عاشت امرأة بريطانية مصابة بالسرطان، لمدة تزيد على أربعين عامًا، بالرغم من تأكيدات الأطباء لها على أنها لن حياتها لن تتجاوز الستة أشهر.
وفي سابقة غريبة من نوعها؛ تمكنت المرأة من تحدي التوصيات المتشائمة، وهو الأمر الذي دفعها لتوجيه النصائح التي تبعث بالأمل للمرضى الآخرين، للتعامل مع المرض كأنه نزلة برد عادية.
كانت، تينا بولتون، تبلغ من العمر 40 عامًا، عندما تلقت صدمة إصابتها بسرطان المبيض، الذي كان منتشرًا في جميع أنحاء حوضها.
وجرى تشخيص مرض بولتون عندما بدأت تشعر بآلام أسفل البطن، واعتقدت أنه ينبغي إزالة الزائدة الدودية. وبعد التشخيص، اعتقد الأطباء أنَّ الأمر سيقتصر على استئصال الرحم.
ولكن عندما فتحوا بطنها، وجدوا أن السرطان انتشر في جميع أنحاء حوضها، وزعموا أن هذا الإجراء لن يكون مجديًا.
وحذر الطبيب من أنَّها لن تكون على قيد الحياة للاحتفال بعيد الفصح العام 1976، وحاول التخفيف من حزنها عندما قال إنَّها ستستطيع الاحتفال بعيد الكريسماس.
ولكنها لم تستسلم ورفضت قبول التشخيص، وحصلت على رأي ثانٍ من أستاذ رائد في مستشفى مانشستر كريستي "مركز سرطان رئيسي" وكانت مسجلة ضمن المتطوعين لإجراء التجارب السريرية الخاصة بالأبحاث.
ووصف لها الأطباء تلقي دورة علاجية لمدة سنتين من المخدرات التجريبية "ميلفيلان" ولا حظ الأطباء بعد 18 شهر اختفاء أي أثر للسرطان.
وأتاح لها هذا الأمر لها المضي قدمًا في الحياة وإنجاب ثلاثة أولاد، ولديها الآن 10 أحفاد وحفيدة رائعة، وستحتفل قريبًا بعيد ميلادها 81.
وأرسلت تينا، التي تعيش في "نورويتش" مع زوجها ألان (87) عامًا، رسالة إلى مرضى السرطان تنصحهم فيها بعد الاستسلام أبدًا لهذا المرض.
وأضافت: في ذلك الوقت شعرت بحزن عميق، عندما أخبرني الأطباء أنه لم يتبقي لي في الحياة سوى ستة أشهر، وجاء الأمر بمثابة صدمة رهيبة لأنني لم أكن قط ضعيفة في حياتي، ولكني لم أستسلم فمن يكون هؤلاء الأطباء لتحديد ميعاد وفاتي!.
وأشارت إلى أنَّ أي شخص مكانها كان سيضع خطة جنائزية ويستعد لتوديع الجميع، متابعةً: أحب أن أعيش اللحظة بلحظتها، وكنت سأخطئ إذا سمحت لمرض السرطان أن يغير ذلك.
وتابعت: اندهش زملائي عند شفائي بهذه السرعة، وبهذه الطريقة تمكنت من إثبات أنهم على خطأ، وفي البداية كان البعض يعتقد أني سأعيش قيد التهيؤات بأني سوف أبقى على قيد الحياة، ولكنني استطعت أن أثبت لهم خطأ تفكيرهم.
وكشف عن أنَّها كانت مليئة بالحزن عندما حذر الأطباء من عدم قدرتها على حضور عيد الفصح. وتابعت: كان الأطباء يتحدثون بلهجة ساخرة في ذلك الوقت، ويعتقدون أنّ مريض السرطان على بعد خطوات من الموت، ولكنني رفضت قبول فكرة أنني سأموت.
وأشارت إلى أنَّها تمكنت من التعامل مع الأزمة بشكل سليم، ولم تثر ضجة قوية بسبب إصابتها بالسرطان، وحاولت المواكبة مع المرض وتقبله والتغلب عليه، موضحةً أنَّها كانت تتلقى العديد من السخافات من قبل زملائها والأطباء، الذين بدأوا في العد التنازلي لحساب الأيام المتبقية حتى وفاتها، ولم يتقبلو فكرة أنها تريد الاستمرار في الحياة كأي شخص طبيعي.
أرسل تعليقك