام ، أن المسلسل يقوم على «الضحك التلقائى» المعتمد على الموقف، وهو من نوعية الكوميديا التى يبحث عنها منذ تقديمه فيلم «بيبو وبشير» فى عام ٢٠١١، الأمر الذى دفعه لمشاهدة المسلسل والتفاعل معه كأنه واحد من الجمهور وليس بطله الرئيسى.
كما تحدث عن مشاركته كضيف شرف فى مسلسل «الاختيار»، الذى يحكى قصة حياة الشهيد أحمد صابر منسى، ضابط الصاعقة الذى استشهد فى الهجوم الإرهابى على كمين «مربع البرث» فى شمال سيناء، معتبرًا ذلك «رد جميل» لكل من يضحى بحياته فى سبيل الوطن.
■ ما الذى دفعك لخوض سباق رمضان بالمسلسل الكوميدى «بـ١٠٠ وش»؟
- الفكرة نالت إعجابى، فمنذ فيلمى «بيبو وبشير» كنت أفكر فى تقديم عمل كوميدى، لكن للأسف لم تتح لى الفرصة ولم أعثر على السيناريو المناسب، لكن الوضع تغير فى «بـ١٠٠ وش»، لأنه عمل درامى يتضمن نوعية الكوميديا التى أفضلها، وهى «الكوميديا التلقائية» التى تعتمد على الدراما فى الأساس.
ورغم شهرتى فى الوسط الفنى بأعمال الدراما و«الأكشن»، فإنه حين توافرت العناصر المناسبة لتقديم الكوميديا بشكل راقٍ، وتحت قيادة المخرجة القديرة كاملة أبوذكرى، خرج العمل بشكل مبهر ونجح فى نيل إعجاب الجمهور من الحلقات الأولى.
■ ألم تخف من خوض التجربة عبر عمل درامى يمتد لـ٣٠ حلقة وفى موسم رمضان الصعب؟
- كنت مطمئنًا للغاية وواثقًا فى نجاح العمل، لأننى أعمل مع مخرجة مميزة لا تترك تفصيلة واحدة، ولديها اسم وشخصية ورؤية درامية خاصة، وكانت «مايسترو» العمل، وامتلكت القدرة على التمييز بين الكوميديا الناتجة عن مواقف درامية تخرج منها «إفيهات»، والكوميديا المبنية على «الإفيهات» فقط المنتشرة حاليًا، بجانب ذكائها الكبير فى التعامل مع الممثلين والمؤلفين الذى يعجبنى جدًا.
كما أن كل ممثل من طاقم العمل لديه شخصية محددة لها تاريخ وأبعاد اجتماعية ونفسية عليه دراستها جيدًا، وهو ما يتطلب وجود مخرج واع جدًا يعرف كيف ينسق بين هذه العناصر، لذلك وجب علينا أن نشكرها على هذا العمل الذى يمثل تجربة تعاونى الأول مع المخرجة الكبيرة.
لذلك لم أخف على الإطلاق، ولم تواجهنى غير صعوبة واحدة، فحين عرض علىّ العمل كنت أصور مسلسل «كل أسبوع يوم جمعة»، الذى أقدم فيه شخصية تعانى من «التوحد»، فكانت الصعوبة فى التقلب بين الشخصيتين، إلى جانب الانشغال فى التصوير لساعات طويلة، وهو أمر مرهق، لكنى سعيد للغاية وأحمد الله على ما حققناه.
■ كيف ترى انتشار بعض «إيفيهاتك» فى المسلسل على «السوشيال ميديا» مثل «Bye Sugar»؟
- لم أفكر فى أن تحظى عبارة «Bye Sugar» بذلك النجاح، وأن تحقق كل هذا الانتشار، وأن تكون «إفيه» يردده الجمهور بشكل واسع، وجاءت فى سياق أحد المشاهد التى جمعتنى بـ«نيللى كريم»، حيث كنا جالسين معًا، وعرضت علىّ العمل معها، لكنى لم أعرها انتباهًا، وقلت هذه الجملة أثناء مغادرتى المكان كنوع من «الغلاسة»، بعدما قالت لى: «هتجيلى راكع»، ولكن لأنها قيلت بطريقة كوميدية أصبحت قريبة من الجمهور وحققت هذا الانتشار.
■ هل تسمح المخرجة كاملة أبوذكرى بـ«الارتجال» أم تفرض الالتزام التام بالحوار المكتوب؟
- المخرج الناجح ليس «ديكتاتورًا»، وكاملة أبوذكرى من أذكى المخرجين الذين عملت معهم، وتسمح بأى «إضافة» طالما فى إطار العمل، وحين ترى أن هناك اقتراحًا أو اجتهادًا لن يفيد العمل فمن الطبيعى ألا تقبله.
■ ما وجه التشابه بينك فى الحياة الواقعية وشخصية «عمر» التى تجسدها فى المسلسل؟
- على قدر ما تظهر شخصية «عمر» أنها قريبة منّى، لكن الحقيقة على عكس ذلك تمامًا، فالشخصية ليست قريبة من شخصيتى الحقيقية، وهنا الصعوبة، «عمر» قريب من الحالة الاجتماعية التى أتيت منها، لكنه ليس أنا، وكل دور أقدمه لا أريد أن أسمع صوت «آسر ياسين» خارجًا منه، بل أريد أن أسمع صوت الشخصية التى أجسدها.
لذلك حرصت على إيجاد طريقة كلام خاصة ومميزة لـ«عمر» فى المسلسل، وكل تركيزى كان منصبًا على التعبير عن شخصيته باعتباره «طاووسًا»، حتى مشيته بها نوع من التعالى والتفاخر، فهو مؤمن بأفضليته وقدراته، ودائمًا يتذكر ما فعله به والده فى سن صغيرة، ويرى أن والدته كل حياته ويعيش من أجلها.
صحيح أن كلينا لديه عزة النفس، لكن «عمر» يربطها بالغرور ويرى أن العالم كله يدور فى فلكه، بينما أنا على العكس، كما أنى لا أحب الكلام الكثير بينما يحب هو إطالة الحوار، وكذلك أنا شخص يؤمن بالقدر جدًا وصبور إلى حد ما عكس «عمر».
■ هل توقعت أن تنجح تجربة البطولة المشتركة مع نيللى كريم فى عمل كوميدى؟
- أنا أحبها للغاية على المستوى الشخصى وهى صديقة لى ولزوجتى منذ فترة طويلة، وعُينا معًا «سفراء للنوايا الحسنة»، وأفكارنا وطريقة عملنا متشابهة ومتقاربة، ونحب عملنا للغاية، وأحب العمل مع من يحبون عملهم مثلها.
ولم أفاجأ أو أخف من العمل معها فى مسلسل كوميدى، لأن بدايتها كانت كوميدية فى عدة أفلام سينمائية، ثم تحولت إلى «التراجيدى»، وأصبحت متمكنة جدًا فى هذا النوع. أنا أعيش من أجل تقديم الأعمال التى تفاجئ الجمهور، وهو الأمر نفسه الذى تفعله «نيللى»، لذلك قدمنا معًا هذه المعادلة.
■ كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور تجاه المسلسل؟
- قبل رمضان أخبرت «نيللى» بأننى لن أشاهد المسلسل قبل عرضه، وهى أيضًا، واتفقت معها على الاحتفال به إذا حظى بردود أفعال جيدة، وكانت المفاجأة مع الحلقة الأولى، التى شاهدناها مثل أى واحد من الجمهور، فوجدنا أن لدينا الحماس لنتابع العمل ونسينا أننا أبطاله، وهو أمر ليس سهلًا فى الكوميديا.
■ بصورة شخصية ما الذى أضافه لك العمل فى هذا المسلسل مقارنة بالأعمال السابقة؟
- تذوقت النجاح أكثر من مرة، لكن لم يكن لعمل كوميدى، تلقيت ردود أفعال إيجابية عن دورى فى مسلسل «٣٠ يوم»، ودورى فى فيلم «تراب الماس»، ومسلسل «فى كل أسبوع يوم جمعة»، لكن فى طعم النجاج فى «بـ١٠٠ وش» مختلف، خاصة أن الأعمال الكوميدية تحظى بانتشار واسع مقارنة بغيرها من الأعمال الدرامية.
■ وماذا عن التصوير تحت ضغط الوقت وانتشار فيروس «كورونا المستجد»؟
- أحمد الله أن وفقنا وأخذنا القرار السليم باستئناف التصوير مع اتباع كل الإجراءات الاحترازية والوقائية، وعلى رأسها استخدام المطهرات والمعقمات، وارتداء الكمامات والقفازات الطبية فى «اللوكيشن».
وعلى المستوى الشخصى، أسأل نفسى دائمًا ما هدف الفن؟.. وأجد أن من أهدافه التوعية والتأثير الوجدانى، وهذا العام من أكثر الأعوام التى أشعر فيها بأهمية مهنتنا، لأننا نقدم للناس وسيلة مساعدة تبقيهم فى منازلهم.
أؤمن بأن الدور الرئيسى للإعلام والفن حاليًا إنسانى بحت، وأن الموسم الحالى من أهم المواسم الدرامية التى أظهرت أهمية الفن، لذلك أحمد الله على المساهمة فيه، حيث لم أقدم أى شىء فى الموسم السابق، لكن بتوفيق من الله شاركت فى عمل مهم هذا العام أسهم فى إمتاع الجمهور، ومن الأشياء التى أسعدتنى الرسائل التى تصلنى من أشخاص يشاهدون العمل مرتين وثلاثًا، وأنا أعتبر ذلك مكافأة لنا على المجهود الذى بذلناه، فقد كنا نواصل التصوير لـ٢٠ ساعة يوميًا.
■ من صاحب فكرة مشاركتك فى غناء التتر؟
- سمعت الأغنية أنا و«نيللى» ووجدناها لطيفة للغاية، وفى منتصف التصوير اتفقنا على أن أقول بعض الجمل وهى ترد علىّ، ثم توجهنا لتسجيل الأغنية بالتعاون مع فريق «المدفعجية» لأغانى المهرجانات، الذى ساعدنا بصدق، وسجلنا الأغنية وظهرت بهذا الشكل المميز للغاية.
■ ماذا تقول عن تجربة مشاركتك كضيف شرف فى مسلسل «الاختيار» بشخصية «الضابط على»؟
- جدى، رحمه الله، كان لواء أركان حرب، وأحد رجالات المخابرات الحربية فى القوات المسلحة المصرية، وعمل فى سلاح حرس الحدود، وهو من الشخصيات التى أحبها بشدة، وفرقت معى فى تكوين شخصيتى وتربيتى، وفى اليوم الذى كتبت فيه منشورًا لتحية القوات المسلحة فى ذكرى تحرير سيناء كان مزامنًا لحلقتى فى المسلسل، فكان التوفيق من الله.
وأنا أحترم المؤسسة العسكرية، ولا أعتقد أن هناك بيتًا يخلو من فرد يعمل أو سبق له تأدية الواجب الوطنى ضمن صفوف القوات المسلحة، لذلك لم أتردد فى قبول الدور حينما عرضه علىّ المخرج بيتر ميمى، وطلبت منه وقتها أن يخبرنى أكثر عن تفاصيل الشخصية دون تفكير، وأنا أعتبر هذا العمل رد جميل لمن ضحوا بحياتهم من أجلنا.
■ ما خططك للمستقبل القريب؟
- الأولوية الآن لانتظار انتهاء أزمة «كورونا»، بعدها سأبحث عن العمل الجديد الذى سأقدمه، وحينها أعلن عن التفاصيل بشكل رسمى.
أرسل تعليقك