القاهرة - مصر اليوم
يحيي المسيحيون الأرثوذوكس في روسيا اليوم عيد الغطاس، الذي تتخلله مراسم دنيوية بينها الغطس في ماء النهر الذي يتجمد سطحه من شدّة الصقيع في هذه الأيام من كل سنة.
وجرت العادة في روسيا على أن يهتم بهذا العيد محبو الغطس في المياه المتجمدة المسمّون مجازا بـ"الفظّين"، تيمنا بحيوان الفظ البرمائي الذي يقطن المناطق المتجمدة، بغض النظر إن كانوا ذكورا أو إناثا، من مشاهير وعاديين، بين مسيحيين ومسلمين وعلمانيين لا اهتمام لهم بالدين.
فبين الفوائد الفيزيولوجية لا الروحية للغطس في الماء البارد، زيادة درجة نشاط الجسم حيث تحفز البرودة المفاجئة حرارة الجسم، وتزيد من تدفق الأكسجين في الدم بما يحث نبضات القلب، وينشط الدورة الدموية ويعطي شعورا بالنشاط والطاقة الطبيعية ويساعد الجهاز اللمفاوي في التخلص من فضلات الخلايا، كونه يعتمد على انقباض العضلات وارتخائها.
أضف على هذه الفوائد زيادة مناعة الجسم، نظرا لانخفاض ضغط الدم الذي يعالج به انسداد الشرايين ويؤدي إلى تجنب بعض أمراض القلب، كما يزيد من عدد كريات الدم البيضاء ومن معدل الأيض في الجسم، الذي يقلل الإصابة بالإنفلونزا، وبعض الأورام السرطانية.
كما يزيد الاستحمام بالماء البارد من إنتاج الهرمونات، ويفتح الرئتين ويعمّق التنفس بشكل أفضل، ناهيك عن حفاظه على نضارة البشرة، التي يشدّها بتضييق مسامها الواسعة بما يحميها من الترسبات البكتيرية التي تؤدّي إلى ظهور الحبوب والبثور، ويمنع جفافها ويسهم في ترطيبها، لأنه يحافظ على نسبة الزيوت الطبيعية الصحية فيها.
الغطاس، يعطي كذلك الحيوية والصحة للشعر وفروة الرأس، فالماء البارد يزيد من قوة المسام في فروة الرأس وتضيقها، مما يمنع تراكم الأتربة فيها وبالتالي الحصول على شعر قوي ولامع.
وقد يكون الأهم بين فوائد الغطس، أو الحمام البارد أنه يساعد في تخفيف الوزن، فالتعرض للبرودة يحفز حرق الدهون في الجسم لتوليد الحرارة للمحافظة على دفئ الإنسان ونشاطه.
وآخر فوائد الغطس وليس آخرها بالتأكيد، هو أن الصمود في الماء البارد لثلاث دقائق، يولد في الجسم حالة توحي لصحابه بأنه قد تناول مادة مسكنة فعالة، تقلل من إجهاده نتيجة لخفض نسبة حمض اليوريك.
كما يزيد الغطس والتقلب المفاجئ في حرارة الجسم من نسبة مضادات الأكسدة، مما يعزز النشاط البدني والشعور بالراحة والاسترخاء، ويعدّل المزاج ويخفف من الاكتئاب بسبب نقل المستقبلات العصبية على الجلد النبضات الكهربائية الناجمة عن البرد إلى الدماغ، الذي يعمل بدوره على إنتاج الأنزيمات المضادة للاكتئاب.
المصدر: RT
أرسل تعليقك